هل ليس بالإمكان أبدع مما كان ! يبدو أن هذه النتيجة هي التي تتعزز باستمرار لدى متابعتنا للأغنيات التي يقدمها فنانونا منذ سنوات .. للأسف نجد ان ما قدمه المطربون خلال السنوات الأخيرة لم يرتق حتى إلى مستوى ما ابدعوه هم انفسهم في فترات سابقة من مسيراتهم الفنية. عادة تكون المناسبات والأعياد فرصة لتقديم الأغاني الجديدة ، والتي يفترض ان تكون أجمل مما يمكن ان يقدمه الفنان ويحرص ان تلقى قبولاً واستحساناً واسعين.. وبمراجعة لما سمعناه وشاهدناه من الأغاني التي قدمت خلال موسم الصيف والعيد مؤخراً لن نجد اغانيتركت أثراً كبيراً لدى الاستماع اليها ، أو انها كانت سبباً لإطلالة قوية لفنان أو فنانة.. لماذا لايهتم مطربونا بتطوير انفسهم وموسيقاهم وكلمات أغانيهم وأدائهم ؟! لماذا لا يعتني مطربونا بحضورهم وظهورهم في كل موسم !؟ بصراحة ، حال الاغنية اليمنية حالياً لا يسر أحداً ، وفنانوها في حالة احباط شديد وسلبية غير مبررة ، وتقوقعوا في محيط ضيق جداً ، وتناسوا ان وظيفة الفن استثنائية وغير عادية في المجتمع ! يبدو ان ليس هناك من يهتم بانتشال الاغنية من واقعها المأزوم وبات الفنانون يغترفون من الآبار التي حفرها المبدعون القدامى وصاروا يعتمدون على التراث ، وفي الغالب يقدمونه بصورة ركيكة ان لم تكن سيئة ، ونادراً ما نسمع الجديد وغالباً لا يرقى الى مستوى الابداع الحقيقي . يقتصر حضور المطربين والمطربات على حضور حفلات الاعراس (المخادر) كمصدر عيش واغفلوا الحفلات العامة.. وكل ذلك يتم في ظل غياب متعد لتنظيم الحفلات العامة ، وانشغال شركات الكاسيت بانتاج ما يسمونها (البومات) لانصاف المواهب وانصاف الفنانين ، الذين يشوهون التراث ولا يكترثون بالحقوق الفكرية للمبدعين. لست ادرى لماذا سقف طموح فنانينا واط جداً ، وتنعدم لديهم المبادرات الذاتية ! ولماذا لا يلتفتون لتجارب الفنانين الشباب العرب ، الذي صنعوا حضورا لافتاً على مستوى واسع وبجهود ذاتية ! [email protected]