لا أعرف الشيخ أحمد بن فريد العولقي (الصريمة) إنما أسمع عنه الشيء الكثير، كواحد من خيرة أبناء الوطن، عاد إليه مغرداً قبيل سنوات وأطلق لشركاته واستثماراته العنان في قلبه، ليزداد جمالاً وكي تكتمل عناصر بنيته التحتية. (الصريمة) لم أعرف أنه يمتلك (ملكة الإبداع الصحفي) ألا من خلال بعض المقالات التي ظهرت عبر صحيفة "الأيام" الموقوفة قسراً من قبل نظام غير صالح، يبدع في كسر وقتل كل أمل وبزوغ جنوبي، كنت أعتقد أن انشغالاته وتجارته وسفرياته المتعددة لا تسمحان له بأخذ ردحاً من الراحة، لمداعبة القلم والولوج في بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة) وما اكتشفته من تلك المقالات القليلة انه يمتلك قلماً رشيقاً إلى جانب سلطة الجاه.
وجدت آنذاك أن قلمه يعتصر ألماً لحالنا في الوطن، وإن كانت (إيحائية) أو مجازية..ولكنها في الصميم، ويستطيع أي (عاقل) ترجمة حروفها وفهم معناها بكل وضوح! آخر ما كتبه (الصريمة) مقال: "....خاطري مكسور" ! رغم انه لم يتحدث عن نفسه صراحة ألا أن (الصج ينقال) خاطره مكسور فعلاً، وهو ما ظهر في ثنايا المقال المثقل بالوجع والألم؟!!.
السؤال لماذا خاطره مكسور؟ هل بسبب الروتين الممل، وحواجز الإحباط، واثباط العزيمة، التي واجهته، من قبل العقليات المتكومة بأكوام الطين، وعرقلت استثماراته، وأخر المطاف ذهابه إلى محكمة تجارية دولية في باريس، وكسب قضيته ضداً على الحكومة اليمنية التي دفعت له 27 مليون دولار..؟!!
أم أن خاطره مكسور، لأنه واحد ممن كسر خاطر الجنوب وشعبه، وساهم دون أن يعي في استباحة أراضيه، وساهم بتحقيق نصر على خصومه السابقين، كانتقام منهم، في حرب صيف94م، ولكنه _كغيره_ أحبطوه صناع النصر الاستباحي الجديد، واجبروه على الرحيل عن الوطن، وتركه لعصابات الإجرام والفيد والنهب؟!!.
الصريمة، وضعه أبناء الجنوب في خانة من باعوه بثمن بخس (للشماليين) ! وأكيد هو يشعر بذلك الذنب بعد فوات الأوان، ثمة قريبون من الرجل أعربوا انه نادم على مشاركته (التتار) في هجومهم على الجنوب، ويؤكدون انه لاعب رئيس في معادلة القضية الجنوبية، والبحث المضني لإيجاد حلول مرضية لكل الجنوبيين.
قال لي المناضل الوطني الجسور حسن باعوم، ونحن بمكتبه في شرج المكلا، وأمامه صورة الرئيس علي سالم البيض: "يا أبني.. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأخطاءنا، فما فعلناه بالجنوب شيء كبير، وهذا الوطن الغالي لا يستاهل تلك الأخطاء والتجاوزات، وطن عظيم، وشعب أعظم، لكن أسوأ ما عملناه في الجنوب إننا سلمناه إلى هؤلاء ال (......)!! في إشارة إلى دخولهم معترك الوحدة، التي تاه الجنوب في دهاليزها، وسلموا الجوهرة لمن لا يستحقها، وتعهد بالنضال حتى آخر رمق من حياته، لرسم البسمة على شفاه من أذاقوهم المر والعلقم!!.