صهيب علي احمد في ساحات المواجهة في المعلا سقط غسان عبدالقوي الميوني برصاص الغدر على أيدي قوات الأمن مصابا اصابة قاتلة في تاريخ 13 ابريل2011م وظل على سرير المستشفى حتى صعدت روحه الشريفة الى بارئها في 24 ابريل 2011م. الشهيد غسان عبدالقوي الميوني الذي تصارعت على نسبته اليها القوى السياسية من الحراك الجنوبي وحزب الاصلاح ووصل الأمر الى حد الصدام المباشر في جنازته في محاولة للتسلق على دمائه الطاهرة، هذا الشهيد لم يجد ما ان ووري جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة القطيع في كريتر من يقف الى جانب اسرته في القضية التي رفعوها كي لا تضيع دماء الشهيد هدرا، ولم يعد من يقف بجانب قضية الا من عاشوا الى جانبه ولم يطلبوا ثمنا أو يسعوا الى مكاسب سياسية، من بقي واقفا في قضية الشهيد غسان عبدالقوي التي رفعها أولياء الدم مباشرة بعد دفنه هم أبناء حارته وجيرانه الذين عرفوا غسان الانسان، غسان الذي لم يطلب ثمنا لمساعدة ولم ينتظر طلبا ليقف الى جانب من يحتاجه...
ان من المؤسف أنه ما ان صعدت روح الشهيد الى بارئها حتى بدأ مسلسل التخلي عن الشهيد من قبل من يدعون قيادة الحراك في عدن (الحبيبة) ويشغلون أنفسهم بتشكيل الهيئة وراء الهيئة لم يجدوا ردا على اتصالات وسام أخو الشهيد سوى التنصل ورمي الكرة في ملعب الآخرين وهذا ما كنت شاهدا عليه بنفسي عندما ناداني أخو الشهيد ليشهدني على ما وجده من أحد المناضلين والذين لم يقدموا للقضية الجنوبية ربع ما قدمه الشهيد الذي كان من السباقين في النضال من أجل استقلال الجنوب ولكن للأسف لم يكن من السباقين الى اعتلاء المنصات، ونفس الأمر أنطبق على الاصلاحيين الذين تنكروا لتاريخ الشهيد النضالي في الحراك السلمي الجنوبي وحصره في لجان تشكلت قبل شهر من استشهاده وانتهت بعد شهر من استشهاده ليصبح بقدرة قادر (بطل اللجان الشعبية).
المشكلة أن الكل من هؤلاء السياسيين أعتبر نفسه وصيا على دماء الشهداء وجعل دماء الشهداء سيفا مسلطا على كل من يختلف معه في الرأي بينما في ساعة الحقيقة لا نجد هؤلاء فهم مشغولون بالتنظير والتصريح واعتلاء المنصات، ولهؤلاء نقول كلمة أخيرة وهي أن أستحوا على انفسكم فالشهيد غسان لا يستحق هذا بعد تاريخه النضالي.
تسلق الكثير على حساب دماء الشهيد غسان للأسف الشديد وتباروا في ضمه اليهم بعد استشهاده ولكن هل وقف أحدهم الى جانب أسرته في قضيتهم؟؟؟ وهل هناك -من غير أبناء حارته وأصدقاؤه- من كلف نفسه عناء حضور جلسات قضيته؟؟؟ وما هو دور المنظمات الحقوقية غير الحكومية في هذا الموضوع؟؟؟ ولماذا لم يُسمح لأخو الشهيد بعرض قضيته أمام لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة عندما زارت عدن على الرغم من تواجده وبحوزته كافة أوراق وأدلة القضية من فيديوهات وصور؟؟؟
يحدثني أخو الشهيد والحرقة تملأ قلبه على ما سبق من تساؤلات وعلى من تخلى عن أخيه الشهيد ولم يكلف نفسه عناء اعطاء أهل الشهيد الطلب الوحيد الذي طلبوه وهو الفيديو الذي عرضته قناة عدن لايف للشهيد غسان والذي يطالبون به منذ يوم اقامة العزاء على روح الشهيد الى يومنا هذا، ويحدثني وسام عبد القوي -أخو الشهيد- عن الوعود التي أغدقها عليه من يعتبرهم حراكيين باعطائه هذا الفيديو ويتسائل بسخرية مريرة: هذه وعودهم الكاذبة قبل أن يصلوا الى الحكم، فما الذي سيحدث عندما يصلون؟؟. ويحدثني أيضا عن المغريات التي عرضها أزلام صنعاء من أجل التخلي عن حق الشهيد في القصاص من قاتله، وكيف رفضت أسرة الشهيد الملايين من أجل كرامة الشهيد وعزة الأسرة العدنية الجنوبية البسيطة التي فضلت العزة والكرامة مع الحياة البسيطة عن الذل والهوان مع سحت صنعاء.
الجدير بالذكر أن قضية الشهيد لا تزال معلقة في المحاكم بعد عجز المحكمة عن احضار الجناة وتوقيف البث والتحقيقات في كافة القضايا المتعلقة بجرائم القتل الا أن غسان لن يذهب دمه هدرا باذن الله طالما أبناء حارته موجودين ويتذكرونه في كل لحظة وحين وستبقى قضيته التي لن نسقطها طال الزمن أو قصر عارا في جبين من قتله و جبين من تخلى عنه.