لايستطيع أحد أن ينكر بأن قيادة الجنوب بعد استقلاله كانت من أفضل وأنزه القيادات ليس على مستوى الجنوب أو اليمن فقط بل على مستوى الوطن العربي إلى اليوم – فشخصيات مثل قحطان الشعبي وابن عمه فيصل وسيف الضالعي ومحمد علي هيثم والكتبي وفيصل بن شملان وعبدالله عقبة ومحمد صدقه والعوبلي وغيرهم من وزراء حكومة فيصل والتي تم تشكيلها في عام 1968 لم ولن يجد الجنوب بعد تصفيتها شخصيات أفضل منها – وهذا يعرفه القاصي والداني الصغير والكبير العدو والصديق . فبعد ما يعرف بالخطوة التصحيحية سنة 1969 والتي اسميها بالتدميرية لم نعش في محافظات الجنوب الا المأسي والحروب على الرغم من وجود الكثير من المحاسن لتلك المرحلة ولكن لن ولم تكون مثل رئاسة قحطان وابن عمه.
وما يثير الاستغراب اليوم وفي ظل هذا الوضع القائم سواء في اليمن بشكل عام أو محافظات الجنوب على وجه الخصوص الوضع الخطير والمحتقن بين بعض القيادات سواء تلك الممثلة للحراك أو بعض قادة الأحزاب والتنظيمات , فكل واحد منهم يتهم الاخر ويرميه بالوصاية والغدر والى غير ذلك من تفاهات الأطفال والتي للأسف لم يستفيد هؤلاء القادة من تجارب الماضي وصراعاته – فأنا هنا لا أريد أن أثير خلافات الماضي أو التذكير بها لان الجنوبيين قد أعلنوا التصالح والتسامح قبل انطلاق ثورتهم في عام 2007 ولكن الوضع القائم هو وضع مرير وخطير ويجب التنبه من هؤلاء القادة أن النظام وأذنابه يستميتون في هذه اللحظات لبث ونشر الفرقة بين أبناء اليمن عامة – والجنوبيين على وجه الخصوص .
ينبغي على بعض القادة أن يتذكروا القسم الذي اقسموه في منصة الشهداء بردفان ورددوه خلف المناضل الجسور أحمد عمرين فريد عندما قال ( دم الجنوبي على الجنوبي حرام – وتخوين الجنوبي على الجنوبي حرام) أم أنهم نسوا أو تناسوا هذه القاعدة العظيمة التي أسست لمرحلة جديدة في تأريخ هذا الشعب العظيم . وفي الأخير رسالتي إلى أبائي وأخواني وأخواتي أبناء المحافظات الجنوبية بالذات أن ما يجمع الجنوبيين أكثر مما يفرقهم – وأن مبدأ التصالح والتسامح الذي بناه هذا الشعب طيلة تلك المرحلة يجب ان يبقى الساس المتين لكل الجنوبيين في التعامل مع أخوانهم في كل الأحزاب والتنظيمات والفعاليات لان الجنوب وقضيته ليست حكراً لشخص أو فصيل أو مكون بل هي قضية كل الأحرار في الجنوب – فلا ينبغي أن يظل البعض يقول أن هذه القضية قضيتي وأنا الممثل الشرعي وانا صاحبها . صحيح أن الحراك الجنوبي هو من أشعل شرار الاحتجاج وقادها في تلك الفترة ولكن يجب ان ننظر بعين الواقع أن هناك فئة صامته كبيرة من أبناء الجنوب لم تحدد من يمثلها وهناك الأحزاب وكذلك القيادات في الخارج والمستقيلين من هذه السلطة فيجب الاستماع إلى كل الأصوات على الرغم من اختلافها معنا فيما نراه ونقبل منهم ونرد عليهم أما أن نقول أن شخص واحد يمثل الجنوب أو تيار معين فهذا شي خطير لابد أن ننتبه وأن نحترم كل الآراء الموضوعة على الساحة في حل القضية الجنوبية وأن يكون الشعب هو الفيصل.