حين خرج الشعب لإسقاط النظام لم يكن يدرك ان النظام هو "الحكم والمعارضة " وتحصين صالح هو تحصين لحزب الإصلاح الذي شارك علي صالح الحكم وحرب 94م ولأن علي صالح هو مرشح حزب الإصلاح في انتخابات رئاسة عام 1999م وهو مرشح زعيم حزب الإصلاح عبد الله الأحمر في انتخابات رئاسة عام 2006 . بالتأكيد ما حدث من " تحصين " القتلة والمجرمين في نظام صالح هي اهانة لليمن واليمنيين وللتاريخ والدستور اليمنيين وكذا للقوانين المحلية والدولية وقبلها للشرائع السماوية جميعها . من يُحصن مجرما فهو مجرماً حتماً ، ربما شاركه القتل او النهب او سوء استغلال النفوذ والمال العام اليمني ، وهكذا ذهب الجميع لتحصين النظام الذي يعتبر غصباً عنا هو نظام الحاكم والمعارضة . من يُحصن قاتلاً فهو يقف مرة أخرى ليصنع الحزن المضاعف في قلوب امهات الشهداء واخواتهن ، هكذا يبدو حزب الإصلاح شريك صالح في الحكم لفترة من الزمن وشريكه في النكبات والحروب اهمها حرب 94 الغاشمة على اهلنا واخواننا في جنوب الوطن ، أعتقد حزب الاصلاح انه حين يعطي حصانة لعلي صالح فهو يحصن نفسه ايضا كونه شريكا في اغلب الفساد واكثر عمليات الفساد السياسي والأمني في البلد ، الأمر يرتبط ايضا على بقية الاحزاب التي لا ينكر احد مدى تبعيتها لحزب الاصلاح. ين علي صالح وحزب الاصلاح علاقة متينة ووطيدة استمرت لاكثر من نصف فترة حكم علي صالح ال 33 سنة ، فهو من اشار لعبد الله بن حسين الأحمر بتأسيس هذا الحزب وكذا يعتبر صالح أحد المؤسسين له حين اراد من خلاله ضرب طرف الوحدة القادم من الجنوب ورفض قرارات يتم التوافق عليها لافشال اي نجاح او سيطرة للحزب الاشتراكي الموقع على اتفاقية الوحدة اليمنية انذاك . حزب الاصلاح نفسه هو شريك صالح في الحكم بعد الانقلاب على الوحدة اليمنية وهو ايضا من شارك مع علي صالح في حرب سوداء على الارض اليمنية في جنوبها ، حين حشد حزب الاصلاح كل قواته الدينية والعسكرية والبشرية بحجة ان في الجنوب " كفاراً ومشركين" "ماركسيين وشيوعيين " يجب القضاء عليهم فهم الخطر الأكبر ، تمرغ هذا الحزب في حكم صالح فكيف لا تريدونه ان يمنح صالح ونظامه حصانة تجنبهم جميعا شر التشرد والمطاردات ، هل نسيتم ايضا ان علي عبد الله صالح الطاغية الديكتاتور الفاسد والقاتل والذي لا يستحق ان ينال اي حصانة -حسب شعارات الثوار ومنهم ثوار حزب الاصلاح - هو نفسه مرشح حزب التجم اليمني للاصلاح في انتخابات 1999 الرئاسية ، نعم صالح هو مرشح حزب الاصلاح في اول انتخابات رئاسية وفي ثاني انتخابات رئاسية ايضا عام 2006م كان عبدالله بن حسين الأحمر يقول وبالفم العريض " انا مرشحي هو علي عبدالله صالح " طبعا الشيخ عبدالله هو زعيم حزب الاصلاح ومؤسسه " أمر يبدو محيراً اذن ، خطباء الساحات والمنابر الثورية اقسموا اليمين ان صالح سيحاكم وانه لن ينال اي حصانة ، هم بهذا يكذبون علينا ، يضحكون بأفواههم " المشقوقة " خداعاً وكذباً ، حديث الدكتور ياسين سعيد نعمان في ان النظر للحصانة يجب ان يكون من باب المبادرة الخليجية كتسوية متكاملة هو كذبا ايضا ، سقطت سورة " يس " النقية والجميلة في درك أسود من عباءة دينية احتوتها في عملية سياسية غبية .. كم انا حزين لهذا السقوط يا دكتور ..! .. الحصانة هي الشيء الاسود والقبيح في هذه المبادرة التي تتحدث عنها . الحصانة هي عمل اخلاقي مشين يجب ان يحاكم من حصل عليه ومن اعطاه ايضا ، كون المعطي يعطي شيئا ليس له ويدعي انه ينتمي للثورة، وان كان عمله سياسياً فشهداء ثورة 2011 لم يسقطوا في عملية سياسية لا اخلاقية وانما في ساحات ثورية نقية الا اذا كان شهداء الأحزاب وحدهم من كانوا في شرك عملية سياسية خدعتهم من خلالها احزابهم انهم في نضال ثوري بحت .. والا كيف يصمت شباب الأحزب ولا نجد الغضب ضد الحصانة الا من شباب المستقلين او اليسار او الحوثيين ..
شيء معيب ومخزي ما حدث في 21 يناير 2012 بعد عام من اروع ثورة عرفتها الارض اليمنية تثبت الأحزاب السياسية اليمنية انها كانت راكبة على ظهرها حتى اوصلتها الى هذا اليوم الذي صوبت فيه سهامها ضد كل العدالة الآلاهية ووقفت بقانون الحصانة حائلاً بين هذه العدالة والمجرمين معمدة بدموع السيد باسندوة . مع احترامي لهذا الرجل الا ان دماء الشهداء اجل اهتماما وتقديراً من دموعه ..