دائما و بكل أسف يقع الكثير في مصيدة فئة صغيرة تترصد لهذا الشعب الصبور في المنعطفات الأخيرة لكي تختطف النصر والنجاح وكذلك أحلامهم أيضا وتقف بينهم وبين اخر لحظات النصر والأمل المنشود لتدفعهم تحت التضليل للمشاركة في إعادة إنتاجهم وإنتاج من يعملون لصالحهم لتقف على ظهور الغالبية الفقيرة التي يعتصر أمعائها الجوع معلنة علامة النصر و أنها القيادة الرشيدة حتى إذا لم يتحقق اي نصر للسواد الأعظم من الناس ، وان كانت محقة في جانب ، بانتصارها لنفسها فعلامات النعيم ظاهرة ، في الغالب تلك الفئة تحتوي على أنصاف سياسيين وأنصاف مشايخ وأنصاف مفكرين . نشاط أعضاء المجلس المريب الذي جعل الإمارات تتخلى تدريجيا عن المجلس الانتقالي هو أنها وجدتهم على هذا الحال ووجدتهم في الحقيقة أنهم لا يمثلون تلك الجماهير التي خرجت في يوم ما تحت تأثير الشعارات الزائفة التي طواها المجلس الانتقالي مؤخرا ، ولكن وجدتهم يمثلون مشاريع شخصية ، فكانت تلك ضربة موجعة لقادة المجلس الانتقالي لا يستطيعون بعدها الدفاع عن أنفسهم بواسطة الجماهير او استغلالهم كورقة ابتزاز لان تلك القيادات لا تمتلك الجرأة على مواجهة الجماهير ثانية . الإمارات العربية المتحدة تعلم علم اليقين ألان ان قيادات المجلس الانتقالي ليست صاحبة الحق ألحصري في التفاوض بشان اي اتفاقيات شراكة مع الإمارات لأنها لا تملك الأرض وان من يستحق التفاوض معه هو من يملك الأرض فعلا ، فالمجلس الانتقالي قد يستطيع وقد لا يستطيع ان يكون أمير ردفان لكن لا يستطيع و لا يملك الحق ان يكون أمير المهرة او أمير سقطرى او أمير حضرموت ، لان أمير سقطرى وأمير المهرة وأمير حضرموت هم واجهة الإمارات وهم من تثق بهم وتطمئن لهم في المفاوضات المستقبلية وأي اتفاقيات شركة من اي نوع كانت ، وهم من يمتلكون الحق في التفاوض عن مصير مناطقهم . الإمارات العربية المتحدة لا يروق لها الصخب الثوري ولا النزعة الثورية الزائفة التي يسير على خطاها المجلس الانتقالي التي كانت تصلح في ظروف سابقة و تغيرت ألان تماما لان متطلبات المرحلة قد تغيرت أيضا ، لذلك فالمجلس يفقد شعبيته تدريجيا في تناسب طردي مع التخلي التدريجي من جانب الإمارات عنه ، فاغلب الضن انه لم يتبق له الا القليل من الوقت ليتحول قادته الى شي اخر وربما يتغلغلون كمستشارين في قصور الأمراء الجدد ولن يعتذروا للجماهير التي وقعت ضحية شعاراتهم النارية ، والأرجح انه انتهى دوره لان أهدافه وشعاراته لا تنسجم من حيث المبدأ مع المرحلة الجديدة والتحالفات الجديدة والمزاج الشعبي الجديد ، ويتعارض تماما مع الرغبة الشعبية التي تقبل بأي مشاريع قد تتبناها الإمارات او اتفاقيات لاحقة حتى اذا رفضها المجلس الانتقالي وهو في النفس الأخير له لإعادة إنتاج نفسه كبطل مجددا، المجلس أصبح دوره يقتصر على ابتزاز الإمارات العربية المتحدة باسم حشود خرجت في يوم ما تحت تأثير اعتقاد شابه الكثير من الشك فيما بعد ، تلك الجماهير لن تخرج له مجددا لأنها ترى فيه حجر عثرة يقف أمام طموحها في السير جنبا الى جنب ومشروع الإمارات التنموي والاستقلالي لكلا من سقطرىوحضرموت والمهرة ، الناس ألان أكثر وعي في فهم اقصر الطرق التي توصلهم لحلمهم في العيش الكريم بعيدا عن الشعارات الزائفة التي يهتف بها أصحاب الكرافتات و الكروش على ظهور الفقراء . غالبية الناس في المحافظات الشرقية اختاروا المشروع الإماراتي ويرفضون مشروع قادة المجلس الانتقالي الذي يحمل بذرة صراعات لن تسمح لشعب الجنوب ان يتذوق حتى مجرد الحلم او يرى يوما أفضل من الماضي التعيس . المجلس الانتقالي ألان في موقف لا يحسد عليه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة لان الإمارات ضاقت بقادته ذرعا ولم تعد تطيق حضورهم في الواجهة بسبب حالة الانفصام التي يعانون منها حتى في حال تخلوا عن المجلس الانتقالي فهي تعلم ان لا جدوى من الاستمرار مع من لا يملك الأرض وهي أيضا تعلم ان اللاعبين الجدد و اللاعبين المؤمل قدومهم على امتداد خارطة اليمن من صنعاء الى عدن ليس من ضمنهم المجلس الانتقالي ، وهناك أيضا تعلم ان حلفاؤها الحقيقيين في سقطرى والمهرة وحضرموت هم من يمتلك الأرض وهم من سيتم التعامل معهم مستقبلا باتفاقيات قد تمتد لمئات السنين .