أظهرت امتحانات المرحلتين الأساسية والثانوية حالة التدهور والانفلات في مسار العملية التعليمية في اليمن من خلال القطيعة التي أعلنها الطلاب وأولياء أمورهم من جهة واللجان المراقبة والوزارة من جهة أخرى مع التفوق بالمجهود الذي يحترم العلم . وزارة التربية والتعليم تحولت الى جهاز إحصاء يتابع حالات الغش والانفلات ألامتحاني والأخلاقي الذي يسود الامتحانات التي تحولت الى محطة عبور الى الجامعة او الى المرحلة الثانوية دون الخجل من تشوهات الوسيلة وطريقة الغش . ففي التقارير التي تعلنها وزارة التربية والتعليم والصحافة هناك ممارسات مخجلة اصبح مجرد التفكير بسلكها إعلان نعي بالنسبة لما تبقى من روح في العملية التعليمية في اليمن. مشايخ وشخصيات اجتماعية وقادة عسكريين ورجالات دولة يذهبون مع أولادهم الى مراكز الامتحانات ليسهلوا دخول اجوبة اسئلة الامتحانات الى قاعات الامتحان دون خوف من رادع او خجل من وازع. ماذا تنتظر اليمن من جيل تجاوز المرحلة الثانوية بطرق غش ملتوية استخدم فيها النفوذ او المال او الحيلة وما الذي تبقى من قداسة التعليم بعد ان انتهكته البيادات وتهديدات النافذين وارباب المال والجاه. بينت السنوات الاخيرة حالة من التردي في قيم مجتمعية كانت الى القريب تعتبر التعليم واجب ديني مقدس يجب ان يصان . هذا التردي وصل الى حد ان يصبح الغش في الامتحانات سلوك اجتماعي شأنه كتناول القات ولم يعد الطالب الذي يغش في الامتحانات منبوذ بين زملاءه وفي مجتمعه. أجهزة الأمن والمجالس المحلية واللجان الامتحانية ( ليس جميعهم ) اتخذت من الامتحانات موسم لجني الأرباح المادية من خلال صفقات تعقد في وضح النهار لتمرير الغش الى قاعات الامتحانات التي يتواجد بها الجيل المعول عليه المشاركة في بناء وطن ايل للسقوط. ورغم تسابق المسئولين في وزارة التربية والتعليم على التصريحات الصحفية للبوح بالنجاحات المحققة في كشف أعداد حالات الغش تناقضت الأرقام المسرودة من مسئول إلى أخر مما اظهر الجميع وكأنهم يعملون في غابة وليس في إدارة اهم عملية طوال العام. أخر تقرير صادر عن وزارة التربية والتعليم حول سير العملية الامتحانية لطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية كشف عن 573 حالة من الخروقات والمخالفات المصاحبة للامتحانات منذ بدايتها في مطلع الأسبوع السابق . المخالفات منها حالات اطلاق نار و حالة اعتداء واقتحام مراكز امتحانية وتجمهر حول المراكز و انتحال شخصية و تمزيق دفاتر و غيرها من اعمال الفوضى . محافظة تعز تصدرت الاولى في عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم الاساسي والثانوي تصدرت باقي المحافظات من حيث اجمالي المخالفات حيث وصل عدد المخالفات في مراكزها الامتحانية الى 84 مخالفة عزاها مسئول بوزارة التربية الى متابعة المخالفات خلافا لمحافظات حالها اكثر سوءاً من تعز لكن دون رقيب. محافظات الجوف والمهرة وحجة ثم عمران جاء ترتيب المخالفات في مراكز الامتحانات بعد تعز بينما جاءت محافظة اب اقل مخالفة بحسب التقرير. حالات الغش في الامتحانات تضع وزارة التربية والمجتمع والدولة بكل مكوناتها امام منعطف خطير قد يسوق ما تبقى من روح التعليم الى المقبرة مالم تقف الجهات المختصة مع كل من له صلة بالتعليم وقفة جادة لاعادة الاعتبار لمخرجات مراكز الامتحانات والشروع في بناء جيل يقدس العلم ولا يتعامل معه كجهاز حكومي لدغته افعى الفساد .