(1) العنف المسلح في مجتمعنا بوابة الحرب الأهلية، إنه الشر الذي ينبعث كثور من جحيم القتل والدمار، الحرب الأهلية انتحار.. هكذا تحدث التاريخ ومازال يتحدث، نجم المدينة يحترق، بندق القبلية عقيدة وغنيمة، دماء تسفك باسم الطهارة والنقاء، عقل الغنيمة يحفر قبرا للوطن، مخالب مسكونة بالدمار، ضاع الأمن والأمان في مسرح عبثي، العسكري عمود الشعب عندما يختنق الوطن بأبنائه، الحقارة تغزو المكان، قتله سم قادم، خلاصة الشر تحرق السلام، العسكري قانون حاضن سلاحه، نار تحمي بقايا اليمن، وحده لديه من الخوف ما يكفي في صراع وحوش الافتراس، العسكري قداسة وهيبة، لا يريد أن يقتل تمرد الانقلاب، ذراع الشعب أعياه الصبر، ترتعش يدا الوطني في مواجهة أخيه الذي يريد قتله، السلام المخادع في وجه العسكر انتحار، العسكري إنسان من شرف ودستور، قلوبهم بأس من ألم على ضياع وطن، صامدون في وجه البلاء، مظلومون في ظلمة لا نور فيها. (2) عقل الفتوى يخبط خبط عشواء، يغرز سكينا في الوريد في رقبة القانون، فتاوى من كل نوع تُبعث كالدود، وطن تتقاذفه أحلام مجنونة، مأساة يحبكها دواه من خبث، منتشون بذبح العسكر ونهب السلاح بدم بارد، بريئة ثورة لم تخلق بعد، صرخة بلا عنوان: اقتلوهم إخلاصا لله لينتصر أولياؤه، أولياء تائهون في عبادة عرش اليمن، أشباح يتلون كلام الانتحار، الشر يتولد من فتوى تبيح قتل إنسان، كل شيء مبرر في منطق الدين عندما تلوكه عقول من عقائد نسجتها صراعات السياسة، الله حب ورحمة وسلام، بريئة تلك القلوب المظلومة، أبادوا الفجر في بئر بلا ماء، رطانة نسمعها من طغاة، أحلام من سراب، جماهير محشورة في شعار، أوهام من كلام مبجل يملأ فراغ الأمل، لا مفر وقعت الواقعة، سيوف إبليس تبحث عن خراب. (3) يسعرون النار ببأس شديد، كلام ينسج الأمل في قعر الخطايا، تنبعث رائحة الحقد والكراهية في كل مكان. وطن يذبح بالدجل والخداع والتزوير، حفلات النخبة المهووسة بالشيطان تشرب نخب الدمار على أشلاء الفقراء والبسطاء. مناضلون هائمون في الطرقات، في فناء الغد تائهون، يبررون الكفر بالصراخ. دم الفرد أغلى من كل مال وسلطان، اشحن حنجرتك وبندقيتك النصر قادم، إنها الحرب تأكل أبناءها وتبتلع اليمن في أزيز رصاصة وغضبة شيخ لها رائحة العجرفة، إرادة شعب غائصة في ظلام، حزينة هي الحرية في بلاد تقدس زاملا وجرمل، في كل اتجاه ينبت زعماء كأنهم رؤوس جنّ مسكونة بالخراب، قتال في جوع فاسد لا يشبع، يمتصون دماءنا بلا حياء، إخوان ينتهكون عرض البلاد، أناشيد تتلى بلا رحمة، كلنا قابيل بصورة هابيل. (4) لا أملك بندقية وأكره رائحة الرصاص، وحيد أمشي في أرض القتال، أبحث عن مسيح في أرض الجنابي والبنادق بين رجال الغنيمة والفتوى، لا قداسة إلا للسلام، ملعونة تلك الرؤوس المخضبة بالدم والعار، خدعوا الله، الشعب يبحث عن وجود في كلامهم المزور، لم نؤمن، كلمة الله غالبة، والمجد إنسان قادم، السلم حلم اليمن الحزين ، كلنا نجري في كهف لا مخرج له، تاريخ يأكل نفسه في ملحمة السراب. (5) قالوا: إني أخبئ مسدسا خلف ملابسي، تعريت في وسط محتشم بالسلاح، قالوا ربما تحت جلده سم زعاف، بريئ كيوم خلقت، أريد أن أعيش، أن ابني وطنا من سلام، أن أعشق المستحيل بلا رقيب أو حسيب، أريد أن أغرق في زمني على أنغام سيمفونياتي المفضلة، كم هي أصوات القنابل مظلمة، صرخت بحب الحياة. قالوا: كلماته من خبث وعقله أصل الجحيم، لست خائفا من الموت المبكر، شقي وأحلامي ضائعة في وطن تائه، ربما قتلي وأنا أتلوا أناشيد حلمي ولادة ضمير حي طال انتظاره، ولادة روح اليماني الجديد. (6) ثورة الإنسان في أرض اليمن مقدسة بلا بندقية، وبالرصاص نخيط أكفان البراءة ونبني للأشرار قلاعا وتاريخا، بندقية الأقوياء لا تحمي مظلوما، كخنجر يفقأ عيون الأمل، نور ينطفئ في منطق مشوش، ثورة الأخ ضد أخيه حرية من نور المحبة والتسامح، نضال يبني وطنا بلا قساوسة أو حراس، عدالة في محراب الإخاء والوئام، كم هي الثورة بائسة بل دعارة مجانية ان عسكرها الطغاة وقادوها، مشنقة من وهم تزين بشاعة القبح، لا تيأسوا فالنور وإن توارى أو ضاع في زحمة الخداع، لا لن تخنقه الذئاب. (7) حدثني داعية للحرية في بلد عربي برسالة: "منذ الأزل والبشر يحلمون بمجتمع السلام والنعيم والعدل. ومنذ الأزل لم يتحقق هذا. ومنذ الأزل أكل الطامحون بهذا الحلم وشربوا.. هل من جديد؟" ماذا أقول له والطامحون في بلدي وحوش يأكلون بقايا الحياة في وطن مذبوح، يحدثونا بالحلم وهم قابضون على زناد الحرب، كل منهم له وجه حق، والباطل فيهم لحم ودم، واقع يتخبط في ضجيج مكابر، عمياء تخضب مجنونة، الكذب ينطق بالصدق والصدق كاذب، أين الحقيقة؟ إكراه المثقف عذاب في لعبة الصمت المريب، ألم السذاجة بعد قطع الوريد غباء كامل، تباشير الظلام قادمة، النور مخنوق في ذاته، من دمائنا سيبنون قهرنا القادم.