تجري هذه الايام أعمال صيانة وترميم لأشهر مسجد بحضرموت وهو مسجد المحضار الشهير ومئذنته الشاهقة التي تتوسط مدينة تريم ، حيث تشمل عملية التجديد أعمال الصيانة والترميم وتجديد الطلاء والألوان الداخلية والخارجية ، ينفذ تلك العملية البالغة التعقيد عمال محليون ذو مهارة وخبرة عالية متخصصون في العمارة الطينية المحلية وفنونها . وتأخذ عملية صيانة وتجديد منارة مسجد المحضار اهمية خاصة لدى الكثيرون ، فهي مهمة محفزة بالمخاطر ومستوى كبير من التعقيد كون طولها يصل الى ارتفاع 40 متر عن سطح الارض على مساحة لا تتعدى 25 متر مربع وهي تعتبر أطول منارة في العالم مبنية من الطين واللبن وجذوع النخيل ، وهي مهمة تتسم بقدر كبير من الصعوبة ، حيث يتطلب تنفيذها إلى الاستعانة برجال يتم اختيارهم على وجه خاص للقيام بهذه المهمة المعقدة لديهم القدرة والكفاءة والمهارة اللازمة في مجال صيانة وترميم المباني الطينية الشاهقة الارتفاع والذين تشتهرة بهم مدينة تريم . ورغم التعقيد والإبداع الهندسي الذي يتميز به هذا المسجد الأثري ومئذنته الشهيرة فهو إنتاج محلي خالص حيث كان بناؤها في حوالي العام 1333 هجرية الموافق 1914 م وهي من تصميم المعماري المعلم عوض سلمان عفيف التريمي الذي سبق وان نفذ العديد من المآذن الطينية والقباب , ونفقة وإشراف الأديب أبو بكر بن شهاب المتوفي في عام 1345 هجرية لينتج المعماري التريمي لنا هذه التحفة الرائعة وهي أحد الشواهد المعمارية التي يقصدها الزائرين والباحثين عن معالم مدينة تريم التاريخية. وتأتي هاذي الصيانة وفق خطة مكتب الأوقاف بحضرموت الوادي والصحراء لترميم وصيانة عدد من المساجد التاريخية وتتوزع اعمال الصيانة والترميم في هذا العام على عدد من مساجد المدن الرئيسية منها تريم وسيئون والقطن وشبام. وتتم عملية الترميم والصيانة وتجديد الطلاء للمنارة بطريقة عكسية حيث تبدأ من اعلا المنارة إلى الأسفل ، وتتم هذه العملية باستخدام ادوات بناء وصيانة محلية حيث يتم تركيب بما يسمى محليا ( بالخرة) وتتكون تلك الخرة من خشبة سميكة تسمى سقالة وهي تتميز بالمتانة والقوة مربوطة بحبلين قويين طويلين في طرفيها من الجهات اليسرى واليمنى حيث تكون تلك الخشبة في حالة توازن دائم ويتم ربط الحبال أعلى المنارة بطريقة يسهل التحكم بهما ، ومن ثم يقوم الشخص الذي سيتولى العمل والمهمة الصعبة بالجلوس على تلك الخشبة وهناك من هو في الأعلى من سيقوم بعملية الإنزال له وتتم تلك العملية بحذر شديد حفاظا على حياة العامل الذي سيقوم بعملية الصيانة والترميم وتتكرر هذه العملية كل يوم إلى حين يتم الانتهاء من ترميم وصيانة المنارة بالكامل من جميع جهاتها الأربع . ومن المعروف أن مسجد المحضار الواقع بمحافظة حضرموت في مدينة تريم الشهيرة يعزى بنائه إلى عمر المحضار بن عبد الرحمن السقاف عام 1914 م ، وتمتاز عمارته بفن هندسي جميل ، ويتألف تخطيطه من فناء مكشوف تحيط به أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة والذي يزينه ثلاثة محاريب خصية بديعة مزينة بالزخارف الهندسية والنباتية والكتابية ، وفي منتصف الضلع المقابل لرواق القبلة تتم وضع منارته الشاهقة وهي مربعة الشكل وبداخلها درج للصعود إلى أعلاها .
