تعمدت الصمت ليلة الأمس ليس لهول المشهد أو لعدم القدرة على الطرح أو أن لساني قد ابتلعت لا والله لكن لأرى حديث الساعة وأراقب ردود الأفعال من قبل جميع الأطراف التي تنقسم مابين مؤيد ورافض ومستسلم .. وقد تعلمت من خلال خبرتي البسيطة والمتواضعة بأن لا أكون في مربع رد الفعل في السياسة خاصةً أحب قاعدة الفعل وجعل خصمي من يكون في زاوية الدفاع ورد الفعل..
بعد عمر طويل من النضال لشعب عظيم كان دائما عبارة عن رد فعل وظاهرة صوتية وضجيج لأحد يلتفت إليه رغم عدالة قضيتها جاء #الإنتقالي_الجنوبي.. لينقل هذا الشعب لمربع الفعل ولله ثم للتاريخ حقق الإنتقالي هذا الإنتصار حيث أعاد كل من لا يريد للجنوب الإستقلال من ظاهرة صوتية ورد فعل وتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع إلى قوة سياسية معترف بها داخلياً وخارجيا وهذا يحسب له ويعتبر نقلة نوعية للنضال شعب عانا الأمرين لكي يصل لهدفه المنشود..
لكن لله ثم للتاريخ أحداث ال28 /يناير غيرت توازن القوى السياسية جنوباً فقد أفرزت حراك ومقاومة مناهضة للإنتقالي الجنوبي وهم من رفاق النضال السلمي والسلاح ولا يستطيع إنكار ذلك غير جاحد وإقصائي لايرى إلا نفسه في الأرض وينتهج نهج الإخوان المسلمين والحركة الماسونية في أستاذية العالم التي تعتبر نفسها هي العادلة في الأرض وفقط ولا تقبل بأن يشاركه أحد سواء بالحكم والسلطة أو حتى على مستوى المعارضة ..
ولله ثم للتاريخ اخشى ان يقع الإنتقالي الجنوبي في هذا المستنقع ويعتبر نفسه بأنه الممثل الوحيد والشرعي للقضية ودونه عملاء الإحتلال وثورة مضادة وطابور خامس ومن هذه التهم التي عهدناها في ستينيات القرن الماضي والتي أدخلتنا في نفق مظلم نعاني منه حتى يومنا هذا..
ولله ثم للتاريخ سهرت ليلة الأمس متابع صفحات التواصل الإجتماعي فتأكدت بأننا أشاهد فريقي كلاسيكو العالم برشلونة وريال مدريد او كلاسيكو مصر الأهلي والزمالك من شدة التعصب والتطرف الذي يصل للحدة في الطرح ودون مراجعة الحسابات والأخطاء تعصب أعمى كنا نعيب على حزب الإصلاح ومرشدهم الذي "يقلبهم كيفما شاء" وها انا ارى الجنوبيون من جميع الأطراف يتراشقون سياسياً لمجرد التراشق وإثبات الوجود ولا مكان لصوت العقل والحكمة لذلك أحببت التعليق عن عودة الحكومة للعاصمة عدن..
لله ثم للتاريخ قد قدمت إعتذار سابق لأسر الشهداء ودماء أبنائهم الزكية الطاهرة على صفحتي للمراجعة فمن لا يعترف بالهزيمة أو الخطئ أو السقوط أو خسران الجولة الأولى أو الأخيره فهذا حالته مستعصية وقد أصيب بمرض النرجيسية وعدم الإعتراف هذه مشكلة عانا منها حزب الإصلاح بعد سقوط صنعاء بيد الحوثيون عندما أصر بأنه لم يسحق ويهزم بقعر داره ، لذلك أنظرو لحال الحزب الأن أصبح غير مقبول شمالا ولا جنوباً..
فالله ثم للتاريخ أدعوا الإنتقالي الجنوبي أن لايقع بهذا المرض الذي سيخسره الكثير سواء من حاضنته الشعبية أو انتصاراته السياسية بينما هناك فرصة كبيرة للعودة والرمنتادا الخرافية إن إعترف بالهزيمة وقام بإعادة الحسابات وعمل دراسة حقيقية لمكامن الضعف والقوة والعمل على التقارب الجنوبي فالإنتقالي أولى بالرئيس هادي وبن دغر من الأحزاب اليمنية الهرمة التي شاخت وأصبحت غير قادرة على الإنتاج والقدوم بالأفضل ..
لذلك لله ثم للتاريخ لو تمعن النظر جيداً الإنتقالي الجنوبي وغير خطته في اللعب سيرى بأنه يلعب بين أرضه وجمهوره وسيجد كل من في الملعب جنوبيون الهوى والهوية فالحارس جنوبي والدفاع جنوبي والوسط الإرتكاز وصانع اللعب جنوبي والمهاجم جنوبي والحكم جنوبي وحتى مساعد الحكم جنوبي فلماذا التعصب والتشنج والمباراة بمقدورنا الفوز بها وأخد كأس البطولة بأقل الخسائر فكما قال الشاعر محمود درويش ومن أحد روائعه .. ستنتهي الحربُ ويتصافح القادة وتبقئ تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب واولائك الأطفال ينتظرون والدهم البطل لا اعلم من باع الوطن ولكنني رأيت من دفع الثمن.
لله ثم للتاريخ إن أستخدم الجنوبيون خطاب التقارب وغير الخطة الجديدة #التعاون_لأجل_البقاء .. وعملوا كفريق واحد رئاسة وحكومة وسلطة محلية ومعارضة فكلهم جنوبيون وأصحاب الأرض والجمهور سيكسبون بتأكيد فالخصم ليس الرئيس هادي ولا الحكومة ولا الإنتقالي الخصم معروف ولو إختلفت مسمياتهم حوثي الكهوف أو أحمر التباب أو عفاشهم الجديد هؤلاء من لزاماً علينا الإنتباه لهم وتوجيه طاقاتنا نحوهم أما جنوبيون السلطة والمعارضة إن أرادوا النجاح عليهم بتقارب والتعاون لأجل البقاء والعمل لتحسين الخدمات والعيش الكريم لأبناء هذا الشعب العظيم والمشكلة تكمن في عدم الإعتراف ببعضهم البعض وقبولهم بالأخر فالإنتقالي لايرى غير نفسه في الساحة السياسية وكذلك الحكومة والرئاسة لكن المعادلة هي عكس ذلك..
فالله ثم للتاريخ إن كان الإنتقالي قوي عسكريا وأمنيا والحكومة سياسيا وإقتصاديا والرئيس هو الشرعي والقانوني وصانع القرار فهذا توازن ونقاط التقاء جميلة يجب اللعب على وترها كلا يكمل الأخر قوة عسكرية وسياسية وإقتصادية وشرعية وقانونية تخدم الوطن والمواطن وتعمل للبناء والتعمير لا للهدم والتدمير..
أعترفوا ببعضكم تقبل بعضكم فالتاريخ لن يرحمكم تنافسوا على السلطة فهذا مشروع لكن بعد مجيئ الدولة وأبعدوا عن المناكفات الأن فالصندوق سيفصل هذه المسألة دعوها للشعب فهو كفيل بإختيار من يراه مناسباً وقتها " وفي ذلك فل يتنافس المتنافسون"..
مازالت الفرصة سانحه وأمامنا الكثير من الفرص للتسجيل الأهداف والعودة بقوة وتحقيق أنتصارات والفوز بالبطولة واللقب والشعب حينها لله ثم للتاريخ سيصنع لكم تماثيل في مداخل العاصمة عدن وسيخلدكم مدى التاريخ.