كثرت اللغط والجدل حول الاطماع الخارجية في جزيرة سقطرى التي تتبادلها بعض الاطراف بهدف الابتزاز والتكسسب السياسي والتي تتحدث عن اطماع لتركيا وقطر والامارات وادعاءات للصومال بملكيتها للجزيرة تقف خلف هذه الادعاءات ايضا دول إقليمية.قبل ايام انشر فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يظهر احد ابناء سقطرى وهو يعدد الدعومات المقدمة من دولة الامارات لجزيرة سقطرى على جميع المجالات ابتداء من المطار والميناء وحتى توفير صهاريج المياه الى توفيرعلف للحيوانات. لكن قبل ان نحكم على حقيقة ما يشاع أولا دعونا نطرح هذه المعادلة المنطقية. فلمدة خمسة أشهر مرت مديرية جحاف في محافظة الضالع بجفاف لم يسبق له مثيل أدى إلى موجة نزوح واسعة للأسر الى المناطق المجاورة للضالع، وقد رُفعت هذه المشكلة الى الحكومة الشرعية والتحالف بحكم ان هذه المناطق تقع تحت سيطرتهم ومسؤوليتهم، بالفعل بادروا بالوعود في حل المشكلة جذريا وابدت الحكومة استعدادها بصرف مبالغ خيالية لشراء المياه وصهاريج مياه كحل مؤقت للمشكلة حتى يتم تنشيط مشروع مياه جحاف المتوقف منذ سنوات، ومن جانبها ايضا ابدت الامارات استعدادها بتوفير المياه للمديرية، . لكن والى اليوم لم يصل جحاف من تلك الوعود الكاذبة اي شي لان جحاف ليست سقطرى او جزيرة ميون او المخا كي يتم الاهتمام بها، ولولا المبادرة التي قام بها ابناء الضالع الخيرين في التبرع لجمع اموال لاغاثة المنطقة المنكوبة لكانت نزحت جميع الاسر من هذه المنطقة الجبلية التي كانت تعتبرها بريطانيا مصحة طبيعية للجنود البريطانيين والتي تفتقر الى ابسط الخدمات، فمشروع مياهها وشق طريقها الجبلي الوعر متوقفان منذ ان توقفت العمليات الانتخابية، واستمر الحال على المبادرة الاهلية حتى جاءها غيث السماء. في جحاف تنشط بعض المنظمات الاغاثية التي تاتي من صنعاء الواقعة تحت سلطة الحوثيين والتي توفر للاهالي بعض انواع لاغاثة والمشاريع الصغيرة كخزانات المياه وبعض المواد الغذائية كالحبوب التي ظهرت في ذلك الفيديو وهي تقدم كعلف للحيوانات في الجزيرة بينما في المناطق النائية تقدم للاستهلاك الادامي وليس عن طريق الامارات، وهذا ما يضع علامة استفهام حول مصداقية بعض الادعاءات التي تسوقها بعض الاطراف التي تتخذ مواقف من الامارات بنية الامارات الاستحواذ على الجزيرة حتى لو كانت ادعاءات هذه الاطراف ليس من باب السيادة والوطنية ولكن للابتزاز والتكسب السياسي وبالذات الحكومة الشرعية التي تتغنى بالسيادة وخدمة المواطن ولم تقدم لعدن التي تتخذ منها عاصمة مؤقتة على مدى ثلاث سنوات حتى 1 ميجا وات من الكهرباء التي تعتبر حاجة ملحة لهذه المدينة التي تتميز بمناخ حار جدا ورطوبة عالية يصعب العيش فيها بدون كهرباء وقد ادى انقطاع الكهرباء على مدار السنوات الماضية اثناء الحرب وبعدها الى وفاة الكثير من الحالات التي تعاني من الامراض المزمنة كامراض السكر والضغط والقلب. انا مع من يقول لا لاي اطماع في جزيرة سقطرى وهو بذلك صادق وليس له فيما يقول اي حسابات سياسية .وقد قلت ولا زلت اقول وساقول ان التحالف لم ياتي الى اليمن من اجل مصلحة اليمن او اعادة شرعية او يمن واحد او يمنان او ستة ايمان، ولكنه اتى من اجل مصالحهم العليا اولا. مشكلتنا في اليمن اننا شعب عاطفي وبالخصوص في الجنوب، ففي الجنوب اذا اردت ان تمرر اي مشروع ماعليك الا ان تذيل هذا المشروع بكلمة الجنوب. فقبل ايام في جبهة الساحل الغربي عندما اراد التحالف تحرير بعض المناطق، جعل احدى قنواته في شريط العاجل ان تقوم بعرض خبربالخط العريض تحت عنوان: المقاومة الجنوبية تخوض معارك شرسة في الساحل الغربي جعلهم ينطلقون كالرصاص وفي يوم واحد تم تحرير كهبوب ومثلث البرح والوازعية ومعسكر العمري، وبعد التحرير نفس القناة بنفس الشريط وبخط ذات حجم اكبر عرضت خبر مفاده ان المقاومة الوطنية والجيش الوطني تمكنوا من تحرير تلك المناطق التي استشهد في سبيل تحريرها اكثر من 40 شهيد من ابناء المقاومة الجنوبية دون ذكر مشاركة المقاومة الجنوبية. بالاخير يجب على اي جهة لديها اطماع في شبر من ارضننا ان تفهم اننا لسنا ممن يتنازلون عن اي شبر من ارضهم تحت اي ضرف من الظروف ولن اكتب هنا الا ماكتبه سالمين: #سقطرى_يمنية_جنوبية_الى_الابد