في السابع عشر من شهر ابريل الجاري تمر الذكرى الثامنة لوفاة الفنانة العراقية إلهام حسن التي ختمت حياتها في مدينة عدن بعد قرابة أربعة وعشرين عاما منذ الوصول إليها لاجئة عام 1977م هربا من النظام السياسي القائم آنذاك في العراق حيث عملت في عدن أستاذة للموسيقى والغناء في معهد الفنون الجميلة ومديرة مدرسة الموسيقى والباليه للأطفال وعضواً أساسيا في فرقة أشيد للأغنية السياسية التي شكلها اتحاد الشباب اليمني الديمقراطي في جنوب الوطن حينها وأسسها واشرف عليها شقيقها الفنان جعفر حسن .وفي عدن ولارتباطها بالوسط الفني تزوجت الفنانة الهام حسن من الفنان اليمني وعازف العود الراحل جميل غانم وهو مؤسس معهد الفنون الجميلة في عدن وأول عميد له، الذي يعرف اليوم باسمه. ولدت ونشأت الفنانة إلهام حسن في خانقين بالعراق وسط عائلة كردية وطنية تقدمية وأسرة مثقفة تعشق الفنون وخصوصا الموسيقى والغناء ، حيث ترعرعت في كنف والدتها التي كانت تعلمها حب الوطن والناس والفن وأخويها الفنان المطرب والموسيقي والملحن جعفر حسن والفنان المخرج المسرحي والتلفزيوني والسينمائي ناصر حسن ومنذ ذالك الحين تشربت حياتها بالفن والسياسة وبرزت عندها موهبة الغناء وحب الموسيقى وتقليد الفنانين والفنانات منذ صغرها , فساعدتها عائلتها على تطوير موهبتها الفنية المبكرة وبتشجيع من أخويها دخلت إلهام حسن إلى معهد الفنون الجميلة ودرست آلة البيانو ودرست الغناء والموشحات الأندلسية فأصبحت عضواً في فرقة الموشحات التابعة للإذاعة والتلفزيون العراقية ومطربتها الأولى ، ثم في سنة 1969عضواً في فرقة الكورال التابعة للفرقة القومية العراقية ولمواقفها السياسية منعت في العام 1973م من دخول مبنى الإذاعة والتلفزيون كما منعت من ممارسة العمل الفني حالها حال زملائها الفنان كوكب حمزة وجعفر حسن والعديد من الفنانين التقدميين الذين اضطروا للهجرة القسرية خارج العراق. بدأت مسيرتها الفنية الغنائية مع أخيها الفنان جعفر حسن حيث رافقته في جميع أعماله الفنية والغنائية وسفراته للخارج وأغلب المهرجانات الغنائية بدأ من أول مهرجان للأغنية السياسية عام 1973 في بغداد ثم في مهرجان الأغاني الشعبية والسياسية الذي أقامه الحزب الشيوعي اللبناني في ذكرى تأسيسه الخمسين في لبنان سنة 1974م. وكما كانت لها الريادة في إقامة مهرجان للأغاني السياسية في العراق الى جانب شقيقها جعفر حسن والفنان كوكب حمزة وفرقة الأجراس في العراق ، شاركت بعد أن استقر بها المقام في عدن في مهرجانات محلية وعربية وعالمية كثيرة منها مهرجان الشباب العالمي الحادي عشر سنة 1978 في كوبا ومهرجان سوتشي للأغاني السياسية والشعبية عام 1984م في الاتحاد السوفيتي السابق والعديد من المهرجانات العربية منها مهرجان الشباب في سوريا وليبيا والجزائر وكل مهرجانات الأغاني مع فرقة أشيد للأغنية السياسية في اليمن الديمقراطية حينها ورافقت جميع أعمالها الفنية والغنائية. عند زيارة الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم مدينة عدن غنت في الآماسي والسهرات العديدة التي أقاماها الى جانب الفنان جعفر حسن وكانت لها مشاركات ملفتة في عدد من المسرحيات والمسلسلات الغنائية التي أنتجت في عدن آنذاك , حيث شاركت في العديد من الأعمال منها مسرحية (هاملت) و(رأس المملوك جابر) ومسرحيات ومسلسلات تلفزيونية يمنية عديدة منها المسلسل التلفزيوني (مي) للكاتب فيصل صوفي إلى جانب الممثلة نرجس عباد. غنت الفنانة إلهام حسن الأغاني الشعبية العراقية والوطنية والسياسية منها (يا أطفال كل العالم يا حلوين) و(تشيلي تمر بالليل) للملحن الفنان كوكب حمزة و(مساهرين) و(سلام سلام) وغيرها للفنان جعفر حسن وأغاني شعبية عراقية أخرى خلال بدايتها الأولى والكثير من الأغاني التي قدمتها مع فرقة أشيد والأغاني الفردية التي تميزت بها في اليمن. حسب أبو تانيا في مقال له في (الحوار المتمدن) فإن “الفنانة إلهام حسن لم تأخذ حقها في الإعلام الرسمي ولا الصحافة العربية ولا حتى في الإعلام التقدمي للأسف ، حالها حال العديدين من فنانينا العراقيين المبدعين ...” * داعيا الى تذكر أغانيها الإنسانية والشعبية العراقية . عرفت الفنانة إلهام حسن بالفنانة الملتزمة وقدمت الأغنية السياسية في زمن توهجها وارتباطها بالبعد الإنساني الأممي حين غنت وأنشدت للأطفال والعمال والمناضلين في كل العالم وهذا ما جعل (دار الفارابي للنشر) وهي واحدة من أهم دور النشر العربية الملتزمة بالثقافة الرصينة أن تكون راعية لألبومات وأغاني هذه الفنانة المميزة . تمتعت الفنانة إلهام حسن بصوت مميز ، وكما اتسم بالرقة اتسم أيضا بقوة انسيابه إلى الآذان حاملا الكلمة القوية المعبرة والموقف المبدئي المتقدم منطلقا من حنجرة ذهبية وهي ذات الحنجرة التي شاء القدر ان يقهرها السرطان لتصمت ويكون سببا في وفاتها يوم 17 ابريل 2001م لتدفن بعيدا عن مسقط رأسها في العراق ، لكن ليضم رفاتها تراب مدينة عدن التي أحبت ووسط أهلها والناس التي ارتبطت بهم وبقضاياهم وهمومهم وتطلعاتهم. كتابات قليلة جدا وجدتها وانا ابحث في شبكة الانترنت عن الفنانة الهام حسن ومنها أخذت بعض المعلومات عنها الملفت فيها أنها تدعو إلى تذكر هذه الفنانة المبدعة التي غيبها النسيان المجحف. # ذكرى الفنانة إلهام حسن أبو تانيا الحوار المتمدن - العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 [email protected]*