المتمعن في المشهد اليمني المقاوم للإنقلاب والقوى الحاملة له سواء كانت سياسية منطلقها إسلامي كما تزعم ويتمثل ذلك بالتجمع اليمني للإصلاح أو قومية كما تزعم ممثلة بالناصري أو الاشتراكي أو البعث أو حتى القوى الإسلامية الغير مؤطرة في إطار سياسي كبعض السلفيين يعبر عنها يجد أن كل تلك القوى لديها حربان تخوضهما ، حرب ضد الحوثيين وحرب أخرى بالنسبة لها هي مهمة وهي حرب رصيد أفرادها ومن هو مؤطر معها لا غير في المناصب والوظائف الحكومية بشقيها المدني والعسكري . صحيح أنها ترفع شعار المقاومة لكنها تقيم من يرفع هذا الشعار لا بمدى مصداقيته في النضال والكفاح ضد الانقلابيين ، بل بدرجة حزبيته وولاء المقاوم لهذا الحزب أو ذاك ، المقياس أصبح هو الحزب فالحزب أولا ثم يأتي التوجه المقاوم ثانيا . حتى المعونات الإغاثية ظاهر توزيعها هو الفئة المحتاجة لكن الذي يمارس هو فرز حزبي مقيت على ضوئه يثبت اسمك أو يسقط من كشف الإغاثة. أسلوب وطريقة التعامل البيني للقوى المقاومة للانقلابيين وتعاملها مع كثير من المستقلين والذين يمثلون جزءا كبيرا من الحاضنة الاجتماعية للمقاومة أضعف كثيرا الحاضنة الاجتماعية للمقاومة وجعل كثيرا من المقاومين للانقلابيين الغير مؤطرين في تلك القوى والمؤمنين باليمن كوطن للكل كبلد للجميع يحملون همه أولا ليس لهم مصالح حزبية أو فئوية في نظر تلك القوى من المشكوك في توجههم المقاوم طالما كانوا خارج الإطار الحزبي أو لم يحظوا بتزكية من مقر هذا الحزب أو ذاك أو ينالوا صك الصلاحية للمقاومة من هذا المكتب أو ذاك . قام الشعب بثورة على عفاش لفساده واحتكاره السلطة والثروة له ولأتباعه وفيما لو فكرت الأحزاب والقوى السياسية أن تنتهج نفس النهج فإننا لا محالة سنشهد ثورات قادمة تحد من التغول الحزبي على حساب الوطن وتعلي من شأن الفرد لا الحزب ومن شأن الكفاءة لا الولاء.