في لفتة جميلة عندما دخلت المقاومة الجنوبية والجيش الوطني لحج وقامت بتطهيرها من عصابات الأفك والتمرد, تقدم أربعة من شبان لحج ووقفوا صفاً واحداً وقدموا شكرهم الجزيل لهذه القوات التي حررتهم, هتف واحداً منهم بحياة كل القادة الميامين وفي مقدمتهم محافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي, بعدها أنشد الأربعة الشبان نشيد لحج الوطني بلادنا نحبها لحج وواديها تبن فيها الجناحان بيزج وفالج رب اسقها حتى عدن بالروح نفديك وهل لك أيها الوادي من ثمن نزلت الامطار وسقى الزرع ولأول مرة تشاهد لحج طيور الهدهد والببغاوات والعندليب التي غابت عن لحج سنوات طويلة وفي فرحة النصر العبدلي, مر شيخاً عجوز وهو يقطع الأروان المبللة بالمطر ويشاهد السماء صافية وبدأ الأخضرار يشق طريقه في لحج هتف وهو يتكى على عصاه وتعود أيام الحسيني حالية في ظل روضه والمياه الصافية بين الشقائق والزهور الدانية وتجاوب معه صوت آخر مؤيداً له, ومؤزراً له في صورة جمالية لا يمكن وصفها , جائت هكذا مصادفة, قرأها الواقع وأيدها بريحان بركاتها, فكان هذا الصوت نسائياً وبأعذب صوت قالت المرأة للشيخ العجوز: شوف المطر في الحسيني اليوم ساكب تبلبل الورد وأغصانه دواني من شاف هذا الخبر عنده مناسب قله يجي ثم أقرأ له بياني وصدحت أغاني الدان من كل شرفة بيت, وركب أحدهم مكبرات الصوت ليعلن انطلاقة لحج الأدبي والفني / ويكسر أيام العزل والصمت المذل وفتح آلة التسجيل وأعطى الفرصة لصوت الفنان المرحوم فيصل علوي كي ينطلق في سماء الحوطة معلناً عيداً وطنياً جديداً يهب على الحوطة ترجمتها قصيدة قمندانية تقول: ساعة هنى بايقع فيها الهناء والسعادة يوم اللقاء عيد ياربي عسى بالعيادة وخلعت أحد الفتيات برقعها الأفغاني وعادت تلبس ( الشرشف ) الذي ورثته من أمها, وغدا الشرشف هو العبرات وهو البلاغة في الشعر وهو الأناقة وهو الذي قال فيه الشاعر عبدالله هادي سبيت ذا ملا شرشفه لو يقع لي اخطفه أما الفتاة التي بدأت تعيد أمجاد أمها بلباس الشرشف فقد كانت تقول: عسى تليني يالقلوب القاسية والمزن بايروي الغصون الضامية وبا من الله الرضاء والعافية وتنهدت الفتاة من وراء شباك نافذتها وبتنهيدة غابت عنها سنوات طوال اختتمت هذه القصيدة بقولها ماذا جنيت عليكم من جانية حتى الاقي في البعاد حسابية اصليتني نار الفراق الحامية أهجر فأيام التلاقي آتية ولسوف يهنى ذات يوم فؤاديه وتكف عن ذرف الدموع مآقيه عادت لحج وسيعود الحسيني وستعود النهضة الأدبية في لحج, لقد ولى عصر الظلام, ويبزغ من جديد فجراً جديد يحمل علامات النصر, وأن لحجاً ستقود المسيرة الفنية التي عطلتها عجلات التخلف المثقوبة, وستنهض لحج من جديد وتسير نحو التقدم والرقي, بل سوف تسبقهم وسيشهد التاريخ أنها نداً لها وسوف تتجاوزها وتلحق بها الهزيمة لكل المعوقات التي وضعت في طريقها, وستنشد لحج فناً وحفلاً وسترقص على أنغام ( الأغنية القمندانية ) وبايقع فل نادي في الهوى وا يكيل.