أستاذ سلطان لماذا رحلت بصمت وإن كان الموت حقا علينا..رحلت في زمن نحن بحاجتك و نفتقد فيه هامات كبيره من أبناء مدينتنا الذين رحلوا في هذه الايام ..لا أدري عن أي صفاتك أعجب إلي أهو صمتك وهدوؤك .. أم زهدك وتواضعك .. أم شجاعتك وإقدامكم .. أم عبادتك وصلاحك .. أم تضحيتك واحتسابك ؟ بل ذلك كله صنع منك شخصيه مميزة محبوبة بين أهلك وناسك.. وجعلت منك رجلاً قد قضى نحبه أو كاد في رأي كثير ممن رآك حيث أتفقوا أنك قد نلت صفة الفقيد لوطننا العظيم وأرتفعت روحك الطاهره الى بارئها. □ لا زلت أتذكر يوم أتيتنا غاضباً أبان الحرب الأخيره وكنت تحمل هم شعب ترك لوحده في مدينه تناهشتها الأيادي الهدامه العابثه ولازالت تئن من الويلات وأنهالت عليها كل معاول الهدم وهي من اجمل مدن العالم وأصبح أهلها يعانون الأمرين دون علاج ولامأوى ولامأكل ومن غير راتب وغابت عن المدينه أبسط الخدمات وكانت المرحله تحتاج إلى ثبات وتضحية ووقف أبناء المحافظه صفا وأحدا لتأمين مدينتهم وبصمود اسطوري لم يسبق له مثيل كان ائتلاف عدن للأغاثه الشعبي مثلاً و رمزا لنضال شعب أصطف خلفه كل الشرفاء وكنتم على رأس الموجهين ومن يستطيع أن ينكر جهدكم ودوركم الريادي انت وأبو جهاد الأستاذ نايف البكري والاستاذ السفير محمد مارم والدكتور الخضر اللصور والاستاذ علي الحبشي والاستاذ عدنان الكاف والاستاذ جمال بلفقيه والاستاذ محمد عبدالواسع والاستاذ ناصر البابكري والباشمهندس أسامه باوزير والاستاذ صالح ذيبان والدكتور محمد محفوظ بايعشوت والدكتور مهيب عباد والاستاذ سالم عبدالكبير والاستاذ قائد راشد والأستاذ أحمد الوالي والدكتور عبدالناصر الوالي والشيخ عبدالحكيم الحسني والاستاذه ليلى الشبيبي والاستاذ مبارك الهمامي والاستاذ عبدالسلام حميد والاستاذ خالد الجعيملاني والاستاذ محمد أمزربه والاستاذه فالنتينا والدكتوره إشراق السباعي والاستاذه شاديه جلال وعدد من الشباب الذين اسميتهم الجنود المجهولين ومن يستطيع ان ينسى ابو عدن القائد اللواء جعفر محمد سعد والقائد سيف البقري وأبو الشهداء القائد علي ناصر هادي والقائد احمد سيف اليافعي والقائد هاني بن بريك والقائد هاشم السيد والقائد الشيخ الراوي والقائد مختار الرباش والقائد اديب العيسي والقائد احمد الادريسي والقائد انيس العولي والشيخ عبدالحكيم الحسني والقائد خالد باحاج وكثير من قادة المقاومة والقائمه تطول من الشرفاء الذين غادروا الساحة بصمت فور إنتهاء الحرب ويجب ان نذكر مجلس البريقه العسكري والاهلي ومجلس دار سعد الاهلي والعسكري الذين قاموا بدور كبير وجبار في المجالين العسكري والاهلي للحفاظ على تماسك المدينه . □ وأتذكر حين أتيت إلينا ذات يوم ونحن مجتمعين وقد كنت في حاله لايعلم بها إلا الله والقصف من جميع الأتجاهات كنت تقول لنا ما الحل أهلنا يواجهون الموت وبالفعل كانت مدينة دارسعد تنهال عليها القذائف من جميع الاتجاهات واسر بأكملها قد انتهت واخرى فرت من منازلها ورغم الصعوبات التي كنا نواجهها لعدم وجود أي إمكانيه غير الجهد الشخصي مننا ومن بعض الاخوه التجار الذين وفروا لنا بعض الدعم قلت في نفسي لا يصدر هذا الكلام إلا من رجل شجاع يضع نفسه موضع معانات الناس الذين أنهكتهم ضروف الحرب البائسه وأنه لا يمكن أن ينسحب من الساحه حينها لولا قلبك الكبير الذي لم يحتمل المأساة ومعانات المدينه وأهلها وحين أشتدت المعركه وحوصرت عدن أصبح أهلها في ثلاثه مديريات ونصف فقط من أصل ثمانيه مديريات كنت تقول عدن أصبحت لينيجراد العرب بعد الدمار التي أصابها وأسعفت إلى المستشفى وودعناك بعدها عن طريق ميناء الزيت نتيجه لسوء حالتك ولغياب الخدمات الطبيه اللائقه في عدن الى جانب طلب جاءك من الرياض ، وكانت الحياة صعبه جدا وبعد إنتهاء الحرب قمت بدور كبير في إرسال أول سفينة إغاثه من مركز الملك سلمان كدعم و تم العمل على توزيع محتوياتها بنظام، وقمت بعمل وجهد كبيرين تشكر عليهما وأنت احد الشرفاء الذين وقفوا إلى جانب أهلهم في أصعب الظروف حين تركت عدن وأهلها يصارعون ويلات الحرب . □ أستاذنا الحبيب لم يفقدك أهلك فقط بل فقدُك كل عزيز في هذه المدينه و كل من عرفك لقد فقدك أهلك في عدن وفقدك كل الشرفاء رحمة الله عليك وأتمنى من الله العلي القدير أن يرزقكم الجنه وإن لله وان اليه راجعون .