عبد الرحمن احمد للصورة طغيان كبير، فهي تطبع في الذاكرة للشخوص وخاصة عند الأحداث الجسام ، فتحفر مكانها في التاريخ، فلا تنمحي ! .. فكيف كانت هي الصورة الأخيرة لبعض الحكام العرب وغير العرب التي بقيت في الذاكرة : الصورة الأخيرة للرئيس مبارك، هي تلك التي باتت ملتصقة بأذهان الناس وهو على سرير ابيض خلف قفص الاتهام، صورة مهينة لرجل كان قبل اشهر صاحب صورة مهابة .الرئيس صدام حسين، بقيت صورته المذلة في الذاكرة وهو بين يدي طبيب أمريكي يفحصه وهو أشعث الشعر وملتحي، بعد إلقاء القبض عليه ، ولم ينفعه وقتها ان ردد "انا الرئيس العراقي صام حسين" واهم ينتشلونه من مخبأه الحفرة في بغداد .
الرئيس زين العابدين بن علي الهارب حاليا من وجه العدالة مازالت صورته الأخيرة أقل وطأة ، لكنها صورة مهزوزة مرتعشة ظهر بها في خطابه الأخير للشعب التونسي . الرئيس صالح حتى الان ترك لنا صورة (رئيس محترق) ، فهل ستبقى هذه الصورة الأخيرة ، ام سيصار الى صورة أخيرة كحال زملائه العرب .عميد الزعماء العرب وملك ملوك افريقيا معمر القذافي ، لا زالت صورته الكاريكاتورية هي الطاغية وهو يزبد ويرعد (زنقة زنقة، دار دار)، بينما تجنب في الآونة الأخيرة الظهور مكتفيا بصوت انفعالي متشنج .
حتى ألان الصورة المكررة في الإعلام عن الرئيس بشار الاسد ، رجل يهرول داخلاً مجلس الشعب السوري وسط تصفيق مسنين منافقين يصطنعون الابتسامات عنوة ، وهم الذين قبل سنوات (خرقوا) الدستور في مهزلة مروعة وعدلوا سن الترشيح للرئاسة من 40 الى 36 ليصعد الولد (بشار) بدلاً لابيه (حافظ) .. فأي صورة أخيرة تنتظره قريبا.
ومن المفيد العودة الى التاريخ ، فليس من السهولة ، بل من المستحيل ان تسقط من الذاكرة الصور الأخيرة لديكتاتوريين ومستبدين في العالم منها:
صورة الرئيس الروماني نيكولاى تشاوشيسكو وهو صريع برصاص الإعدام وملقٍ على الأرض الى جانب زوجته بين الاحراش خلف محطة قطارات عتيقة .صورة موسولوني الزعيم الايطالي الذي قادته فاشيته إلى آخر صورة يستحقها ، ختاما لحياته وهو معلقا بعد إعدامه شنقا . [email protected]