أغلبنا أو بعضنا قرأ تصريحات حميد الأحمر لصحيفة عكاظ السعودية حول تعهده لخادم الحرمين الشريفين وقادة دول مجلس التعاون الخليجي بعدم ملاحقة الرئيس علي عبد الله صالح لا سياسياً ولا قضائياً ، وأن هذا التعهد قادم من منظومة سياسية ! كما أضاف في مقابلته إن نجاح الثورة اليمنية في أحداث الانتقال السلمي للسلطة الرئاسية، وحقن الدماء، كافيا لإنهاء الأزمة الحالية ، وأن إقناع الشعب بالتخلي عن محاكمة الرئيس سيتطلب بذل مزيداً من الجهد ، والملاحظ من تصريحات حميد الأحمر استخدامه لكلمة أزمة في وصف ما يحدث في الشارع اليمني بدلاً من كلمة ثورة . السؤال الذي يطرح نفسه ، من أعطى لحميد الحق أن ينصب نفسه وصياً على الثورة ؟! ، ومن أعطاه الحق لينوب أهالي الشهداء ويتعهد بتقديم ضمانات للرئيس علي عبد الله صالح ؟! ، ألهذه الدرجة دماء الشهداء رخيصة لديه ، وفي قوله نحن كمنظومة سياسية نتعهد ، من يقصد بالمنظومة السياسية ؟! اللقاء المشترك ؟! إذا كان هذا صحيحاً فعلى الثورة السلام !! لأنها ليست نقية تماماً بل هناك من يسعى لاستغلالها في تحقيق مصالح شخصية ، وما حصل في يوم السبت تاريخ 16-ابريل 2011م في ساحة التغيير بصنعاء خير دليل ، فقد تعرضت الأخوات الناشطات في ساحة التغيير هدى العطاس، أروى عثمان، جميلة رجاء ووداد البدوي لاعتداء بالضرب من قِبل اللجنة الأمنية لساحة التغيير ، وعندما استغاثوا بضباط الفرقة الأولى مدرع الذين من المفترض أنهم يحموا المعتصمين ، فوجئ الناشطات بأعقاب البنادق تنهال عليهم ليس هذا فحسب ، بل هُددن بالتشهير عبر الإنترنت من قِبل اللجنة الأمنية ، لا لشيء بل لأنهن دعوا لمسيرة مشتركة بين الرجال والنساء تندد بتصريحات الرئيس حول الاختلاط ، ويبدو أن هذا لم يعجب بعض الجهات ، مع أنها مسيرة ككل المسيرات التي خرجت في سائر المحافظات مطالبة بإسقاط النظام ، وفي أعتقادي أن السبب يعود إلى أن النساء هم من سيقود هذه المسيرة الأمر الذي استفز رجولة البعض .
هذه الحادثة تطرح ألف سؤال ! من هي العناصر الفاسدة في الثورة ؟! هذا سيعود بنا إلى نظرية المؤامرة ، هناك من يتآمر على ثورتنا ! وكيف لا والتاريخ اليمني بل العربي حافل بها ، كلنا أو بعضنا يعلم أن من تولى الحكم بعد استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني ، هم مجموعة ليس لها علاقة بالكفاح المسلح ضد الاستعمار بل على العكس هي عميلة له وأحداث 13 يناير هي حصيلة تلك التصفيات جسدية بين أولئك الشرذمة الحاكمة ، وأيضا في الشمال من تولى الحكم ليس من الثوار الأحرار بل هم عملاء المملكة السعودية التي لم تضمر لليمن سوى الكره المبطن بالعلاقات الدبلوماسية وحسن الجوار ، وعندما تمت الوحدة في عام 1990 م ، أو بالأحرى هي شراكة بين مافياتين ، قامت بتصفية بعضها البعض في حرب 1994 م ، وفي الأخير الضحية هو الشعب الذي يدفع ثمن هذه التصفيات . من يقرأ كتاب بروتوكلات حكماء صهيون سيكتشف أن الصهيونيين لعبوا دوراً كبيراً في الثورات العربية والعالمية ، وبأيادي خفية يختارون العناصر التي ستضمن مصالحهم في المنطقة ، وينصّبوها في القيادة ، وسكوت الزعماء العرب ، وتجاهلهم لكل ما يحدث من جرائم ومجازر في فلسطين لخير دليل على ذلك . إن الخارطة العربية بدأت تتشكل من جديد ، وعلينا كشباب أن نكون واعيين ومحصنين ضد أي مؤامرات تُحاك من وراءنا ، إن ثورتنا ثورة شبابية ، وهي ثورة تصحيحه للثورات السابقة ، وهي من صنعت الوحدة الحقيقية ، وعلينا أن نحقق ليس فقط حلمنا بل هو حلم كل أجدادنا الأحرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة لهذا الحلم ، بدولة يتحقق فيها العدل والمساواة ، سقوط النظام ليس النهاية ، بل هو البداية لتحدٍ صعب ، بناء الدولة المدنية التي نحلم بها، ولن نسمح لأحد حزباً كان أو شخص أو جهة بأن يكون وصياً علينا ، نحن من سنضع الرؤيا ونحن من سنقود مشروع بناءها ، وعلى الأحزاب والقوى السياسية أن تدعمنا لا أن تقول لنا شكراً أنهيت دوركم وحان دورنا ، هذا لن يكون ، الاعتصامات ستستمر ، ولن نبرح مكاننا حتى تتحقق كل مطالبنا وعلى رأسها القضية الجنوبية . وأخيراً أنهي مقالي هذا بمقولة مشهورة هي خلاصة كل ما قلت،( الثورة يصنعها الرجال .. ويورثها الأنذال !) .