رثاء الشاعر الكبير نزار قباني رفيقة دربه بلقيس الراوي العراقية الأصل التي قضت نحبها في تفجير استهدف السفارة العراقيةببيروت في 15 /12 /1981 م وقال فيها مرثيته التاريخية (بلقيس) ووصفها بأجمل وصف عميق الحب والوجدان وتوجها مجازا بملكة بابل وبالمجدلية وصورها أجمل النساء بل قال لا نساء بعدها بالنسبة له فقال : شُكْرَاً لَكُمْ شُكْرَاً لَكُمْ فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة وقصيدتي اغتيلت وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ - إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟ بلقيسُ كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ بلقيسُ كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ كانتْ إذا تمشي ترافقُها طواويسٌ وتتبعُها أيائِلْ بلقيسُ يا وَجَعِي ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ هل يا تُرى من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟ قتلوكِ يا بلقيسُ أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ تلكَ التي تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟ والمُهَلْهَلُ ؟ والغطاريفُ الأوائِلْ ؟ فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما تأوي ملايينُ الكواكبْ سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ إلى قوله ؛ هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟ فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ كانتْ مزيجاً رائِعَاً بين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ .. كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا ينامُ ولا ينام ما أعادني لمرثية بلقيس الراوي التي هي كذلك مرثية لبيروت التي كانت منار تفاقي وأيقونة عربية يكسوها الجلال والجمال وتحولت في ثمانينيات القرن الماضي إلى كابوس مرعب تجوبها مليشيات الموت وتحولها إلى مدينة قاتلة مقتولة بالأمس واليوم أصبحت رهينة مختطفة من الفرس . نعم ما دعاني لذلك هو حالنا وحال قضيتها الجنوبيين وحال أم المدائن عدن الحبيبة التي كانت تنافس بيروت بروح التسامح وربما كانت تتفوق عليها اقتصاديا في ستينات القرن الماضي , وكيف حالها اليوم تتفوق على بيروت بطول الموت الذي ما برح ساحاتها كذلك من ستينات القرن الماضي وحسب وصف نزار قباني الذي ينطبق اليوم على عدن وحالها : بيروتُ تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ والموتُ في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا وفي مفتاح شِقَّتِنَا وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا وفي وَرَقِ الجرائدِ
والحروفِ الأبجديَّةْ أكتب هذا ولسان حالي يستحضر هذه المقاطع من مرثية نزار قباني التي تحاكي حال وطننا الجنوب وما يتعرض له من عدوان وجحود ومؤامرات وفجور من العدو المتربص ومن العدو المندس ومن الصديق المتلبس . فهذه عدن أم المدائن ما زال يجوبها الموت عنوة بأيدي العدو من جهة , والموت العشوائي بأيدي البلاطجه الذين ارتدوا لباس المقاومة من جهة أخرى , وهذه سقطرى جوهرة جزر الأرض على الإطلاق ( صنفتها صحيفة النيويورك تايمز ك أجمل جزية في العالم ل 2010 م ) ,تسيل لعاب المحبين والماكرين والطامعين, ولو سألني اليوم سائل عن الحال لاكتفيت من مرثية نزار بهذه المقطع : سأقول في التحقيق أن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل وأقول إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول خاصة في خضم الإشاعة التي لا تخلو من مرارة تلبسها ويلبسها الأعداء على العامة الذين يصبحون صيد سهل مستهدف على مدار الساعة عبر الفضاء الملبد بالدخان والنفاق والتآمر فهذه جوقة مسعدة الجربا تنثر رذاذ سعارها على شعب الجنوب والمقاومة الجنوبية وعلى المجلس الانتقالي وقيادته الفتية التي تحمل على عاتقها مهام جسيمة من لملمة الصف الجنوبي إلى توحيد الرؤية الواضحة للوصول إلى الهدف المنشود . وفي الجانب الساذج الذي يفتح أبواب الريب والتوجس يطل علينا ذلك المسكين الحديث التاريخ والتكوين يدعي بجوهرة الجنوب وجاره جارنا الشرقي المريب وحليف العدو كذلك يطل علينا أحد بني جلدته بدرس تاريخي وكيف سير سلاطينه الأساطيل إلى ( سقطرى ) , والأغراب والأشد مرارة انتهازية أبواق مسعدة عندما أطلقوا حملتهم بأن سقطرى يمنية ناسين أن جزيرة كمران التي تحاذي ميدي في أقصى الساحل اليمني الشمالي كانت جنوبية إلى عام 1972م هه!! يا من كنتم ولا زلتم في غياهب الظلمات تحت نير أحفاد الفرس من 1280 سنة إلى اليوم .. ختاما: لأخواننا في التحالف العربي الذين مدوا لنا الأيد الطولى لاجتثاث كابوس الموت الذي جثم على صدورنا 25 عام وامتزجت دمائهم بدمائنا وتراب أرضنا , نقول لهم على عهود الله لم ولن ننسى موقفهم التاريخي ودعمهم اللا محدود الذي بفضله تضافرت قوانا وتحررت أرضنا , كما لا ننسى أيادي مملكة السلام وأبناء زايد الخير وكيف نجحد ذلك وأبنائنا إلى اليوم يذودون بأرواحهم جنب إلى جنب بل هم فرسان النصر للتحالف العربي على أرض الجنوب وفي جبهات اليمن ولا ينكر ذلك إلا من على عينه غشاوة وفي قلبه مرض. ومسك الختام: ربما لا زالت نظارات المخابرات وعقدة السبعينات هي التي ترصد وتراقب الجنوب وقضيته رغم أن تلك المرحلة بالنسبة للجنوب العربي السني الصرف , كانت طارئة وكان منظريها من أبناء الذين يحتضنوهم ويغدقون عليهم ويحاولون إعادة تطهيرهم وتدويرهم لكن هيهات أن يتحول اللص الهارب المهزوم إلى نصير حق !!!. أما عدن جنة الدنيا وسقطرى دم الأخوين نقول : نحب عدن مثل دبي ونحب سقطرى مثل بني ياس ونتطلع إلى مستقبل واعد يعود بعدن ومينائها إلى رياديته العالمية وتعود عدن كذلك , ولا غنى لنا عن أخواننا الخليجيين خاصة أبناء المملكة وأبناء إمارات زايد الخير , لقيام شراكة مؤسسية متعاضدة ومتطلعين للقوانين الريادية التي بنت دبي وجذبت إليها المستثمرين من مختلف الدول والأعراق , ونطمع أن يكون الرأسمال الإماراتي شريك رائد مثلما هي اليوم تضحياتهم وقواهم رائده في ميادين الشرف جنبا إلى جنب مع أخوانهم الجنوبيين , وهي الشراكة الحقيقة التي عززت بيننا (دم الأخوين ) وعانقت أرواحهم أرواح أبنائنا دفاعا عن أرض الجنوب وعن أمن الجزيرة العربية على حد سواء .