تقترب ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية من ربيعها الثاني بصمود شعبي واثق وثبات ثوري اسطوري على اهداف الثورة بشقيها (المرحلية، الاستراتيجية) وبشكل موازي للتصعيد الثوري السلمي المتمثل بإستمرار الاعتصامات في ساحات الحرية وميادين التغيير وتسيير للمسيرات اليومية في كافة محافظات الجمهورية تأكيدا لتحقيق اهداف الثورة كاملة غير مجتزأة ،يستهل ثوار اليمن وتحديدا موظفي الدولة وطلاب الجامعات والمدارس العام الجديد بإحتجاجات نوعية بدأت في اجتثاث منظومة الفساد التي تنخر مؤسسات الدولة وتبتلع المال العام من عقود ،وبهذه الاحتجاجات العميقة في غايتها ودلالتها ،يحسب لثوار اليمن بمختلف فئاتهم العمرية قطع دابر الفساد بشكل عملي وبعيداً عن التنظير ... وبهذا الفعل الثوري المطلبي الخالص من تعقيدات الفعل السياسي المصاحب لجموح التصعيد الثوري السلمي ،يصل قطار ثورة التغيير بشكل او بآخر الى آخر معاقل نظام صالح المتداعي التي اعتقد المتمرد علي صالح و نظامه الديكتاتوري بقاء منظومته الفاسدة في مؤسسات الدولة بمنأى عن مرور قطار التغيير عليها ، او تأثرها بتغيرات "الانتقال السياسي الآمن للسلطة " كنتاج لدخول اليمن المرحلة الانتقالية بدون صالح ، كما تشدد المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على توصيفها بمفردة مستفزة وغير دقيقيه في توصيف غايته تحجيم انجازات اعظم ثورة شعبية في تأريخ اليمن ،ومنفردة بين مثيلاتها من ثورات الربيع العربي ... وتأكيداً لفاجعة المتمرد صالح من نتائج ثورة موظفي الدولة وبقية فئات المجتمع ضد الفاسدين في مؤسسات الدولة (عسكرية، مدنية) والتي اطاحت برموز نظامه من المقربين والمخلصين الذي كان يعتمد عليهم في احكام سيطرته على مفاصل الدولة وشنق طموحات شعب لأكثر من 33 عاما ،ترجع صالح عن نيته الرحيل الاجباري الى امريكا، وهدد في تصريحات مباشرة غير مباشرة بالتراجع عن التزاماته بالآلية التنفيذية لمبادرة الخليج في ابتزاز واضح للدول الغربية ودول الخليج من جهة وحكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوه من جهة أخرى ،ومن خلال اجتماعاته المكثفة في الايام الماضية ببقايا نظامه من قادة عسكريين ومدنيين وقيادات مؤتمرية مواليه لبقائه حاكم ظل للمؤتمر الشعبي العام في ظل المرحلة الانتقالية ،يجدد صالح ونظامه العائلي استمرار تشبثهم بالسلطة ،وهذا ما يستدعي من الاطراف الدولية والإقليمية اتخاذ مواقف حازمة ضد صالح وابنائه بما يخدم الآلية التنفيذية المزمنة في تحقيق بنودها دون نقصان .. وعلى الرغم من استمرار ثورة الشعب ضد المفسدين في مؤسسات الدولة واطاحتها بعدد من مسؤوليها بلمح البصر ،يحاول المتمرد على صالح لملمة بقايا نظامه بشتى الوسائل للإلتفاف على مطالب الموظفين في محاولة يائسة منه لإبقاء انياب ومخالب حكمة في مؤسسات الدولة ،بعدما محاولات الدفع بعشرات من البلاطجة لوأد الاحتجاجات المطلبية في كافة مؤسسات الدولة في عموم انحاء الجمهورية ،متوهما افلاته من فعل الثورة واستحقاقات المرحلة الانتقالية ،ويصل به الأمر الى تصعيد العسكري من خلال قواته (الأمنية والعسكرية )التي يسيطر عليها ابنائه في صنعاء وتعز ومداخل معظم المدن ،وهذا دليل على مدى ذعرهم من نجاح الثورة في اسقاطهم وقطع دابر اذنابهم في مفاصل الدولة دونما تأخير .. يبدو أن محاولات المتمرد علي صالح وابنائه رغم جديتها و مخاطرها تهدد مرحلة ما باتت تعرف ب( الشرعية الإنتقالية ) التي تقودها المعارضة "احزاب اللقاء المشترك" وبمشاركة المؤتمر الشعبي الحاكم سابقا من خلال حكومة توافق برئاسة باسندوه حتى ترشيح عبدربه هادي رئيسا توافقيا خلفا لصالح نهاية فبراير القادم ،تضع جميع اطراف المبادرة الخليجية وبالذات دول الخليج بقيادة السعودية والدول الغربية ممثلة بالولايات المتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوربي في امتحان حقيقي وقدرتهم على التأثير بما يحفظ سلامة الهدنة في البلد من قذائف مدافع وصواريخ وطيران المتمرد علي صالح ،في المقابل تزيد خيارات التصعيد الثوري السلمي للثورة السلمية ومكوناتها المطالبة برحيل صالح من السلطة ومحاكمته مع بقية رموز نظامه المشاركين في جرائم وحروب المنحلة "الشرعية الدستورية" ضد الشعب وثورته السلمية في حال عاد المتمرد صالح للممارسة حماقاته الدامية من خلال اشعال حرب جديدة من طرف واحد بدأها بخروقاته للهدنة بقصف الحصبة وقيادة الفرقة الأولى مدرع وجامعة صنعاء شمال العاصمة صنعاء .. وقبل هذا التصعيد العسكري ،تناقلت وسائل اعلام محلية ودولية تهديد النجل الأكبر للمتمرد علي صالح في كلمة لقوات الحرس الجهوري بقمع اي تمرد لضباط داخل الحرس الجمهوري الذي يقوده، ويقوم بحملة " لتطهيره من الضباط المؤيدين للثورة ،كما كشفت مصادر متطابقة عن اعتقال العشرات من الضباط الأحرار في صفوف الحرس التي يتخوف صالح ونجله من وصول مد ثورة الشعب ضد رموز الفساد الى ثكنات الحرس التي يعتبرونه حصنهم العتيد في مواجهة ثوره منصورة بأذن الله وارادة الشعب .. وبهذا يكون المتمرد علي صالح وابنائه وبقايا نظامه المنحل في مواجهة شعب خرج بثورتان ،اكبرها واعظمها ثورة سلمية متمسكة بمطالبها برحيل صالح ونظامه الإستبدادي ومحاكمته مع بقية رموز نظامه ،وثورة نوعية تستهل العام الجديد تحصد رؤوس كبار رجالات صالح في مؤسسات الدولة (مدنية ،عسكرية ) ،ومهما عاد المتمرد صالح لمراوغاته ومشاريعه الالتفافية على الثورتين التي تعبران عن ثورة واحدة لشعب وحدوي وموحد ضد صالح ونظامه المرعب ،يبدو أن صالح لم يستوعب الدرس بعد ،لكنه في نهاية الأمر سيرحل والى غير رجعة ...