في صيف 1985م وجّه الرئيس/ علي ناصر محمد وزير الزراعة محمد سليمان ناصر بإحضار خُبراء مركز أبحاث الكود الزراعي .. وبدور الوزير وجّه مدير أبحاث الكود بالترتيب لذلك اللقاء في التاريخ والموعد المحدد حسب طلب الرئيس. وعلى ضوء ذلك تحرك موكب الخُبراء بقيادة مدير مركز أبحاث الكود الدكتور/ أبو بكر المعلم "رحمه الله" حيث استقبلهم الوزير أمام مبنى الوزارة بخور مكسر (مبنى الأمن العام حالياً) .. تقدم الموكب الوزير إلى مدينة التواهي وكان في استقبالهم عند باب الرئاسة مندوب المراسيم الذي تقدم الموكب إلى القصر المدوّر الذي جوانبه من الزجاج ويطل على منتجع الخليج ، وكان عدد كبير يسبحون في المياه جلهم من الخُبراء الأجانب وعائلاتهم من البلدان الاشتراكية. جلس الجميع على السوفات واتكئوا على المخاد وأمام كل واحد عُلب الماء والشراب وباكت سيجارة وكبريت .. وكاتب السطور مدير إداري بمركز أبحاث الكود غير مدعو .. لكن دفعه الفضول وحشر نفسه وسط القوم وجلس بجانب الأستاذين/ فضل عمبول و علوي عبد القادر السقاف. أحضر مدير الزراعة في الضالع / محمد محسن الجعدي زنبيل كبير من أفضل أغصان القات بناءً على طلب الوزير .. كما أحضر خُبراء مصريين زنبيلين كبيرين من مختلف أصناف البرتقال من محطة لودر ومشتل مودية الصالحتين لزراعة الفواكه التي جُلِبت غروسها من مصر في عهد الرئيس "سالين" دخل الرئيس علي ناصر محمد يرافقه علي عنتر وقام الجميع تحية لهما ثم سُمِح للضيوف بالجلوس وبعد التحية القى كلمة ترحيبية بالجميع شاكراً لهم تلبية الدعوة لمناقشة تطور البحوث الزراعية .. ورد عليه الوزير شاكراً له اهتمامه بالجانب الزراعي ، وبعد توزيع القات على من يريد أُعطيت الفرصة لرؤساء الأقسام لشرح نشاطات أقسامهم والتطور وكذلك الصعوبات والنواقص التي تعترض أعمالهم. كان علي عنتر إلى جانب الرئيس وهما يمضغان القات ويتبادلان الأغصان الرطبة فيما بينهما كلٍ يناول الآخر ، وفي آخر اللقاء أُعطيت الفرصة لرئيس خبراء المصريين في محطة لودر ومشتل مودية والذي أخذ يشرح مختلفة أصناف البرتقال الذي أحضرها معه ويرفع بيديه كل صنف ويذكر اسم ذلك الصنف. وفي الأخير رفع عنقوداً عالياً يحتوي على (20) عشرين حبة برتقالة قائلاً: "هذا من أفضل أصناف البرتقال حلاوة ولذّة ومذاق" ويسمى برتقال "أبو صره" التقط علي عنتر كلمة أبو صره وهو الرجل المشهور دائماً بحبه للدعابة وتلطيف الأجواء في ذلك اللقاء الذي استغرق ساعات طويلة من النقاش الجاد ووضع المعالجات لكل الصعوبات التي تواجه مركز أبحاث الكود. وسأل علي عنتر الخبير المصري سمّعنا وآخبير (أيش اسم هذا النوع) فرد الخبير قائلاً: يا سيدي أسمه "برتقال أبو صره" وكرر علي عنتر السؤال ( الا سمّعنا مرةً ثانية .. وخل العويلة يسمعون ) فرد الخبير مرة ثانية بصوت عالي يا سيدي أسمه "برتقال أبو صرة". وقال علي عنتر وهو يهز رأسه يميناً وشمالاً ( الا حنينك وآعلى أبو صره .. يا رجّال ما يصل الواحد عند الصرة إلّا بعد ما يعرق ) ومسح بكفّه وأصابعه جبينة .. وضحك الجميع ولم يتمالكو أنفسهم من شدّة الضحك لطُرفه الرجل. انصرفنا بعد ذلك اللقاء التاريخي ونحن مكذّبون لتلك الإشاعات عن وجود الخلاف بين الرفاق .. بل اعتبرناه دعاية الثورة المضادة حينما كان يُقال .. وزاد اطمئنان الشعب بعد اجتماع المكتب السياسي في الضالع اواخر عام 1985م. .................... وللحديث بقية..