ارى جمًا من المنشورات والمقالات عبر المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي تدس السم في العسل من خلال حشوها بالكلمات العاطفية الخرقاء، والعبارات الرنانة البلهاء، ويدعّوِن من خلالها النصح والسلام، وهم والله بمنشوراتهم ومقالاتهم يزيدون من لهيب الفتنة، ويشقوّن الصف، ويزيدون الطين بلة! هكذا وصلت لهذه النتيجة من خلال قرأتي لتلك المنشورات والمقالات التي تعبر عن انحطاط في صاحبها، وتشرذم وانفصام في الشخصية، وتقودنا الى نتيجة واحدة لا ثاني لها، وهي إن بعض الاشخاص -من المبتدئين في عالم الكتابة الصحافية، والمرموقين فيها- لا يستطيعوا صياغة عباراتهم كما يجب، فتراهم في منشور يذموّن هذا، وفي منشور أخر يمدحونه، والأدهى هو عدم وجود فارق زمني طويل بين المنشورين سوى دقائق معدودة؟! انهُ مرض انفصام الشخصية الذي أصاب بعض كتابنا المرموقين، وقادهم الى العجز والانهيار في كيفية ترتيب كلماتهم وعباراتهم، وهو ما جعلهم يكتبون دون وعي بما يكتبونه، ويفكروا دون درايه بما يفكروا به، فتراهم لا يهمهم سوى كيف يجدوا قوت يومهم المكون من (كيس قات، باكت سيجارة، قارورة ماء، قارورة شراب، باقة انترنت)، ولا يقودكم ذلك الى التفكير بأن قوت يومهم هو المأكل والمشرب، لا، فهم يجدونه بكل سهولة ويسر. اخيرًا.. بحق الآله المعظم رب السموات والأرضين، اتركوا اقلامكم جانبًا، وادفنوها في أبعد رمال عنا، وجنبونا اذائها، فلن تستطيعوا خداعنا بالكلمات العاطفية الخرقاء، والعبارات الرنانة البلهاء، فنحن نمتلك عقل نستطيع ان نحلل كل ما تكتبونه، ونفنده، ونفصّله، ومن ثم نرميه خلف سابع بحر، ونجعله هبائًا منثورا ! اليوم الجنوبيين لم يعودوا كما كانوا يتقبلوا كل السموم التي تنفث عليهم؛ ذلك لان الوعي زاد، والرشد كبر، والعقل يفكر، فلن تستطيع أي قوة في العالم أن تشق صف الجنوبيين مهما كانت عظيمة، وقوية، ولئيمة، فجنوب اليوم مختلفًا عن جنوب الأمس بترليونات المرات.