تحل علينا ذكرى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس واعلن عنه بعد اقالة رئيس الجمهورية محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي الذي نصب نفسة قائدا للثورة الجنوبية واعلن عن تمرده ضد قرارات رئيس الجمهورية رافضا تسليم مبنى السلطة المحلية حتى اليوم ومسيطرا على منزل محافظ عدن بجولدمور الذي اصبح مقرا للمجلس الانتقالي . مرت سنة وقادة المجلس في رحلات مكوكية بين ابو ظبي وعدن لم يحقق المجلس الانتقالي حتى اليوم حلم من احلام الجنوبيون عام مضى ولازالت عدن تعاني من غياب الخدمات الاساسية فلا كهرباء ولا مشتقات نفطية ولا امن في محافظة عدن التي عرفت بمدينة الأمن والسلام . عام مضى والمجلس وقادته فقط يعيشون عالمهم الخاص بعيدين عن معاناة شعبهم الذي قالوا انه فوضهم في قيادة شعب الجنوب الابي .تتعالى اصوات رفض شعب الجنوب لمشروعهم وقرارهم الارتجالي وانفرادهم في قرار تمثيل الجنوب دون بقية المكونات الجنوبية التي ترفض ما اقدمو عليه ويدعونهم الى الحوار لكن ما يعرف بالقائد لا يلتفت الى اصوات الرفض ومكينته الاعلامية تصف من يقول كلمة حق بالخائن والعميل.
قيادات المقاومة الجنوبية التي ضحت من اجل تحرير ارض الجنوب من الاحتلال الحوثي -عفاشي ،لاقت الجحود والنكران من قبل قادة المجلس الانتقالي الذين قالو ان قوات الحزام الامني والنخبتين الحضرمية والشبوانية المدعومة اماراتيا هي نواة الجيش الجنوبي القادم متناسين أن مئات الالاف من قوات المقاومة الجنوبية "جنوبيون" ولهم الحق في أن يكونوا نواة الجيش الجنوبي القادم.
يتفق الجميع بما فيهم اعضاء المجلس الانتقالي أن العام الاول مر دون تحقيق اي شي غير الرحلات الجوية من عدن الى ابو ظبي. والعكس ، اعلنت اسماء قيادات المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية الثمان وينظر قياداتها فقط الى المال ولاشي غيره .ناسيين انهم يبحثون عن وطن اسمة 'الجنوب' .
في يناير الماضي اعلن المجلس الانتقالي عن تصعيد وعصيان مسلح خلف ذلك القرار الارعن مقتل اكثر من خمسين جنوبي من قوات الحزام الامني وقوات الحماية الرئاسية التي انسحبت من المعسكرات والمقرات التي تسيطر عليها لتتعرض للنهب والعبث بها .
كانت الحكومة اليمنية ورئيسها ووزراء حكومته في المعاشيق يسمعون اصوات الرصاص ودوي المدافع والقوات السعودية تقف الى جانبهم وتقول لن يتقدموا شبر واحد الى القصر وسنقصف من يتقدم منهم.
خسر الطرفين خيرة شباب الجنوب الابطال في اشتباكات استمرت يومين ونصف .نهبت المعسكرات والمقرات وافرغت مخازنها ومكاتبها من قبل جنود ينتمون للمجلس الانتقالي .
غادرت الحكومة الى الرياض وقيادة المجلس الانتقالي الى ابو ظبي وبعد مشاورات عادت الحكومة اليمنية الى عدن فيما قادة للمجلس الانتقالي في ابو ظبي .ولا تستقر سوى ايام قلائل لتعود الى مكانها
لابد للمجلس الانتقالي وقادته في اصلاح مسار ما خططوا له أن كان هم المخططون وان يصلحوا ما يريدونه أن يكون صالحا ويصب في مصلحة شعب الجنوب. والا ينجروا وراء الوصاية الخارجية التي لا تريد الى مصالحها الشخصية ولا يهمهم ما نبحث عنه وما ضحى في سبيله الالاف من الشهداء .