أحمد بو صالح (كل شي معقول كل شي مقبول كل شي إلا فراقك ياعدن) بهذا المطلع الرائع بدا الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقية واحدة من أجمل روائعه الغنائية الخالدة ،وبهذا البيت أختزل شاعر الأغنية الذي أعتقد أنه أبوأصيل نفسه وصف حب وقيمة وقدر عدن في قلوب محبيها وعشاقها المتواجدون في كل بقعة من العالم . فعدن أجمل مدائن الدنيا تحتل مكانة كبيرة وبارزة في قلب كل من ينتمي لها وكل من سكنها وكل من زارها وأقام فيها ولو ليوم واحد فقط وكل من سمع أو قرأ عنها وأطلع على جزء من تاريخها العريق،عدن أم الكل ،الأم الحنون التي أرضعت الكل من ثدييها حليب الحرية والسلام والأمن والأمان وأطعمتهم من خيرها وأغدقتهم بحبها وحنانها وأدفأتهم في حضنها وأعزتهم وأكرمتهم وحفظتهم في حدقات عينيها . عدنالمدينة الآمنة المسالمة تعرضت منذ إن جعلوها العاصمة (الأقتصاطية) عبثا و(ثغر اليمن الباكي)لكل أنواع وألوان الظلم والتشويه والتخريب والتهديم فلم يسلم البحر الذي خلقه الله جلا وعلا ليكون مبسميها والجبل ليكون نهديها والصحراء لتكون صدرا واسعا رحبا لها وخلق لها أهلها الطيبين ليكونوا أجمل صوره عاكسه لوداعتها وقلبها الكبير . عدن منذ زمن ليس بطويل تعيش أحداث تنفيذ مخطط تخريبي وتدميري خطير أشترك في أعداده من جهات سياسية رسمية بكل أسف وقبلية وتجارية ،مخطط تم تدشين مشروع تنفيذه منذ اليوم الأول لدخولها مشروع الوحدة في مايو/1990م وخلال الفترة الفاصلة بين ذلك التاريخ واليوم تمكنت تلك القوى الحاقدة على عدن من إنجاز نسبة كبيرة من مراحل مشروعها التدميري وإنجازاتهم تلك منظورة وملموسة ولاتخفى على عين فلاحيز هنا لذكرها بالتفصيل .
وحقيقة أعترف بأنهم نجحوا بشكل لايتصور في إلحاق الضرر بعدن وأهلها عبر ذلك المشروع التدميري لكل ماهو جميل ومشرق في عدن ثقافيا واقتصاديا وأجتماعياوأمنيا بلغ اليوم ذروته ،نعم وبعد الانتهاء من إنجاز مراحل السطو والنهب والإجهاز على الممتلكات العامة وردم البحر وأكل الجبال دخول اليوم مرحلته الجديدة وهي الأخطر التي تتمثل في اغتيال أمنها وسكينتها وطمأنينتها،فمسلسل الاغتيالات والتفجيرات والعمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة الذي بدأ عرضه على شاشة أكثر مدن العالم أمنا واستقرارا مؤخرا يمثل تلك المرحلة الذي حدثتكم عنها والتي تستهدف أمن وأمان عدن وتشويه تاريخها الطويل في الجانب الأمني بدافع الحقد الدفين الكامن في قلوب الحاقدين ويهدف بدوره لتصويرها للعالم كمنطقة غير آمنه ومأوى للإرهاب والموت وبالتالي هجرة الاستثمارات ومغادرة رؤوس الأموال إجباريا وما أدراك ماهجرة الاستثمارات ورؤوس الأموال ولمن تعود فوائد ذلك؟ عموما عدن اليوم تغتال بطريقة ذكية وبطيئة فحذار يا أبناء عدن الشجعان على وجه الخصوص وبأبناء الجنوب الأبطال عامة