يقول ادوارد غالباتو " نحن لا نعاني من نقص في الاموال ولكن نحن نعاني من زيادة في اللصوص " ! ، وهذا حال اليمن تماما ، فثروات وخيرات هذه البلاد ليست قليلة ، الفقر والجوع والمرض في اليمن ليس بسبب نقص الموارد ، فاليمن تقع على النهر النفطي الممتد من حضرموت مرورا بالخليج والعراق وحتى ايران ولهذا فاليمن دولة نفطية بامتياز ، اليمن ليس لديها منفذ بحري وحيد لكنها تملك شريط ساحلي يمتد من الغرب الى الشرق ويطل على البحرين الاحمر والهندي ويشرف على اهم مضايق العالم ، المجال لا ينتهي لسرد خيرات ونعم هذه الارض والمنجم العربي للثروات والخيرات فهي ارض طيبة وهبها الله وافر نعمه ، نعم ان الفقر والجوع والمرض والجهل في اليمن ليس ناتجا عن نقص في الاموال ولكنه ناتج عن زيادة في اللصوص ! الفساد في اليمن ليس كأي فساد ، يعتبر الفساد في اليمن حرفة من اشهر الحرف على الإطلاق ، ويملك حصانة اجتماعية فبينما يكون الفاسد في العالم مذموما وينظر له باحتقار يعتبر المجتمع اليمني الفاسد بانه شخص ذكي "ملذع " بالعامية ، فتجد الفساد منتشر من القاع الى القمة ، من المدرسة الى الوزارة ، من المرفق الصحي الى الرئاسة ، حتى في بقالات ودكاكين اليمنيين الصغيرة تفوح رائحة الحذق "الفساد" ، النزاهة في اليمن مذمة ، اذا مر اليمني النزيه بضائقة مالية او ظرف صعب يذمه المجتمع ويسخر منه حتى ان بعضهم يقول "خل نزاهته تخارجه ، قد كان يقع ملذع ويخارج نفسه" ! ، ويتبعه آخر فيقول "صدقت ابطش ما تبطش الا ظالم وهذه الدولة فاسدة ما يعيش بها الا الفاسد"!.
نعم حرفة الفساد شهيرة في كل انحاء اليمن ، حرفة يتقنها بائع العسل اليمني الذي يضيف سكر وماء الى عسله ليطلب الله ! ، حرفة يتقنها التاجر الملذع الذي يحتكر السلع الغذائية ليبيعها باسعار خيالية ويوزع بعض المال على الفقراء ليكفر ذنوبه ! ، حرفة الفساد التي يزيد اتقانها بزيادة اهمية المنصب الذي يقوده اليمني ، فهذه الحرفة عند الوزراء والقيادات متقنة تماما ، الوزير الذي يملك ارصدة بنكية في الخارج وعقارات في كثير من البلدان هو وزير ملذع اتقن الحرفة ، وقائد اللواء الذي يخصم من راتب جنوده ملذع ايضا ، حرفة الفساد واللصوصية في هذه البلاد تتعاقب بتعاقب الاجيال ويكثر مدح متقنها وذم من لا يتقنها ، حرفة تدرس في المدارس والاسواق والمرافق والوزارات وكل بقاع دولة يشكي شعبها الفقر والجوع ويتسائل لماذا ؟؟