تمر على الشعب في الجنوب اليمني الذكرى ال30 هذا العام ، واحواله ليست افضل من تلك في الاعوام السابقة لهذه الذكرى العزيزة على قلب كل جنوبي غيور على وطنه الرازح تحت نوع مشابه من (الاحتلال ) ولكنه من صنف (نادر) عالميا! الذكرى 44 لثورة 14 اكتوبر التي نحتفي بها اليوم ، تأتي واليمن عموما والجنوب على وجه الخصوص، في وضع لا يحسد عليه ..فلا استقرار ولا امن ولا رخاء ولا نماء ولا ازدهار..كل الامور وكل( المحسوسات) الموجودات لا تطمئن على مستقبل ازهر لا لليمن ولا للجنوب ، طالما وعقلية التملك والاستحواذ ، لا تزال هي السائدة عند كبار القوم في كلاالرقعتين الجغرافيتين..اليمن والجنوب العربي! فقبل ايام مضت كان لي الشرف ، بأن احضر فعالية سياسية جنوبية جنوبية تحت يافطة (تقرير المصير لشعب الجنوب) احتضنتها ارض الكنانة في الفترة 20-22 من شهر نوفمبر الجاري..وهي الدعوة التي اعتز بها كونها جاءت من الرمزين النضاليين الرئيس علي ناصر محمد واخيه المهندس حيدر ابوبكر العطاس اللذان كان لوجودهما ورعايتهما لهذه الفعالية الاثر البالغ في الحضور الكبير الذي حظي به المؤتمر الجنوبي!..ولكن يبدو ان العقلية (الاشتراكية) التي سادت فترات ما قبل الاعلان عن ميلاد يوم 22 مايو 90 هي التي سادت وطغت على هامش ذلكم المؤتمر الذي تعشمنا ان يبتعد عن (اسقاطات) الامس التعيس على واقع اليوم والعصر الراهن ، الزاخر بالمتغيرات والمستجدات الدولية والاقليمية! تصوروا ان مجموعة تنتمي الى محافظة جنوبية (معينة ) هي من سيطرت على اعمال اللجان المشكلة المنبثقة عن هذه الفعالية وهي المجموعة التي اشتهر( اصحابها) ب(التكويش) على كل جميل في حياتنا سابقا ما قبل الوحدة المؤودة عام 94م! فلا هنينا بمخرجات ترضي الشارع العام في الجنوب.. ولا هنينا بوضعنا الراهن ، ضمن (تركيبة) النظام الحالي الائل للسقوط دون شك! فكل الامور ضبابية ولا تشجع بخير مع اعتذاري الشديد للاخوين السيدين الفاضلين (ابو جمال) و (ابو معتز) ! الثلاثون من نوفمبر هذا العام طعمه علقم ومذاقه مر..ولم نعد نعي ولا ندرك ان موقعنا من (الدوشة) كلها! فلا حال طيب في اليمن ولا هو موجود ومحسوس في جنوبنا المجروح!! 30 نوفمبر هذا العام ..حزين ..حزين..حزين كحزن حاملي مشعل التحرير ! ستظل هذه الذكرى الرابعة والاربعون شوكةفي حناجرنا ودمعة في ماقينا طالما ولا زلنا نجتر واقع الامس الاليم في الجنوب كجنوبيين الافضل لنا والحل الانسب للجميع ان نصفق دائما لكل شعار قديم دوت به قاعة فندق (ميريديان) ذكرتنا بتلك الشعارات التي سئمنا منها في العهد الشمولي الاشتراكي البغيض عقلية مريضة لا تزال مسيطرة على واقع الجنوبيين باستثناء راعيي المؤتمر فقط! عقلية يجب ان تتحرر من عقدة الاسقاط المناطقي اولا! فلا نوفمبر ولا اكتوبر ولا حتى سبتمبر كان لنفحاتهم (الثورية) العطرة في رحاب القاهرة أي اثر ، ايام انعقاد المؤتمر الممتدة من 20 نوفمبر حتى ال22منه! لقد غابت الروح الثورية المفعمة بالامل نحو التغيير الامثل ..وذهبت معها كل مشاعر الاحساس بتحسن اوضاعنا على المستوى المنظور! لن ولن ولن يتحقق لنا ما نصبو اليه كجنوبيين من تحرر وانعتاق طالما والمخرج ات لاي عمل جنوبي لا تزال اقل من المستوى الذي يتطلع اليه شعبنا الابي الصابر المصابر في اليمن عموما والجدنوب على وجه الخصوص! نعلم اننا نمر بفترة عصيبة هذه الايام تشتم منها روائح المؤامرات القذرة على منجزات ساحات شباب الثورة بصنعاء وعدن والمكلا وتعز.. ونعلم ان شباب اليمن هم ضحايا عقليات (التكويش) وهم حطب وقودها المشتعل حتى اللحظة كما نعلم ان لا مخرج لاوضاعنا إلا بتصعيد النضال السلمي في كل من الجنوب والشمال اليمنيين حتى نسترجع ونعيد البسم التي سلبت من شفاه اطفالنا قبل عقالنا وكبرائنا! عودوا الى رشدكم وراجعوا حساباتكم قبل عقد أي مؤتمر جنوبي وليكن الانتقاء لعناصر التمثيل نقية وصافية من شوائب الامس القريب والبعيد لا لن نكون معكم في أي فعالية قادمة ما لم يكن لوجودنا اثر في التغيير نحو الافضل ..لا من اجل اسقاط واقع الامس على اليوم! هناك من يقول ان وراء التمويل الضخم لفعاليات مؤتمر القاهرة مجموعة تنتمي لبيت (الاحمر)! لا استطيع ان اصدق او اكذب ما يقال طالما لا امتلك الدليل المادي القاطع! بيت الاحمر فيهم من الرجال الصادقين الاوفياء كما فيهم من الرجال الاقل من ذلك وفاءً! كما هو بيت الحسني او السنحاني او الخولاني او العدني! فكل البيوت تحتوي على متناقضات ومتضادات مختلفة في سلوك ابنائها وقاطنيها الاصليين! لا يقع اللوم كله على بيت بعينه او جماعة من الجماعات هنا او هناك، بل اللوم-كل اللوم- يقع على من اعتقد اننا لا زلنا حريصين على المصالح الوطنية ..فكل اعمالنا تدل دلالة واضحة على اننا لا زلنا ننزع للخاص دون العام! فلا تقهروننا اكثر مما قد فعلتم بنا ، ولتراجعوا حساباتكم.. اكررها للمرة الالف! ثورتنا مستمرة ونضالنا السلمي سيستمر حتى نتحرر جميعا من امراضنا المكتسبة خلال فترات ما قبل الوحدة وبعدها والله الهادي الى واء السبي صنعاء في 30 نوفمبر 2011م