نعم .. قد نكون نحن اليمنيون أكثر شعوب الأرض مضغاً للقات ونعم قد نكون الشعب الوحيد الذي يمتلك مخزوناً كبيراً من الأسلحة بأنواعها ونعم .. قد نكون أكثر شعوب الأرض صبراً وتحمل ولدينا قدرة كبيرة على التعايش مع مختلف الظروف . كل تلك الإنجازات والمميزات التي أنفرد بها الشعب اليمن لم تحقق له أي شيء وكل ذلك لم يكن رصيداً قد يتباهى به اليمنيون امام العالم فالقات والسلاح الى الامية وغيرها ليست سوى سلبيات يجب تجاوزها .
ولكن .. وبعد أن فجر الشباب اليمني ثورة التغيير السلمية مؤخراً عاد الأمل الينا في تحقيق إنجاز نتباهى به أمام العالم فالثورة لم تكن بالسلاح بل بنصب الخيام والنزول الى الشوراع والتظاهر السلمي حتى تكونت ساحات هي في الأصل شوارع متعرجة تعبر عن مدى العشوائية التي عاش فيها اليمنيون في ظل نظام اللانظام . صالح تمسك بالسلطة والشعب خرج وألتحم بالشباب في الساحات الذين بقوا في الشوراع لاكثر من أربعة أشهر متتالية ولعلها اطول فترة يقضيها شباب بالآلآف في إعتصام مفتوح لا ينتهي إلا بتحقيق مطالبهم ولم يسبق لأي شعب أن خرج وأعتصم بهذا القدر وبهذة المدة في الساحات ومن أجل تحقيق التغيير على مدى التاريخ الأنساني .
طبعاً .. أرجوا أن لا تستغربوا فنحن نعيش معجزة فعلاً يصنعها الشعب اليمني هذه الأيام فقد تعتصم الشعوب وقد تتظاهر وقد تخرج الى الشوارع لتعتصم أيضاً لساعات أو لأيام ولكن هل سبق وأن خرج شعب في الشوارع وقام بنصب الخيام ولا زم الساحات اكثر من أربعة اشهر ولأجل إسقاط النظام .. هذا ما لم يحدث من قبل .
وأليكم بعض الأرقام والحقائق الأخرى علها تكون الدليل الوحيد لدخول الشعب اليمني الى موسوعة غينتس للإرقام القياسية : - أكبر مساحة لإعتصام داخل المدن الرئيسية (إنها ساحة التغيير في صنعاء وساحة الحرية بتعز – ساحة التغيير تمتد لاكثر من ثلاثة كيلو في الشوراع الفرعية – أكبر عدد خيم منصوبة في الشوارع – يبلغ عدد الخيم في ساحة التغيير اكثر من ثلاثة ألف خيمة بأنواعها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة) . - أطول فترة يقيضيها معتصمون داخل الساحات وبالشوارع فالمدة تزيد عن أربعة أشهر وخلالها تغيرت ظروف المناخ واحوال الطقس غبار كثيف أستمر لثلاثة أيام بصنعاء – أمطار غزيرة مع قدوم موسمها – شمس الصيف الحارقة – البرد القارس نهاية فبراير الماضي ). - الاكثر عدداً حيث يبلغ عدد المعتصمون في ساحة التغيير في أوقات النوم أكثر من مائة وخمسون الف شخص في الأيام العادية ويتوافد على الساحة كل جمعة مئات الالآف وبلغ عدد المشاركين في جمعة سلمية الثورة اكثر من مليون ونصف المليون هذا في صنعاء أما تعز فحدث ولا حرج . - أكثر من سبعة عشر ساحة للإعتصام في محافظات الجمهورية منها مأرب وشبوه في الاخير .. أدعو القائمين على موسوعة غينس الإلتفات الى هذا الحدث الفريد والذي لم يصنعة هذه المرة شخص مبدع أو عالم أو مبتكر ولا حتى فريق رياضي ولا فني بل شعب باكملة . عفواً .. أزيدكم من الشعر بيت - في ساحة التغيير ينام المعتصمون على هدير أصوات القذائف والمدافع التي لا تبعد كثيراً عن خيامهم ومع هذا .. سلمية سلمية .