كنا قد تناولنا في مقالات سابقة وأوضحنا بأن نظامي صنعاء السابق واللاحق مهما اختلفا فأن الجنوب وأرضه وثرواته هي الأرضية التي توحدهما وهي النقطة التي يلتقيا حولها والهدف الذي لا يذخران جهدا في سبيل الحفاظ عليه مهما بلغت التضحيات وذلك لما يمثله الجنوب من أهمية اقتصادية وسياسية وجغرافية في أجندات أنظمة الشمال أي كانت تلك الأنظمة وأي كان شخوصها .. وقد امتدت هذه القناعة لتشمل حتى القاعدة الشعبية في الشمال وبات الجميع هناك يعمل دون كلل لتثبيت هذه القناعة وجعلها موروث تتوارثه الأجيال بمختلف شرائحها الاجتماعية مثقفين وسياسيين وطلاب ومواطنون عاديين وغيرها .. وانطلاقا من هذه القاعدة وهذه الأهمية فستستمر الأنظمة في الشمال في ابتكار وتطوير الطرق والأسلحة التي تبقي الجنوب تحت قبضتها وتواجه محاولات أبناء الجنوب الرامية إلى التحرر والاستقلال واستعادة الحق .
وفي صورة من صور تلك الطرق والأسلحة المستخدمة لهذا المحتل الغاشم فقد انبرت بعض الأبواق التابعة له بتسريب بعض الإشاعات والمعلومات الغير صحيحة والتي تستهدف بعض الرموز الجنوبية وذلك خلال الأسابيع الماضية فقد سربت أبواق ذلك المحتل خبرا تناقلته بعض المواقع والصحف يتحدث عن استعداد الشخصية الوطنية الجنوبية (الشيخ احمد بن فريد الصريمه)للترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة المزمع الدعوة لها في شهر فبراير 2012م بموجب بنود (مبادرة الخليج) المتعلقة بحل أزمة الصراع السياسي في الشمال تلك الانتخابات التي يرفضها أبناء الجنوب ويعتبرونها شأنا خاصا بالأخوة في الجمهورية العربية اليمنية ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن تلك التسريبات أسرفت في تضليلها واستهدافها للشيخ الصريمة وذهبت إلى حد التأكيد على انه قد قام بتقديم أوراق ترشحه لمنصب الرئاسة وهو الأمر الذي نفاه الشيخ احمد الصريمه نفيا قاطعا في حين أن الشيخ الصريمة لا يحتاج لبيان نفي لمثل هذه الأقاويل والخزعبلات والإشاعات العدائية ضده فهو الشخصية الوطنية ذات المواقف الواضحة مع قضية شعبه ووطنه الجنوبي وهو صاحب الأيادي البيضاء مع أبناء جلدته من أبناء الجنوب وغيرهم والمسطرة مآثره منذ ما قبل الحرب الظالمة على الجنوب وأهله في عام 1994م التي اجتاحت بها قوات الشمال مطارح أبناء الجنوب وعاثت ومازالت تعيث فيها فسادا حتى اللحظة ..
أن الشيخ احمد بن فريد الصريمه لا يحتاج لنفي أقاويل أعداء الجنوب وهو من امتلأ خطابه بالانتماء وأعتاد دائما أن يعبر عن وقوفه إلى جانب القضية الجنوبية ونصرتها وحق أبناء الجنوب في استعادة وطنهم المسلوب والعيش بكرامة وحرية , فهو الشخصية الوطنية التي كان لها دورا بارزا في مواجهة الغزو الشمالي للجنوب إلى جانب أخوته من أبناء الجنوب وكانت لها مواقف شاهدة تجلت من خلال سعيه الدءوب للم الشمل الجنوبي لإدراكه بأن وحدة أبناء الجنوب هي مفتاح النصر في معركة استعادة الوطن فكان منبعا للكثير من المبادرات والدعوات في هذا الشأن ..
أنني لا استطيع أن اختزل تاريخ الرجل الحافل ومواقفه الوطنية الكبيرة من خلال هذه العجالة ولكنني أحاول فقط أن أنبه أبناء الجنوب قيادات وقواعد بأن الخصم قد تفرغ لكم وعليكم أن تتهيئوا للمرحلة القادمة بأن تغيروا وسائلكم وطرقكم في التعاطي مع وسائل وطرق هذا المحتل وأن تبدأو في تحسين طرق التعامل فيما بينكم وأن تستعيدوا الثقة بينكم بما يخدم قضيتكم الرئيسية ( تحرير الوطن) !!أن الوقت قد حان ليتعاط أبناء الجنوب قادة وقواعد مع قضاياهم باهتمام أكبر وبحس وطني أعلى وبإخلاص لا يعرف المهادنة , فالعدو وسع جبهة الصراع وما تشويه رموزنا وقياداتنا إلا نموذج واحد فهو في جانب آخر (وبلؤم شديد)يخيرنا إما أن نبقى تابعين له خاضعين لرغباته مستسلمين لظلمه أو أن ينتزع منا الجنوب مرة أخرى ولكن هذه المرة بواسطة نشر الفوضى وتسليم جنوبنا إلى عصاباته المسلحة المتسترة خلف تسميات عدة كالقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الدين الإسلامي غطاء وهو بعيدا عنها كل البعد وعن من تنفذ رغباته وخططه على أرضنا , أن الفوضى التي تعم الجنوب هذه الأيام ليست أمرا عارضا بل أنها تأتي في إطار خطة مدروسة ينفذها المحتل مستخدما فيها الضالين وضعفاء النفوس والجهلة من أبناء الجنوب فالحذر مطلوب واليقظة مطلوبة وتغيير وسائل النضال أيضا مطلوبة!!