هاهو العام الذي عُرف بعام الثورات العربية,يشارف على نهايته بما حمله من مفاجآت وأخبار وأحداث وحوادث غيّر بعضها أوجه الخارطة السياسية,ليس في الوطن العربي فحسب,بل تعدا الأمر إلى خارج محيط جغرافيتنا التي ظلّت حبيسة أنظمة أُسرية دكتاتوريه,أخذت من الديمقراطية"العرجاء والمزورة والمزيفة"شعار لها لتمضي في طريق الهيمنة وفرض العقلية الشمولية بثقافاتها الواحدة. مع نهاية عام ثورات الربيع العربية وإشراق شمس عام يحمل الكثير من الأخبار السارة والسعيدة منها،أوعكسها يكون ثوار اليمن قد شارفوا في صبرهم وصمودهم وتحديهم على العام ليثبتوا للعالم أن الثورة الشبابية الشعبية اليمنية تمثل حدث بارز في تاريخ الثورات العربية،العالم كله يتحدث عن ثورة اليمن وفي الداخل اليمني لا يخلوا مقيل ولا منتدى ولا حتى مقهى إلا ويتبادل فيه الناس أحاديثهم عن الثورة والثوار.. عن الشهداء والجرحى والمختطفين..
عن صورة (عتاب) التي أبكت كل من شاهدها يتخيلون صورة أصغر شهيد في الثورة (أنس الفقى)..يتحدثون عن الحضور الجماهيري فيها ..يتحدثون عن نواة ثورات الربيع العربي(الحراك الجنوبي السلمي)نجاحاته وإخفاقاته وضرورة توحيد الصوت الجنوبي خاصّة في ظل المتغيرات الجارية والاستحقاقات المطلوبة. وبين الحين والأخر تظهر أصوات لتتحدث بمرارة عن الفئة الصامتة فبينما يراهم البعض أنهم في صفهِ يؤكد البعض الآخر العكس، كانوا قليلي العدد أو كُثر فهم فعلا من سيضع للثورة والحراك ختم النصر والنجاح، بشرط ألا يتبعون طرق الالتواء والتعقيد أو خطوات الشيطان لان الخالق سبحانه وتعالى قد حذرنا من ذلك في كتابه الكريم، فإتباع هكذا سبيل لن تؤدى إلا لتعقيد المسائل وتشتيت الجهود وبعثرة الأوراق وبالتالي ضياع أو تأخير علامات النجاح. إننا اليوم ونحن نشاهد ما يحصل من ثورات لاجتثاث رموز الفساد والترهل في المرافق والمؤسسات (عسكرية ومدنية),فأن الضرورة تستدعى ألا تجرّنا عواطفنا نحو الأفعال والأعمال الارتدادية لأنها وحدها من يسوق إلى الخطاء ويحرق سير الخط الذي انتهجه الثوار وسانده كل الذين ظلوا خلال الفترات الماضية ينتهجون الصمت، لذلك أقول جازما أن ما يحدث الآن هو كسر حاجز الصمت وهؤلاء هم الفئة الصامتة التي ظل يناجيها الكثير ممن تحملوا مختلف الصعاب في الميادين. لقد التحم الصامتون بإخوانهم ليبرهنوا بما لا يدع مجالا للشك أن صمتهم لم يكن ارتضاءً بالواقع لكن الفرصة قد دنت منهم فهاهم يلتقطونها ولسان حالهم يقول "لن تفلتي من بين أيدينا ولن تغربي عنا مادمنا قد انتظرناكِ طويلا, لحُلم وليد نراهُ يتحقق.