جميل عبدالحكيم أحمد قاسم قد لا يختلف معي أحد عندما أقول : أن إسقاط النظام معناه رحيل جميع رموزه الفاسدة من أرض الوطن الحبيب , وذلك بحكم ما قاموا بعملة من سلب ونهب وقتل لحقوق وحريات وكرامة الإنسان اليمني البسيط .
أما أخلاقيتنا وهي أيضاً التي لا أظن أن أحد قد يختلف معي عندما أقول : هي وبكل بساطة تلك العلاقة الجميلة التي تربط الإنسان مع من حوله من الكائنات ( إنسان حيوان جماد ) أيا ً كانت تلك العلاقة .
فالرابط بين إسقاط النظام وأخلاقيتنا أن كما نشاهد مند بداية الثورة أن هناك أناس لا يفهمون أن إسقاط النظام بما معناه إسقاط هيبة الدولة على الممتلكات العامة و الخاصة ولكن هم يفهمونه سرقة كل ما تملكه الدولة مع العلم أن تلك الممتلكات هي لهم ولأجلهم صنعت .
فالحافظ على السكينة العامة للمجتمع الذي أراد التغيير يساعد على إنجاز تلك المهمة التغيرية التي طلبها الشعب عندما خرج إلى الشارع وهذه هي أخلاقيتنا الثورية . فقطع الطريق وإحراق الإطارات وحمل السلاح وعمليات السرقة التي انتشرت مصاحبة لعوامل الثورة هي لا تساعدها وإنما تسيء إليها ولا أقول أن من يقوم بتلك العمليات هم الثوار إطلاقاً وإنما هم - وللأسف- من يساعد بقايا النظام على أن يتغذاء على تلك الفوضى ويعتبرها عذرا ً شرعية لعملية القمع التي يقوم بها , صحيح أن هذا ليس مبرر لهم بما يقومون به وإنما يسيء إلى ما نقوم به من ثورة عظيمة تقوم بإعادة كتابة التاريخ لليمن الحبيب من جديد وهذا ما يريده الشعب اليمني العظيم وهو بناء يمن جديد خالي من الفوضى والتخريب وليس بالتحلل من الأخلاقيات بدعوى إسقاط النظام .
إن انتشار السلاح في الطرق والشوارع وترويع السكينة العامة هو متناقض تماماً مع المدنية التي يتطلع لها جميع أبناء الشعب اليمني , لأن السلاح لغة العسكر والخارجين عن الأخلاق العامة للمجتمع المدني – بوجهة نظري – وهو يروع كل الآمنين في المجتمع الذي لطالما تعود على السلم الاجتماعي مثل ما يحدث في الحبيبة عدن ليجب علينا أن نحافظ على مدينتنا برفض كل حامل للسلاح في شوارعها و تفعيل حملات توعية بعنوان ( معا ً لعدن بدون سلاح ) لأن ذلك يسئ إلى تاريخ عدن السلمية المدنية التي لم نعرف كأبنائها السلاح إلا كأداة لا يجوز لأحد اللعب به وكل من يحمل فيها السلاح كان يعتبر جريمة في حق حضارة ومدنية عدن , فالحفاظ عليها هي مسئولية كل أبنائها لأنه لن يقوم بذلك إلا نحن حتى نرد لعدن جزء بسيط من ذلك الجمال التي لطالما منحته لنا لأن ذلك من أخلاقيتنا التي ربتنا عليها عدن .
لذلك وفي الأخير يجب علينا أن لا تسقط أخلاقيتنا وأن نحافظ على كل ما حولنا من القيم التي غرسها فينا ديننا الحنيف وما تربينا عليه وأن نقيم دولة اليمن المدينة الجديدة في أنفسنا قبل أن نقيمها في أرضنا الحبيبة .