كتب محمد عبد الرحمن :: اوبه ياريس, انت ايضا سيطالك مصير أوراق الخريف.. كما كنا ننتظر أن يخرج علينا مخلوع مصر حسني مبارك قبل رحيله بيوم بخطاب يتنحى فيه عن الرئاسة, الا أنه أبى شرف التنحي ورضي بذل الخلع, ايضا كنا ننتظر خبر عن رحيل صالح أو تنحيه أو هروبه. بالأمس دارت الدوائر على علي صالح بعد أن أوسع ساحة التغيير بصنعاء قتلا وسفكا للدماء, ليخرج اليوم بخطاب مهترئ لا يمكن وصفه الا بالخطاب الاعلامي الموجه الى اللا أحد. دعونا الآن نوضح التسلسل الزمني للتساقط المريع الذي يشهده نظام صالح. البداية كانت خروج الشباب في مظاهرات مليونية, وخروج بهذا العدد يعني في القانون سقوط الشرعية, لم يكترث صالح لهذا فجعبته لاتزال مليئة بالأوراق التي يراهن على مدى قوتها ونجاحها في ترجيح الكفة لحسابه. أولى هذه الأوراق كانت القبيلة, بل كانت الورقة الأهم, فبعد خروج الشارع اليمني خرج صالح إلى خارج حدود صنعاء ليعيد توثيق الاحلاف وتجديد المواثيق بينه وبين الحزام القبلي لمحافظة صنعاء. الرد لا شك أنه كان قاسيا وبنفس القدر الذي كان يراهن به صالح على هذه الورقة. القبائل تضع أسلحتها جانبا وتدخل في اعتصام سلمي مع الشباب الذي قاد القبيلة بدلا عن صالح الذي سحب البساط من تحت قدميه, لقد ملت القبيلة هذا الالتصاق بينها وبين العنف الذي يحاول صالح تقويته على الدوام وتنمية جذوره بمزيد من الفتن والمشاكل. لجأ صالح بعدها لورقة قذرة ملطخة بالدماء والعار الذي لن يفارقه حيا وميتا, استخدم اموال الشعب لجلب البلاطجة لقتل المعتصمين في ساحة التغيير ونفذوا له مأراد على عدة مراحل تدريجية, كانت آخرها مجزرة الجمعة التي هزت العالم بأسره وأسفرت عن أكثر من 50 شهيد ومايزيد عن 600 جريح ومصاب. هذه الورقة عجلت بسقوط ورقة الجيش الذي كان الحضن الأخير الذي يرتمي صالح اليه, وبقي لديه عدد بسيط من المرتزقة والاعوان, وعدد قليل من الجنود التابعين لابنه في الحرس الجمهوري أو لابن أخيه في الامن المركزي.. اليوم كرر صالح في خطابه ثلاث مرات متتالية تساقط الاوراق ذكر في الاولى والثانية تساقط اوراق الخريف, ثم في الثالثة تساقط اوراق التوت. هذا التساقط الذي سيطر على خطابه اليوم هو من فعل الصدمة التي اصابته امس وهو يرى الجميع ينفض من حوله, وهو السقوط الذي ينتظره هو ايضا, لكن ليس كتساقط أوراق الخريف أو حتى اوراق التوت حد تعبيره, بل سيسقط كما سقط فرعون وهامان وقارون, وسيرحل كما رحل زين العابدين ومبارك ذليلا صاغرا تطارده اللعنات وتشيعه دعوات الثكالى والايامى من الشمال الى الجنوب, ومن الشرق الى الغرب, حتما سيرحل فقد أتى الخريف.