م. رائدة سعيد رويشد (1) لم نكتفي من سرد قصص حضرموت وحال الواقع فيها لنخوض الى مخاوف نهشت ولا زالت توغر فينا النهش بعد أن مزقت وحدتنا والهوية أطماع مصالح الساسة المخربين ..ولعل لي الحق كما لغيري أن يظهر جانبه الآخر إن ضاقت به الحيل أمام اعتاب دمار يحيط بنا ونحن منشغلون عنه بالأمل والتمني وخوض حوار كان قد سلكه " الراقص مع ثعابينه من الأحزاب " قبل ووجدنا انفسنا والقيم تنهار إذا لم تفد صرخات الاستغاثة .. لن أسرد بخوض مجاز الكلام كي افيق ما تبقى من ركود ، لأنني أعلم جيدا كيف غذت أرواحنا خلال العشرين ونيف الت مضت ..وكيف أننا أخرسنا أفواهنا لا نبأه لحال ولا نخشى عليه من مستقبل أتنا بفوضى نتيجة للتغافل .. وإن كان هؤلاء من بائعي القيم من أبناءنا قد جثو على مصارع قومهم مهللين بلا حول ولا قوة سوى انها اطماع ولعبة ساسة هُمج الا أن هناك من الأرواح من لا زالت تلعنهم أينما حلو وأينما ارتحلوا لتبقى اللعنة هي اللعنة حتى يأتي ما وعد الله به فنصيب القصاص في الدنيا أهون لهم من أن يتحملوه مع أوزارهم في الآخرة . (2) ما بين أكثر من فك مسموم تتقلب حضرموت .. فكان حريا على اصحاب الغيرة من أبناءها أن يقفوا مرددين صوتها الذي تناقله من عاشوا وماتوا تحت هذا العهد البغيض "كفاية " "خلاص " "يكفي" وسموها ما شأتم بتعدد اللغات . غيبت الثروات وتفاقمت الويلات حتى جمال جبالنا تختفي ولا نرى منها الا بقايا حجر وطين .. الطفولة لم تجد لها مرتعا وملهى سوى بين أحضان الأم فيما أراضينا ملك لأناس لا نعلم عنهم ، أصبحت العشوائية حتى في أنفسنا .. الفسق ..الفجور ..والنوايا المبيته .. فمن أين لنا هذا ؟!!..وإن صارحنا أنفسنا بالواقع خشينا والتقفنا تحت عباءة الأجداد وكأن هذا الشبل من ذاك الأسد وشتان فأسدنا هذه المرة أخطا بزواجه من الضباع . (3) رائعة تلك الخطوة التي أعلنها المجلس الأهلي بأطيافه ،حينما أعلن عن وقفة احتجاجية كبرى شعارها " حضرموت تقول كفاية " المزعم قيامها بيوم الأربعاء 18 من يناير كصرخة اراها مرددة لمثيلاتها مالم تخرج حضرموت قاطبة برجالاتها ونساءها وشيوخها والأطفال معلنة في تحدي كبير يشهده العالم بأن يكفيكم ما أخذتموه من أنفس وأرض وأنسان .. هكذا انا ارى أن تكون وقفاتنا ولا تعتريني الأن هفوات الشباب والاستعجال بقدر ما يعتريني انني افتقدت الى إنسان حضرموت أكثر ..كلنا يعيش بنفس الواقع ولكم أن تتخيلوا ..حتى نحن ظلمنا هذه الأرض ولم نوفها حقها الا بشيء من الصمت والتذمر عند النساء بالبيوت فقط والذي خرج قد وافته منية المصلحون المفسدون . (4) احتجاجية حضرموت الكبرى هذه يجب الا تهدأ ولا تستلين أمام عثرات كلمات الساسة الذين لا يجدون حتى خطابا ولو كانوا من أبناءنا .. وحينما تغيب الكفاءات ويعتلينا الفساق فارتقبوا الساعة وإن الوعد لقريب ..ولأن الساعة لا ترحم الا من رحم ، كفانا ملامة لن تفضي بنا الا لواقع اليم وكلمة ( ما سيبي ولا حولي ولا كلمت حد ) .
شريان هذا الوقوف الرافض للظلم يجب أن يغذى بتماسك أصحاب الأرض ساحلاً وواديا ، وإبعاد أطياف الفسق والانشقاق والمكيدة فمتى ما كان لنا حق فوجب رده والحق لا يُهدى .وهنا يأتي دور المثقفين وأصحاب الفكر الرشيد بالقيام بدورهم لتوعية من لازال يصارع شهواته بشيء من الدنيا وعلى الأحزاب الآثمة هذه أن ترجع لصوابها فلقد أفقدوا قيمة أحزابهم الاحترام لسلوكيات أشخاصها .. ولأن الشباب هم عماد الأمم أينما وجدو عليهم الا يلينوا لمجريات عصرهم التي نكبت بهم وبأحلامهم وآن لهم أن يقيموا زمنهم هذا فإن لم يكن الآن فمتى ؟؟؟!! وكما ان الإعلام له من التأثير العميق فالرسالة الكبرى تحمل على أعتاقه وكم هو صعب أن تحمل رسلة حق في زمن لا يعرف الحق الا لشياطينه .. (5) لن أمتطي صهوة الكلمات أكثر لكن الحق وجب ان يقال .. حضرموت لا تقول كفاية لمن استغل ارضها وثروتها وعجز إنسانها ، صرخة ال " الكفاية " هذه تعم حتى الأبناء الصارخين "كفاية ".. *كاتبة من حضرموت