سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في حوار معه.. الناخبي: الثورة الشعبية السلمية علمتنا كيف نراجع خطابنا السياسي..والقبائل في الجنوب تمدنت وأعطت القيادة لأبناء عدن.. ويجب أن يكون هناك تصالح وتسامح بين أبناء اليمن عموما
عدن أون لاين/ عبدالرحمن المحمدي* أكد القيادي في الحراك الجنوبي والثورة الشعبية السلمية عبدالله الناخبي أهمية التصالح والتسامح، داعيا إلى نطاق أشمل له يضم كافة اليمنيين. الناخبي أوضح وجهة نظر القيادات الحراكية المؤيدة للثورة الشعبية السلمية سواء من دعاة الفدرالية أو من دعاة فك الارتباط، وقال ان ما يحدث في المرافق الحكومية ليس بفوضى إنما امتداد للثورة. وعن ما شهدته عدن من أعمال ترويع وتقطع كشف الناخبي عن قيام جهات بتوزيع كميات كبيرة من الأسلحة والدخائر على البلاطجة لإحداث الفوضى وضرب الثورة السلمية. تلك القضايا وقضايا أخرى ملحة في المشهدين الجنوبي واليمني بشكل عام بحثناها معه في هذا الحوار.
- تتجاذب القضية الجنوبية أطراف مختلفة أبرزها تيارا الفيدرالية وفك الإرتباط فكيف تقرأ المشهد الجنوبي في ضل هذه الأوضاع؟ أولا أشكر لكم هذا اللقاء ونشكر لصحيفة (أخبار عدن) ما تنشره من مواد عقلانية وبالنسبة للحراك الجنوبي هو حركة احتجاجية سلمية نشأت منذ فترة طويلة خاصة بعد حرب 94م وهي حركة مناهضة للظلم والاستبداد، لكن ما يحصل هذه الأيام بالحراك الجنوبي قد تكلمنا عنه قبل فترة بأن الحراك الجنوبي في ضل الثورة السلمية قد أفرز موقفين، الأول يريد تقدير الثورة السلمية في الشمال كما يقدر الحراك السلمي الجنوبي وتقدير تضحيات الشماليين والجنوبيين. وعدل ذلك من وجهة النظر الخاصة باستعادة الدولة أو الإستقلال بل بحث قضية حل القضية الجنوبية في إطار الدولة الموحدة، لذلك أوجد رؤية هي دولة فيدرالية موحدة ونحن نؤيد هذه الفكرة وقد انعقد في أواخر العام الفائت وأكد ان الوحدة ستكون خيارا في اطار دولة واحدة قائمة على الفيدرالية على اقليمين، اقليم في الشمال واقليم في الجنوب تعاد فيه صياغة الوحدة بالشكل الذي يرضي الجنوبيين بعيدا عن الاقصاء والتهميش وان تكون هذه الوحدة وحدة حقيقية وليست وحدة النظام المنتصر في حرب 94م.
- ما تعليقكم على لقاء البيض الأخير وحديثه عن دعاة الفيدرالية؟ في الواقع أنا لم أتابع هذا اللقاء بثنا نعلم ان علي سالم البيض يقود التيار الآخر في الحراك الجنوبي وهو تيار استعادة الدولة عقد من أجل ذلك اجتماع في بروكسل العام الماضي. بالنسبة لنا لسنا مع هذا التيار أولا من حيث أن البيض وأنصاره لا يعترفون بالثورة ويرون أنها لا تعنيهم وبالتالي نحن نرى أن الثورة تعنينا وان هذه الثورة يجب ان نناصرها وندعمها وان الحل لتحقيق أهداف القضية الجنوبية يكون بعد سقوط النظام مع مراعاة سقوط ضحايا من أخواننا في الشمال. وأقول للبيض أنت من كنت تدعو الأخوان في الشمال إلى التظاهر ضد النظام وتدعي انك وصلت الى صنعاء وانت تحمل مشروع حضاري ومشروع الدولة المدنية فلماذا تزعل من الثوار الذين ضحوا بابنائهم وبناتهم ن أجل الدولة المدنية فالواجب على السياسيين ان يدعموا هذه الثورة لا أن يخدلوها.
