لو لم ترسل العناية الإلهية الوزير الجسور احمد الميسري لامتلأت سجون ومعتقلات الراكاليين الانتقاليين بالجنوبيين الاحرار وفي مقدمتهم فتحي بن لزرق صاحب الامتياز والكلمة الأمينة رئيس تحرير صحيفة عدن الغد والذي لم يألو جهدا الوزير الميسري بإصدار أمر توقيف لملاحقة واعتقال ابن لزرق تحت تهمة سجين رأي .. انا مازلت تحضرني الذاكرة من السنين الخوالي لصحيفتي الأيام وعدن الغد ..حينما كانتا المتنفس الوحيد للجنوبيين نحني عليها رؤوسنا المتعبة جراء البطش والملاحقة لنظام العسكر بقيادة سقاف ...
ونتيجة لمواقف الازرق فقد نالوا منه حين أمروا بتوقيف صحيفته الغراء وحينها اطل علينا ابن لزرق في موقف كئيب وفي غاية الامتعاض والحزن مودعا لنا من خلال مذكراته بعنوان تضمن بين قوسين (( انا حزين )) ولعلي هنا في غاية الاندهاش والاستغراب ان فتحي بن لزرق الذي حمل قضية الجنوب من خلال منبر صاحبة الجلالة صحيفة "عدن الغد" يتعرض للمطاردة والإقصاء ومن من ؟! من الذي اظهرهم وزين صورهم بالجرنال ..
إذا كانوا هؤلاء الموهوسين وبياعين الاوطان يريدون تكميم الافواه مع ما الم بنا من مآس الحروب والحالة المزرية التي توصلنا اليها نحن ألامه اليمنية جوع وضماء وإعتقالات وعلى الدنيا السلام .. وهكذا وفي صورة مأساوية يعيد إلينا التاريخ نفسه وبأي وجه عدت لنا يا تاريخ ففي بداية السبعينات من القرن الماضي تم سحل العلماء وأئمة المساجد ابان حكم الرفاق الدموي والرادكالي الشمولي ...وواعجبي حتى على الموت لا اخلو من الحسدي ..
فمع بداية الالفين وثمانية عشر يعيد التاريخ نفسه من خلال تصفية الشيوخ وأئمة المساجد من الانتقاليين الرادكاليين وهم سلالة الأولين ولاتعجبوا ياسادتي فبعد أيام إن طال بنا الظلم فستجدون المساجد بلا أئمة وسينقرض العلماء والإعلاميين ...قد ننسى لكننا لن نسامح ولن نغفر للخيانة العظمى لبياعين الاوطان والذين باتوا الاحرار الحجر الكئداء التي تعترض سبيل طريقهم المتعثر