عبدالقوي الشامي بمشاركة رجل مصر الأول المشير: حسين طنطاوي, وجموع من رجالات السياسة وانصار الزعيم الراحل, وري يوم امس جثمان خالد جمال عبد الناصر الثرى في العاصمة المصرية القاهرة, بعد صراع مرير مع المرض وكان لوفاة ابن ابرز زعيم عربي شهده القرن العشرين, ان يمر دون ذكر او اهتمام من احد لولا هذا العرفان بالجميل الذي ابداه قادة مصر بعد ثورة 25 يناير ازاء جمال عبدالناصر القائد والزعيم الانسان.
رحيل ابن الزعيم عن الدنيا الفانية بهدوء يأتي في الوقت الذي يابى فيه ابن الرئيس الرحيل ليس عن الدنيا, فهذا حق الهي, وانما يأبى الرحيل عن القصر الجمهوري الا الى الزنزانة او الى تحت الارض حيآ اوميتآ, وهنا مكمن العلة والفرق بين ابن الزعيم وابن مغتصب الزعامة, فها هو ابن مبارك يقبع مع ابيه في زنزانة محكمة واحدة بعد اصرارهما على وراثة وتوريث ام الدنيا مصر التي استكانت لهما لثلاثة عقود .
رحيل ابن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر يأتي في وقت يقبع فيه ابن العقيد, الزعيم, القائد, ملك ملوك افريقيا تحت الارض بعد ان اصر الا ان يكون صاحب الحق الحصري في وراثة عميد المحنطين من الحكام العرب, وها هو يدفع ثمن ما اقترفة بأيادي ابيه بحق الشعب الليبي الذي صبر عليهما ما يفوق العقود الأربعة ولقد اثبت الشعب الليبي بأنه الأقوى على كسر سبابة ابن القائد الذي توعدهم بالويل ان فكرو الخروج عن طوعه بعد طوع ابيه.
وفاة ابن الرئيس الذي اضفى للعروبة الامة لون وطعم, يأتي والرئيس المقاوم, ابن الرئيس المقاوم, لم يشفي غليلة المريض من دماء الشعب السوري هذا الشعب الذي ورثه عن ابيه بعقد عرفي, قبل اكثر من عقد الزمان, هذا الشعب الذي يستباح على هذا النحو الفاشي يقتل ويهان لأنه تجرأ وخرج الى الشارع ليقول للرئيس صاحب صك المقاومة العربية ارحل .. ايعقل ان يرحل الرئيس المقاوم قبل ان يخوض المعركة التي لم يقرر لا هو ولا ابيه زمانها ولا مكانها منذ ما يقرب من اربعة عقود !..
وفاة خالد جمال عبد الناصر ابن الزعيم الذي سخر كل امكانات مصر المادية والعسكرية لنصرة الثورة اليمنية خلال ستينات القرن الماضي يأتي في الوقت الذي يحاول فيه احمد علي عبدالله صالح المسلح بترسانة ابية العسكرية والمالية اختطاف نتاج ذاك الجهد الناصري وكل ما ترسخ في الارض من جهد نصف قرن لشعب يتجاوز اليوم تعداده 24 مليون نسمة, وخيرات بلد يقترب في مساحته من نصف مليون كيلومتر, وفي ذات الوقت يحاول احتجازهؤلاء الملايين رهائن, ان لم يعترفوا له بحقه في وراثتهم عن ابيه الجريح الراحل للعلاج من اثام ما اقترفته يداه.
فلك الرحمة والمغفرة يا خالد, كما هي لأبيك, الذي اورث امتنا العربية العرفان والذكرى الطيبة وليس احمدآ او بشارآ او جمالآ او سيفآ .. جمال عبد الناصر الرئيس الذي استحق صفة الزعامة عن جدارة وعن جدارة استحق احترام العالم قاطبة, واسر قلوب الملايين من المضطهدين في مختلف اصقاع الارض فنم ايها الزعيم الخالد في مثواك بريء الذمة من دم الأبرياء ولا نامت اعين ادعياء الزعامة الذين يريدون توريثنا لابنائهم وابناء ابنائهم ولكن هيهات, فها هم يدفعون اثمان ما اقترفوه بحقنا الوطني والقومي.