- قبل أيام احتفل الحراك بالتصالح والتسامح في ذكراه الخامس.. ما تقييمكم له؟ أنا أقف ليس مع التصالح والتسامح في الجنوب وحده، وأنا أصدرت بيان دعونا اللجان التنظيمية لقوى الثورة باليمن للتصالح والتسامح بن كل اليمنيين. أنا وجهة نظري أن لا يقتصر التصالح والتسامح فئة أو شريحة أو إتجاه معين ولكن يشمل اليمن، ولقد دعونا لقيام التصالح والتسامح بين الشعب اليمني فهناك مشاكل زرعها النظام بما يتعلق بالثأر والحروب بين القبائل وعليه ندعوا القبائل للتصالح والتسامح فيما بينهم ولكن لا تصالح ولا تسامح مع القتلة، وليعلم أخواننا في الجنوب ان تكريس التصالح والتسامح في الجنوب لا يعني تكريس الكراهية والحقد بين الجنوب والشمال.
- أيعني هذا رفضك لدعاة التصالح والتسامح الجنوبي – الجنوبي؟ نعم وانصحهم بأن عليهم يعرفوا ان التصالح والتسامح سنة من سنن الدين الإسلامي فديننا الإسلامي يقول: دم المسلم على المسلم حرام، وبالتالي لا يجوز لنا ان نختزله بعبارة فقط دم الجنوبي على الجنوبي حرام بل دم اليمني على اليمني حرام.
- بمجرد تشكيل حكومة التوافق ثارت موجة من الاحتجاجات في المرافق الحكومية وبرزت نقمة استهداف الجنوبيين.. كيف تنظر إلى ذلك؟ مايجري من ثورة المؤسسات أمر طبعي وهذا يؤكد ان الثورة مستمرة وقادرة على اجتثاث الفساد المنتشر على مستوى اليمن وأنا ضد من يقول أنه استهداف للجنوبيين كون الفاسد فاسد سواء جاء من الجنوب أو الشمال لكن هذه الثورة جاءت لتجثث الفاسدين.
- هذه النقمة ربما ممن يسمون بالصامتين وقد تحركوا الآن؟ إنها امتداد طبيعي للثورة السلمية التي جاءت لتصحيح الأوضاع الخاطئة واقتلاع الفاسدين. وعلى الثوار وشعبنا اليمني كافة ان لا يخاف من هذه العاصفة الثورية التي تجتاح المؤسسات بل أن يخاف كل الخوف ان تتوقف الثورة وبقاء الثورات في كل المؤسسات سيصل بنا الى اليمن الجديد.
- هل هناك استهداف منظم للمؤتمريين؟ نحن علينا ان نعترف ان ثورتنا السلمية تسير بشكل طبيعي دون ان يكون هناك خطط ممنهجة تملي على الثوار خطواتهم وأفعالهم. ولكن نحن نعتبر ان الثورة على الفساد لا تعني سحب البساط من تحت اقدام المؤتمر، لكن على المؤتمر ان يدرك ان هناك فاسدين وان المؤتمر سيكون له شأن لدى اليمنيين إذا ما وقف ضد الفاسدين، لكن اذا تمترس مع الفاسدين ضد ثوار المؤسسات فهذا يعني ان رياح الثورة ستقتلعه.
- في ظل نضالكم المشروع من جبال يافع لتوحيد الجنوب تحولت حاضنة اليمن عدن إلى بؤرة مستهدفة من تيارات مختلفة.. ما دوركم في الحراك الجنوبي في إعادة الاعتبار لعدن؟ هذا الموضوع لا صلة للحراك به. وهذا ليس من اخلاقنا أو سلوكنا ولا ثقافتنا لكن الذي نريد ان نقوله ان هناك ممن كانوا في السلطة دفعوا بعناصر من البلاطجة وقطاع الطرق، وهذه السلطة انتهت واحرقت كل أوراقها ولكنها للأسف الشديد تشعر بإرتياح حين تجد الخلل داخل المجتمع فالمسئولين في قيادة المؤتمر بعدن وزعوا الملايين للبلاطجة ووزعوا السلاح لإحداث الفوضى، مئات القطع والذخائر بالمنصورة ولدينا المعلومات وكان الأجدر بهم ان يوزعوا تلك الملايين على الفقراء.
