المجلس الانتقالي الجنوبي ينقلب على الشرعية وعلى مشروع الدولة الجنوبية عبارة قالها أحمد عبيد بن دغر ألهب بها شاشات الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي بهدف الالتفاف على الرأي العام مستجديا التحالف العربي ومحملا إياه المسئولية لما يجري من تصعيد ثوري شعبي ثوري ضده وضد حكومته تارة , وتارة مستغيثا بهم فألهبت مشاعرنا لنتحسس مدى قوتنا ونحن من رفض المشاركة في الحوار اليمني من أساسه ومخرجاته في حينه ليأتي صدى هذا الرفض الآن بعد سنوات تتناقله وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة تعبيرا صادقا عن ممثلنا الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي المنقلب على كل تلك اليمننات . أي شرعية يقصد ؟! شرعيته وحكومته الفاسدة الفاشلة أم شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ! هنا في الجنوب وفي عاصمته عدن الجنوبيون وحراكهم ومجلسهم وقوات مقاومتهم يتمسكون بشرعية الرئيس هادي فقط في شخصه كونها مستمدة بقرار أممي لا غير وهي مرهونة حتى يتم هزيمة الحوثيين وعودته إلى صنعاء حيث سينهي اليمنيون شرعيته هناك بالعودة إلى مخرجات حوارهم الوطني فيما يتعلق بالدستور والانتخابات , أما فيما يخص مشروع الدولة حسب الاعتراف في عبارة بن دغر السابقة أنهم مازالوا في طور المشروع فإنه ينبغي عليهم التحول من مشروع إلى دولة واقعية حقيقية ملموسة أولا وبعد ذلك فليتخاطبوا مع الجنوبيين قبل ذلك فلا حتى وإن امتلكوا سلطات لكنهم بلا دولة .
ولأن التحالف العربي والمجتمع الدولي لن يستمر في دعم شرعية الرئيس هادي إلى مالا نهاية فإنه ليس منطقي أن يعترف الجنوبيون بأية حكومة شرعية يمنية بعد اليوم أو التمسك بأي مشروع يمني لإقامة دولة يمنية لأن لديهم مشروعهم الخاص بهم لإقامة دولتهم الجنوبية الفيدرالية البرلمانية التعددية في مرحلة تلوح فيها ملامح حكومتهم الجنوبية ولتكن مصغرة أو حكومة حرب كما عبر عنها رئيس الجمعية الوطنية أحمد سعيد بن بريك , فالعلم الجنوبي أصبح يرفرف خفاقا فوق مقر رئاسة الوزراء اليمنية حق بن دغر والذي أضحى يطالب التحالف العربي بالتدخل بعد أن كنا نحن نطالب بذلك منذ ما بعد تحرير عدن مباشرة وتكون عدن والجنوب تحت إدارة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات كمناطق محررة وكانوا هم الذين يدعون الشرعية يرفضون . وبن دغر يطالب التحالف بالتدخل لأنه مأزوم مع الرئيس هادي بينهما سوء تفاهم إن لم يكن خلاف حاد لا يطيقان بعضهما وكان يعمل تحت أوامر عفاش يجرع المواطنين في عدن أصناف التعذيب الجماعي لكي يتمنوا عودة نظام عفاش إلى عدن .
الجنوبيون اليوم يعيشون حالة الطوارئ المعلنة والتي ستستمر مادامت الحرب مستمرة في الشمال على الحوثيين بينما الاعتصام والاحتشاد ممكن يتوقف بمجرد سقوط حكومة بن دغر الفاسدة فنحن على أرض واقع جنوبنا سلطة بلا دولة نسعى لبناء الدولة في نفس حالة الطوارئ حيث أن الأولويات هي ترتيب أوضاع الألوية والمعسكرات تحت قيادة قوات المقاومة الجنوبية واستيعاب قادتها وأفرادها الجنوبيين فقط إلى صفوف قوات المقاومة الجنوبية على طريق بناء قواتنا المسلحة الجنوبية والجيش والأمن , وتسريح الجنود الشماليين وترحيلهم إلى مناطقهم المحررة الشمالية لمواجهة الحوثيين في حرب طويلة يجب أن يخوضوها , أما القادة منهم والضباط يجب أسرهم .