قد يتبادر لذهن قارئ العنوان اعلاه بإنني من اشد المتمسكين والمعجبين بالوحدة اليمنية...! ولكي ابدد شكوك القارئ والمتابع لهذا المنشور والذي بدأته بعبارة (نعم لوحدة اليمن) اقول بإن الكلمات التي تضمنها العنوان اعلاه كانت للمندوب الدائم للامارات لدى الاممالمتحدة في جنيف السيد عبيد سالم الزعابي التي القاها مؤخراً امام الدورة(37) لمجلس حقوق الانسان في جنيف.. والذي اكد فيها على ان بلاده تدعم الحل السياسي للازمة اليمنية استناداً الى (الشرعية) الدستورية وضرورة الحفاظ على(وحدة اليمن) واحترام سيادته واستقلاله...! هذا ماقاله مندوب الامارات بصريح العبارة..! فالعالم مجمع على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن... مشكلتنا لاتكمن في تصريح المندوب الاماراتي مع تحفظنا على بعض مماصرح به...! المشكلة في مجلسنا الانتقالي وقادته الذين لايريدوا ان يقتنعوا بإن الشقيقة الصغرى تدعم الحل السياسي في اليمن مع تمسكها بوحدة الاراضي اليمنية..! مع تأكيدنا وقناعتنا بإن الاخوة قادة الانتقالي يعلمون مسبقاًبموقف الاشقاء الاماراتيين من وحدة اليمن وانها من الثوابت التي لايجب الاقتراب منها.. ومع هذا يحاول قادة الانتقالي التهرب من الاعتراف بموقف الامارات الواضح والمعلن (الداعم) لبقاء اليمن موحداً... لربما هناك مصالح شخصية لهؤلاء القادة يتحصلوا عليها نظير عدم الخوض في تصريحات الاخوة الاماراتيين المتكررة والتي يؤكدون فيها دوماً على وحدة اليمن...!! ومع هذا فإننا نلتمس العذر للاخوة قادة الانتقالي لعدم خوضهم في موقف ابوظبي الداعم للوحدة لكي لاتتأثر مصالحهم ... فالمصلحة فوق كل اعتبار...!! لكننا كشعب جنوبي لانعذرهم على سكوتهم للسماح لطارق عفاش بإعادة بناء الحرس الجمهوري من عدن فهو الاشد خطراً على وحدة الجنوبيين ....!! اما موقفنا من مايسمى بالحفاظ على وحدة اليمن فهذه الوحدة المزعومة لم تعد اساساً ملموسة على الواقع..! فالشمال تحكمه المليشيات الحوثية التي باتت قوة على الارض وامر واقع اعترف به العالم من خلال دخول المجتمع الدولي في مفاوضات مع تلك المليشيات عبر مندوب الاممالمتحدة في اليمن..!! وامام هذا الواقع المرير نتمنى ان تكون تصريحات وتأكيدات الاشقاء والاصدقاء تلامس الواقع المعاش والمطالبة بتحويل اليمن لاتحادي من اقليمين كما هو حاصل فعلياً ، وان يبتعد الجميع عن الشطحات القومية العروبية التي تنادي بوحدة العرب انطلاقاً من وحدة اليمن التي لم تعد موجودة إلا في ذاكرة الزمن...!! فشعاراتكم القومية لم تجلب لنا إلا الويل والثبور وعظائم الامور......! وفي المقابل نناشد قادة الانتقالي بالتعامل مع ماهو حاصل على الارض ولاداعي للقفز على الواقع ... فاليمن اصبح فعلياً اتحادي بإقليمين ..اقليم في الشمال وآخر في الجنوب..ولم يتبقى إلا التوصل لحل سياسي يفضي لوقف الحرب والدخول في تفاهمات...... وخذوا المناصب والمكاسب... لكن خلوا للشعب الوطن...!!!