يبدو ان( مسيلمة) - وهذا هو اللقب الذي أطلقه الشيخ صادق الأحمر ،على علي عبدالله صالح – ليقرنه بمسيلمة الكذاب الشهير بزعمه النبوة بفترة صدر الإسلام،لم يكتسب صفات الدس والوقيعة بين الناس بعد تسنمه السلطة خلسة عام78م،كأحداث الحجرية الشهيرة الذي نسج خيوطها لغرض في نفسه وفق شهادة اللواء علي محسن الأحمر قبل أيام، بل يبدو ان الرجل مطبوعٍ على هذه الصفات بالفطرة حتى قبل ان يوصل الى الحكم إلى جانب مثالب كثيرة اكتسبها بعد وصوله فوق كرسي الحكم، نراها بكل صورها هذه الأيام تتجلى بمشاهد أقل ما يمكن وصفها بالمقرفة والمثيرة للاشمئزاز إن هي صدرت عن مواطن عادي، فكيف يكون الأمر حين تصدر عن رئيس دولة، أو يفترض انه رئيس دولة، وان كان قد فقد شرعيته السياسية والدستورية بسقوطها أمام الشريعة الشعبية . الجنوب طاولته شرر نيران هذا النوع من سياسة إذكاء الفتن والدسائس التي طفق علي صالح ينتهجها إزاء الجنوب ليس منذ غداة الوحدة المذبوحة وحسب، بل من قبل الوحدة وكانت أحداث يناير المؤلمة بالجنوب احد ابرز تلك الشيطنة، وهذا ما كشف عنه أيضا اللواء علي محسن الأحمر، وهو يستعرض بعض من شيطنة صالح في السنين الخوالي،وكيف أن يد صالح السوداء استطاعت ان تسل إلى الجنوب ليذكي نار الخلافات بين الجنوبيين ليس إخلاصا لطرف دون الآخر، بل هي حالة تلبسته واعترته وهو يمارس هوايته الغير شريفة ليضعف الجنوب تحت تأثير غيظه من الجار الشقيق الذي استطاعت قيادته ان ترسي قواعد الدولة المدنية الحديثة. لم يكتف حضرة الرئيس صالح عند هذا الحد من الشيطنة السياسية المدمرة، بل حتى بعد أن أصبح الجنوب بعد الحرب التي شنت عليه ظلما وعدوانا بصيف 94م القائظ، فريسة بيده وبيد نظامه الفوضوي حيث ظل يمارس أسلوب إثارة الفتن ونكء جراحات الماضي بين أبناء الجنوب بالتوازي مع مساعيهم بتبني ثقافة التصالح والتسامح التي يصاب اي صالح بحالة من الهستيريا ان ذكر هذا المصطلح وتغشاه حالة من الصرع مجرد ذكر كلمة تصالح او تسامح، (ولله في خلقه شؤون) ، فتارة يوقف خطيبا بمحافظة أبين يوغر صدور أبنائها ضد محافظة لحج، وتارة أخرى يقول الشيء ذاته من عبارات التحريض وإشاعة الفتن أمام أبناء لحج والضالع ويذكرهم بأسماء بارزة من ضحايا يناير سقطت بتلك الأحداث،والتي وان قورنت بما جرى ويجري بعهده طوال أكثر من ثلاثة عقود عجاف وزيادة لما ارتقت هذه الأحداث(يناير86م) إلى مستوى بشاعة وإجرام واحدة من حروب صالح الستة في صعدة التي بطش وأمعن بالبطش والقتل بصورة لا مثيل لها باليمن بالعصر الحديث ،وغيرها من نكبات عصره (الميمون جدا جدا) ،ولا يزال العداد حتى اللحظة يسجل رقمه التصاعدي بعدد الضحايا،ومنسوب نهر الدماء الذي لا ينفك صالح وإعلامه المظلل أن يذكرونا به مفاخرين ليل نهار بارتفاع مضطرد. قلنا من قبل ان ثمة شيئا رائعا قد سجلته ثورة الشباب باليمن في غمرة مسيرتها المباركة، وهو ان هذه الثورة قد استطاعت ان تكشف ستار الزيف والخداع من على وجه هذا الرئيس ونظام حكمه وأركانه المتهاوية، وأسفر الوجه الحقيقي له بعد عقودٍ ثلاثة من التظليل الإعلامي الراسم لهالة الزيف حول هذا الرجل، فكل يوم تتكشف لنا، أو بالأصح تتكشف لمن كان ولا يزال يقع تحت نقع خيول الزيف وغبار التظليل أمورا جديدة عن من هو علي عبدالله صالح، وستبدي لنا قادم الأيام جميعا ما كنا نجهله ،وستسبر لنا أغوار كثيرة عن تلك الحقبة الطويلة من فترة حكم صالح الذي بالتأكيد لم يعد صالحا وأوراق التوت تتساقط تباعا عن عورة حكم خائر القوى، وستبدو لنا نكبات نعرفها من قبيل- مذابح الناصريين وقتل المعارضين وحتى الحلفاء، وبيع الأراضي للجوار برا وبحرا،وحروب صعدة وقتل الوحدة والتآمر عليها وتصفية الشريك الجنوبي الاشتراكي بهذه الوحدة،والاستعانة بالطيران الأجنبي لقتل المواطنين وتشجيع ورعاية الإرهاب ونهب الثروات، والفساد المتوغل بكل ركن ،واحتلال المناصب لصالح الابن والأخ وابن الأخ والعم والخال والأصهار والأنساب والمؤلفة قلوبهم وأبواق النفاق و إتباع سياسة الانفلات المتعمد بالمحافظات وتسليمها لمرتزقته ليوسعوها نهبا وفسادا وتخويفا ، الاتجار بالأطفال على أبواب دول الجوار،ونهب الأموال وتوزيعها على بلطجيته لغرض قتل العزل من الساخطين على بقاء البلاد بهذا المستنقع الآسن الذي يروق لهذا الحاكم وأعوانه ان يسبحوا فيه. نقول انه عما قريب ستبدو لنا كل هذا الأمور مجرد نتفٌ صغير من كومة حقيقة هذاالصنم المتضخمة والأزلام التي تسبح بحمده كلما أجزل لها العطاء ،وستتجلى هذه الأمور بإذن الله بصورتها الواضحة الثلاثية الأبعاد،حيث لا رتوش فيها ولا زيف يحجبها،بعد أن تكتمل عملية تساقط أوراق التوت التي تداري عورة هذا الحكم. (ولله الأمر من قبل ومن بعد....) *خاتمة مع الثائر احمد مطر: (قطفوا الوردة ،قالت: من ورائي برعم سوف يثور .. قطفوا البرعم ،قال :أصلي ينبض في رحم الجذور.. قلعوا الجذر،قال :من أجل هذا اليوم خبأت البذور .... كامنٌ ثأري بأعماق الثرى .. وغداً سوف يرى كل الورى... تبرد الشمس ..ولا تبرد ثارات الزهور