- لكن الطرف الآخر يتهم قوى متطرفة بأعمال العنف وقطع الطرقات وتوزيع الأسلحة لاستنزاف طاقات الأمن والجيش.. ماذا عن ذلك؟ واتضح ان الطرف الآخر لا يملك الامكانيات، نحن نقول ان أحزاب اللقاء المشترك أحزاب وطنية اعلنت انحيازها إلى الثورة الشعبية السلمية وهذه الأحزاب تسعى لوجود دولة وقانون وفيها عناصر مخلصة، ولكن الذي يلصق التهم هي السلطة ولا ينبغي ان نردد ما تقوله السلطة.
- تهمس أصوات من المجتمع المدني في عدن بمخاوف من غزو القبائل المحيطة بها وابتلاع ثقافتها المتعددة هل تستوعبون ذلك؟ عدن عانت سابقا ولكن اليوم القبائل في الجنوب قد تمدنت وثقافتهم جزء من ثقافة عدن ويكنون لأبناء عدن كل التقدير والاحترام، بل وعندهم النية ان يكون أبناء عدن في المقدمة وهم من بعدهم. وعلى سبيل المثال أنه حين وضعنا البرنامج السياسي لتوحيد قوى الحراك اسندنا المهمة لأبناء عدن لاعداد البرنامج ونحن معهم، ولذا فنحن معهم لنبني عدن ونبني اليمن.
- أين يقف الحزام الأمني للجنوب؟ الحزام الأمني هو الثورة لأن الثورة لديها مبادئ لديها منطق ورؤية لبناء الوطن والدولة المدنية الحديثة التي ستشكل الحزام الأمني. ونقول كلمة حقيقة لثغر اليمن عدن التي قدمت الشهداء والضحايا من أجل الثورة السلمية إنها المحافظة التي استهدفها النظام مع أبين لإجهاض الثورة.. لقد اثبت أبناء عدن بما لا يدع مجال للشك انهم قادة التغيير وكل التقدير لهم ولعدن.
- انت من الحراك وتتعرض لحملة شعواء من اخوانك في قيادة الحراك؟ أنا شعرت ان الثورة الشعبية السلمية تستحق التقدير منا وقد علمتنا كيف نراجع خطابنا السياسي والإعلامي، وان نلتحق بالثورة ونوقف فعالياتنا فلا يرضينا ان نشتغل الخميس من كل أسبوع في وقت ما خرج الشعب اليمني على مدى 24 ساعة في اليوم ولمدة عشرة أشهر، لذلك رأينا ان نقيم ونعدل من خطابنا مع العديد من الأخوان في الحراك الجنوبي بالضالع ولحج وطرحنا ذلك.
- ما كان الرد على موقفكم؟ هناك من اعتبرها شطحة والبعض اعتبرها كلام غير صحيح لكنني قلن لهم بأن لا مجال لنا للحفاظ على قضيتنا إلا بالالتحام بالثورة الشعبية في كل محافظات اليمن، وأعلنت ذلك في بيان وإلى الآن لم ترد على كل من كفرونا وخوننا، وما قاله الشيخ الفضلي هو شهادة لي وليس ضدي. حاولنا ان نؤثر عليه لينظم إلى الحراك وحاولنا ان يدعم الثورة الشعبية السلمية كما دعم الحراك، وهو جنوبي أكن له كل الاحترام، لكنني أقول له علينا ان نعمل معا من أجل اخراج المسلحين من محافظة أبين ولا يمكن ان نعتبر الانتصار للقضية الجنوبية هو جلب مسلحين في أبين، وأنا أعتقد أن هذه قرارات ليست صحيحة من وجهة نظرهم وادعوهم إلى مناصرة الثورة الشعبية السلمية التي عمت اليمن كونها المفتاح لكل المشاكل.
- سؤال توقعته ولم نطرحه؟ نحن ندعو ابنائنا في الشمال وفي الجنوب إلى ان يتمسكوا بالسلمية وان لا ينزلقوا إلى العنف كونه المربع الوحيد الذي يجيد النظام اللعب فيه، وادعوا الصحفيين في الجنوب ان يكون لهم موقف ايجابي من الثورة التي اندلعت في كل محافظات اليمن وان لا تتخذ مواقف ضد الثورة كونها ستحل المشاكل على امتداد الوطن.