عندما كان المرء يدخل مدينة الحوطة في العصرية تهب عليه نسائم البرود المعطرة برياحين ونسائم حقول الارض وبساتينها تأتيك من بعد وبدون استاذان فتمر على حاراتها فيأتيك صوت الدبابة من وراء احد ابواب البيوت ثم تسمع صوتا يتغنى بقصيدة قمندانية وعند منعطف احد البيوت تسمع تنهيده انثى عزباء وفي الحارات الاخرى افراح وليالي ملاح. ماذا جرى بعد ذلك ؟ نامت لحج من بحين يأتي لحج الليل منذ الساعة الخامسة عصرا فلا تسمع الا اصوات الانين صادرة من البيوت بسبب ان (السيكل يدور) ، وحين يدور السيكل فلابد ان تعرف ان ضحية جديدة في تلك الليلة قادمة. الدراجة النارية (motor cycle ) لعبت دورا في شقاء لحج واحزانها وتسببت في حريق كل صفحات ماضي لحج العريق بالأدب والفن والغناء . فماذا عمل السيكل النار ؟ لقد تسبب في قتل انبل شباب لحج وعباقرتها السياسية والفنية والمهنية ولم يبق (كادر) الا ووصل اليه سيكل النار فجمع قتلاه بين الطيار والسياسي والمهندس وصاحب الراي كلهم استهدفهم سيكل النار لقد دمرت لحج بكل فنونها وانسانيتها عن طريق مؤامرة كبرى خارقه للحدود توجهت لتصفيه رجال لحج وعمادته واستاذتها وفراغها من كل جميل وروائح جميله. لقد انتشرت دموع الثكالى في كل البيوت اللحجية في الحوطة وريفها وحزنت الارامل على ازواجها والامهات على ابنائها والاخت على شقيقها ولبست لحج كلها بثياب الحزن والالم على فقدان اهاليها وابناءها وعباقرتها. والدراجة النارية ليست وحدها التي كانت تقتل الابرياء بل سياكل عديدة وسواقين بعدد السياكل النارية ورماه مدربون على القتل في لحظات وبمجرد (مرور) السيكل بجانبه. لم يفرق السيكل بين رجل كان يحمل طفلته في السوق ليشتري لها لعبه ولاتفرق مع رجل يدخل المسجد لاداء الصلاة ولاتفرق بين رجلا يمشي وبجانبه زوجته الحامل في شهرها الثامن وكلهم متساوون في الوقوع ضحية القتل . صات الامور هكذا حتى بعث الله ومن بعده فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ، برجل عفيف ونظيف وقائد ميداني يطلق عليه (صالح السيد) قائد الامن الميداني من لحج الذي اجتهد بروحه وبسالته وشجاعته في ان يضع حدا لهذا الضياع الامني واستغل وظيفته الامنية ليرسي مداميك الامن والاستقرار في حوطة لحج الجميلة . ويقدم ابناء لحج شكرهم لهذا الرجل (صالح السيد) على مايعيشوه اليوم من امن واستقرار بفضله وبفضل زملاءه في الامن الذين يقاسموه خطورة المهمة الامنية التي يؤدونها لخدمة لحج وتاريخها وفنونها والشكر موصول الى ابناء لحج انفسهم الذين قادوا رجال الامن الى اوكار القتلة والمجرمين الذين حولوا لحج الى مقبرة جماعية. ويذكرني في هذه المناسبة ان شابا لحجيا كان يمضغ القات بجانبه ابنته الصغيرة وابنه الشاب، فراى رجلا ملثما يركب (سيكل النار) وبدأ يشعر لانه مستهدف حين رأى السيكل يحوم عليه عدة مرات فقال لابنه عهات اللعبة حق القرد (الشمبانزي) الضخم وغطاه (بجماش) وكأنه رجل متخفي ودخل منزله ومع اولاده فلما عاد السيكل النار ظن ان المستهدف امامه فقام بتصويب بندقيته ليتقتل القرد (الشمبانزي ) فتلقاه اللحجي الحقيق بطلقات أودت بحياة الارهابي الذي كان يركب سيكل النار.