المدينة وعدن الغد الصحيفة عدن الغد التي نريد . الأولى نريدها مدينة للسلام مدينة للمحبة والتآخي . منارة للعلم وإشعاعا ثقافيا منيرا يرسل سنا أنواره لكل بقاع الأرض . مدينة للجميع بدون استثناء كما كانت في القرن الماضي . ولن تكون كذلك حتى ينزاح عنها الكابوس المرعب الذي جثم على صدرها سنينا عديدة وحتى تنقشع عن سمائها السحب السوداء المدلهمة بالظلم والظلمات والتي حجبت شمسها وأنوارها ولوثت هواءها وسممت مياهها وأدخلتها في سراديب الجهل والتخلف . الناتجة عن سياسات التهميش والإقصاء وصراعات رفاق القبيلة وأعداء المدنية والحياة. والناتجة أيضا عن سياسات الضم والإلحاق وعودة الفرع إلى الأصل وسياسات التمايز الطبقي ونظرة الاستعلاء والاستكبار التي تنظر بدونية نحو الطرف الآخر .
لن تكون كذلك حتى تقتص من كل الجناة الذين أوقفوا فيها عجلة النمو والتقدم وألحقوها بهوية غير هويتها وثقافة غير ثقافتها ثقافة لم يلبث أن لفظها من سوّقها وكان أول الكافرين بها .
ولن تكون كذلك حتى تقتص أيضا ممن فتح بابها وسلمها للغزاة الافاكين ليحطموا كبريائها ويدوسوا كرامتها ويعبثوا بها ويتقاسموها فيما بينهم غنيمة وفيدا .
ولا يعني القصاص إثارة الضغائن وبث الأحقاد وزرع الفتن . بقدر ماهو ممحاة ماسحة لتاريخ فترة زمنية سوداء في حقيقتها وحقبة مأساوية مؤلمة في واقعها . لا تعد سيئاتها ولا تحصى .
ويترك أمر كل ذلك لرب السماوات والأرض في يوم تطأطئ فيه رؤوس الجبابرة والطغاة والمستكبرين . يوم توضع فيه موازين القسط حيث العدالة السماوية ستقتص من الظالم للمظلوم . واضعين نصب أعيننا قول الحق سبحانه وتعالى ((ولاتحسبن الله غافلا عن ما يعمل الظالمون .إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء)) .
وعدن الغد الصحيفة . كما ظهر الموقع الالكتروني منذ انطلاقته برونقه المتميز وحياديته الجيدة ومتابعته الدؤبة لكل حدث واستيعابه لجميع الرؤى والأفكار . فاستحق التميز بكل ذلك . فهكذا نريد أن تكون الصحيفة بل وأجمل وأفضل .... وهذا (مجرد رأي )) سنلتقي من خلاله كل أسبوع بإذن الله. خاتمة: (للشاعر احمد القمع) نشتي عدن ترجع عدن والروح ترجع للأغاني لي بوادي حضرموت *عن صحيفة "عدن الغد" الورقية