نرسم لأبنائنا مستقبل مجهول محفوف بالمخاطر والجهل ونشارك في وضع آخر اللمسات في القضاء على ما تبقي للأجيال من أحلام وتطلعات في وطن منشود خالي من كل الشوائب والمنغصات . كارثة نشارك في تنفيذها وإخراجها ونعمل على كتابة ورسم فصولها ابتدأ من الأسرة وصولاً إلى وزارة التربية والتعليم .
الامتحانات العامة لشهادتين ( الأساسية والثانوية) أقل ما يقال عليها بأنها قمة المهزلة وأضحوكة وتجهيل وتبلد جيل بأكمله أمام أنظار الكل ودون أي خجل ندمر جيلا ونحطم وطنا.
ما يحدث اليوم من مهزلة في الامتحانات العامة للصف التاسع من التعليم الأساسي والثانوية العامة ( الأدبي_ العلمي ) من حالات " غش أصبح وللأسف الشديد شيء روتينية يزداد سنة بعد آخر بكل وقاحة واستهتار.
تعيش مدارس وثانويات محافظة " عدن " سنويا صيفا ساخنا من الغش في امتحانات المرحلتين الأساسية والثانوية حيث أصبحت عادة لا يمكن الإقلاع عنها او محاربة ومحاسبته مرتكبيها والبحث عن العلاج الشافي لها.
حيث أضحى الغش في امتحانات شهادة الصف التاسع والثانوية العامة حق من حقوق الطلاب فرضه عملية تعليم " هشه " وتحصيل علمي "صفر" وانهيار أخلاقي في المؤسسة التعليمية قبل ان يكون " تعليمي ".
حالة من الانهيار الكلي تصيب العملية التعليمية وانعدام أخلاقي يعصف بمركز الامتحانات في الشهادتين ( الأساسية - الثانوية) وتحولت مركز الامتحانات إلى مهزلة وقمة الانحطاط " التعليمي " وما تلك المراكز إلا تجميع وإحصاء عدد الحضور والغياب وخاوية وخالية من كل مقومات وأسس ونظم وقواعد اللوائح " الامتحانية".
حيث يحضر الطلاب منذ الصباح الباكر لأخذ وتعبيه الورقة الامتحانية وبعد ذلك تختلف الطريقة للإجابة فهناك من تأتي "الإجابة " جاهزة له, وهناك من ينتظر " المعلم " المتعقد معه في حل الإجابات, والبعض يتعدى كل أسوار وحدود المركز الامتحاني وإخراج " ورقة " الأسئلة إلى المنزل او التسكع بها بين الطرقات والبحث عن إجابة هنا وهناك , وأفضل حالات الغش في تلك المهزلة الامتحانية ان تخرج كل ما بحوزتك من " براشيم " وكتاب المواد ووضعها على الطاولة وبمساعدة " مراقب " القاعة الامتحانية.
أشياء تشعل الرأس شيباً وتصيب الذهول من ضياع جيل كامل أمام أعين الجميع ويزداد انتشار ذلك سنة بعد سنة.
أقسم أن كل ذلك يدعوا إلى الشفقة والرحمة على تلك الأجيال التي تنهار تعليمي وأخلاقيا ونحن نشارك في ذلك من الأسرة الى وزارة التربية والتعليم.
ولم يعد من خيار أمامنا إلا توجيه رسالة إلى عاجلة إلى وزير التربية والتعليم ومدراء مكاتب التربية والتعليم في محافظة " عدن " أوقفوا تلك المهازل أنها كارثة تحل وتعصف بالجيل, استيقظوا من سباتكم وتحملوا المسؤولية الأخلاقية والمهنية وأنقذوا تلك الأجيال من انهيار حتمي وشيك في قادم الأيام .
وإلا اختصروا الصرفيات والنثريات من مخصصات مالية ومراكز امتحانية ومواصلات وطبع أسئلة امتحانات وخلاف ذلك من أموال تهدر في غير محلها ولا تعود بالنفع على الوزارة, وتثقل كاهل الميزانية وتجلب نتائج الخزي والانحطاط والسقوط والانهيار التعليمي.
اختصروا كل ذلك الجهد والتعب والوقت والمال وإصدار قرار وزاري جمهوري بإيصال شهادات المرحلتين الأساسية والثانوية إلى منازل الطلاب مع الإعفاء من أجور التوصيل ذلك أرحم وأهون من المهازل والحماقات والانحطاط والانهيار والسقوط التعليمي والأخلاقي الحاصل في عمليات الامتحانات للشهادتين الأساسية والثانوية كل عام دون خجل.
استيقظوا " الغش " لا يصنع إلا أجيال منهارة, جاهلة, يدمر يحطم ويحول الوطن أشلاء متناثرة يصعب تجميعها في قادم السنين.