أربعة أعوام من لعنة الموت والتشرد والحصار، وصلت فيها الأحزان إلى كل دار، وليس أمام أكثرنا اليوم خيارات عدا تقليل الخسائر، وانتظار يوم إنهاء الحرب وإحلال السلام. أعرف جيداً سذاجة التفاؤل اليوم بعودة الحياة إلى بلد مكنوب أضحى بفعل غباء قياداتها ساحة لحرب منسية وتصفيات عابرة للحدود، ويبدو فيها إنسان اليمن وقودا للجحيم. بعيداً عن أسباب الحرب، واجب اليمنيين العمل على اجتراح الحلول الشجاعة وخلق التوافقات السياسية الهادفة للتخفيف من أثر المآسي الإنسانية وتهتيك الروابط المجتمعية. ذات يوم سيقرر الخارج إيقاف الحرب، ووقف تمويل أدواته في الداخل، ويومها سيجد اليمنيين أنفسهم لوحدهم أمام ركام وطنهم ومآسي شعبهم وجحيم الثأرات، ولن يكترث بهم أحد. سيذهب الحلفاء ويرحل المستغلين ويختفي بائعو الأوهام، ويومها سوف تدفعون ثمنا مضاعفا لتجاوز قضايا وخلافات يمكنكم تجاوزها بكل شجاعة دون الاستعانة بالخارج او انتظار ضوئه الأخضر. غدا لن يكون بوسعكم فعل شيئاً للخروج من وحل الحرب إذا استكملتم نسف أواصر الإخاء وتفكيك وشائج المجتمع بدوافع وأوهام التسلط على ركام البلاد المفتت وأوجاع الشعب المشرد. ثقوا بهذه الحقيقة، لن ينفعكم الخارج بعد انتهاء حربه الملعونة، فالمنظمات الدولية ستواصل المتاجرة بمآسي الناس، والدول ستتبنى سياسات أخرى لاستغلال ارضكم، وستبقى سيادة وطنكم الموحد أو المشطر مهدورة لهم. اعملوا شيئا لأجل وطنكم، توقفوا عن حربكم الدموية وصراعاتكم العدمية، فقد لا تجدون غدا وطنا تعيشون فيه أو تختلفون عليه، وربما تخسف بكم الأحداث إلى مزبلة التاريخ كمن سبقوكم