"عدن" مدينة الحب والسلام والخرافة والدهشة والطهر والقداسة هاهي تتشظى وتختنق بنيران الحقد والكره وديكتاتورية الرأي والتعصب.خلال الأيام الماضية كبرت"حيرتي" معي وأنا أرقب بتمعن كل ما يحدث لها. وكأن لا يكفي تلك الحروب البشعة التي تدار من خلف متارس( الكي بورد) و(الفيس بوك) لتنتقل رحى الحرب للميدان ويصبح لأنصار(الحراك الجنوبي والإصلاح) سجال يبشر بتشظي أكبر "لعدن" الذي احتضنت الجميع...وكثيرون لا يستحقون حضنها الدافئ لا بل قد لوثوا طهارة ذلك الحضن بنجاسة أفكارهم,أيها(الأنصار) لا تجتمع الأفكار النبيلة والقضايا العادلة في العقول الصغيرة والنفوس الدنيئة,بين الشباب المخلص تكتظ القيادات المندسة..
ومن يستخدم العنف لإعلاء صوته سرعان ما ستتقطع حباله الصوتية عند هبوب أول ريح تعصف بالوطن..الطرف الذي يعتقد نفسه الحق فالأجدر به أن يصحح مكامن الباطل..عند الآخر..ولو أمعن الآخر في باطله فلا ألوم سوى الأول وإسرافه في التباهي بقدسيته. ومن يظن نفسه مقدسا ومنزها عن الخطأ(فكرا وقولا وفعلا) فأستغرب مكوثه بين جنباتنا وأستغرب أن(تسكن الملائكة الأرض) وقد اعتقدت دهراً أن الملائكة تسكن السماء. العنف لن يولد إلا عنفا أشد وبين نيران العنف تسقط القضايا العادلة ويسمو حب الذات وإثباتها على حساب الانتصار لقضية الثورة. أؤمن بالجنوب وقضيته العادلة وبأن هبة الحراك الشعبية الصافية الحقيقية الصادقة الهادرة القوية عليها أن تنتعش من جديد وتستمر ولا تتوقف أبدا..رغم أنها يجدر بها التوقف"للفحص والتمحيص والتأهيل " وعلى الحراك أن ينتصر على نفسه أولا لينتصر لقضية الجنوب السامية, فباب التوبة مفتاحه بيد الله وحده وباب الثورات يفتح على مصراعيه حين تتلاحم صيحات المظلومين ,ذات الباب سرعان ما يتحطم أمام رياح المكر والخديعة أمام السيل العرم والتي يختلط فيه حملة"القضية" وحملة"المال".."عباد الله" و"عباد المصلحة","الإخوان بتوع ربنا"و"الإخوان بتوع إبليس" ربما سأسند ظهر إيماني ليتكأ على هذا الشعب الذي ظلم بما فيه الكفاية بتحجيمه وإقصائه وتهميشه لسنوات عجاف وهاهو يظلم من جديد بالتآمر على قضيته(قضية الحق والتي يجب ألا يراد بها باطل) فأرجوكم بعيداً عن التعصب تلاحموا ومن أجل(عدن)رصوا الصفوف الى أن تنتصر قضية"الإنسان" فينا...ذلك الإنسان الذي عليه أن يحترم أخيه الإنسان مهما أختلف معه.
ذلك الإنسان والذي تتجلى معالم إنسانيته حين يحترم القضية التي يدافع عنها ويسمو ليلامس تخومها. ذات الإنسان عليه أن يتحمل عقبات دفاعه عن قضيته بكل شجاعة وعليه إلا ينجر لمربع العنف والتأمر والفتنة والذي في محيطه سرعان ما تسقط قيمة القضية وتصاب في مقتل. عدن والتي في عشقها تصغر الكلمات وتتلاشى في الأفق البعيد لزرقة بحرها الكبير. عدن مدينة لا تستطيع سوى أن تسمو وتعلو أكثر وأكثر ولها اليوم أن تقف شامخة لتتحدى ضربات التآمر ونوايا السيطرة والتي آلمتها منذ قرون. لأنها عدن فتفرقوا عن أذيتها واتحدوا لنصرتها فما مرت به مؤخراً لا تستحقه مطلقاً.(العنف الفكري)قد لا يتوقف وقد يشتد ويحتدم الصراع أكثر وأكثر في الأيام المقبلة فهناك من العقول من تسكنها "شياطين من الجن" في الخبث والمكر والدهاء ولكل الجن علينا أن نتحد جميعا ونقول: أخرجوا من جسد"عدن" الطاهر..ولا تمسوه بسوء بعد اليوم. طيف أخير: أنا لا أوافق على ما تقول، لكني سأقف حتى الموت مدافعًا عن حقك في أن تقول ما تريد. (جيفارا)