من اجل انجاح الدعوة التي دعا لها المجلس الانتقالي يجب أن يكون هناك مجلس تنسيقي بين المجلس الانتقالي والقيادات السياسية والمكونات الثورية ليطمئن الجميع أن الحوار يشمل الكل , ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي مع الدعوة والاستجابة لها وكلي ثقة أن الجميع سيكون في خندق واحد للدفاع عن القضية الجنوبية وتطلعات الشعب الجنوبي حيث لا يوجد هناك خلاف جوهري عن القضية الجنوبية بين أبناء الجنوب والخلاف في بعض الآراء والأفكار وتوحيد هذه الآراء أصبح في الوقت الراهن ضرورة ملحة ، ويكفي ما شهدته الحقب السابقة في الجنوب من الجدل والخلافات حول إيجاد قيادة موحدة تمثل القضية الجنوبية فكانت هناك الكثير من الاخفاقات التي جعلت القوى في الجنوب هزيلة وسهل اختراقها من قبل النظام اليمني وإضعاف لبنتها الأساسية. لدي الأمل الكبير في أن القيادات السياسية تضع تصورات وخطط لمعالجة كل التباينات الحاصلة وان يبادر المجلس الانتقالي بالتواصل الفعال مع الجميع والاستفادة القصوى من رجال الجنوب في الميادين وما يعادلها من النخب السياسية لنقل الجنوب من ما هو فيه وإفشال أي محاولات تريد الجنوب أن يكون جماعات للتخلص من القضية الجنوبية وتمييعها وتذويبها باستغلال بعض الاخفاقات الحاصلة وتباين وجهات النظر. على الجميع النظر إلى المستقبل ولا يكون للماضي تأثير في سياستنا وحاضرنا وان نعطي الفرصة للعقول الحكيمة مجالا واسعا للحوار حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بمصير الوطن وترسيخ ثقافة القبول بالأخر لأجل المصلحة العليا للوطن والسلام في الحاضر والمستقبل. ولأننا في وطن لا زالت أطماع الدول تتصارع حوله ولا زال التفاوض في غموض من انصاف الحق الجنوبي وقبوله شريكا في عملية حل الأزمة اليمنية وكون نحن نطالب بالحوار مع الآخر لاستعادة حقنا ونحن لم نطبق هذا على أنفسنا ولم نقبل بعضنا البعض ومن المعيب أن تنقسم قيادات الثورة الجنوبية إلى العديد من المفاوضين باسمها في الوقت الذي تموت الناس جوعا في الشوارع وداخل المنازل دون أحد يستطيع يوفير لهم لقمة عيش أو شربة ماء. ناقشت ذلك الأمر في لقاء مع بعض الاخوة من قيادات الثورة الجنوبية لاستطلاع مدى قبول دعوة المجلس الانتقالي لديهم ولدى كثير من أبناء الجنوب ومكونات الحراك الجنوبي حيث لا يوجد هناك خلاف جوهري حول القضية الجنوبية ولا يعقل أن ينقسم الجنوب إلى العديد من المطالب بسبب فساس الخلافات التي تضعف الجنوب ولا يحصل بسببها على استحقاقاته الكاملة. الخلاف ليس صعبا من خلال متابعتي ويمكن بكل سهوله العمل على حل كل الأشكال ولكنه سيكون كبيرا اذا لم يتدارك لأنه داخليا مع مكونات مجتمع ترى أن لها استحقاق وطني فكيف سنتعامل معها غدا هل بقوة السلاح كما تعامل معنا نظام صنعاء. استمعت لرأي القيادي السياسي البارز المحامي علي هيثم الغريب والذي يعتبر عمود أساسي من أعمدة الحراك الجنوبي وعقلا أرى أن عدم الاستفادة منه في مثل هذا الوقت الراهن خسارة مؤسفة لأننا لا ندرك ولا نشعر بقيمة مثل هذه العقول إلا متى ما فقدناها والأخ الغريب حاول الكثير الانتقاص من شخصه ودورة السياسي ولا زال يقارع بالصبر والحكمة دون الأنجرار الى ما يريده الأعداء خلال جلوسي سألته عن رأيه بدعوة المجلس الانتقالي فابدي ترحيبه واستبشاره بما أطلق عليه المجلس الانتقالي من فتح باب الحوار الجنوبي مع المكونات الجنوبية وإشراك الجميع في بلورة رؤية سياسية تمثيل القضية الجنوبية وتوحد كل القوى السياسية في أطار تمثيل واستحقاق لا يقصي أحد من قيادات الثورة الجنوبية واثني على شخص رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي وله بعض الملاحظات القيمة لا احب أن اكتبها هنا ولكن اتمنى من قيادة المجلس العودة إليها والى صاحبها فهو من الذين قد نبحث عنهم يوما ونبكي كثيرا عندما لا نجدهم. العميد محمد صالح طماح قيادي كان له سبق النضال والكفاح الثوري يملك قلبا ابيض ودائما يخرج ما بقلبه دون يجامل أحد أو ينافق ويحاول يطرح رأيه في كثير من الأحداث والمواقف قد يكون احيانا بأسلوب لا يتقبله الكثير لكنها تأتي دون رتشوش وبشكل مباشر قد يصفه البعض بالمناطقية ولكن قد يعمل بها الكثير من القيادة ويطبقها واقعيا مع أن طماح قائد شجاع وصريح ولا يريد تطبيق ذاك السلوك باسم الجنوب وتحليله على البعض وتحريمه على البعض. قال العميد طماح على دعوة المجلس الانتقالي لفتح التحاور أننا كنا ولا زلنا حريصين على عدم ضياع الجنوب في منازعات وصراعات وان وحدة الصف الجنوبي وتوافق مكونات الحراك وقيادتها هو المنقذ الوحيد لإنهاء المخاوف المستقبلية وتعد الخطوة التي دعا لها المجلس الانتقالي مهمة جدا وان لا تكون مجرد دعوات دون العمل والتنفيذ لها ونحن نتحمل الكثير من النقد والشتم على دعواتنا لمثل ذلك التحاور ويقول لنا الكثير عندما نطرح تلك الدعوة لماذا ما تنضمون للمجلس فنقول لهم لا يعقل أن نروح نجلس في بوابة المجلس الانتقالي ونقول ضمونا للمجلس ولا يمكن أن ننضم دون رؤية واضحة من المجلس نحن مكونات ثورية ضحت وناضلت يجب أن نكون شركاء قرار وليس خون وعملاء كما يصفنا من لا تعجبه صراحتنا. وطماح يعتبر قائد عسكري وسياسي سنبحث عنه يوما ايضا ونبكي كثيرا على شجاعته ، جلست استوضح من الاخ القيادي فؤاد راشد صاحب الحضور البارز في التحركات وهو يمثل اكبر مجلس ثوري في الجنوب. أن الدعوة التي دعا لها المجلس الانتقالي هي مطلب كل المكونات الجنوبية ولن تأتي إلا بإشراك حقيقي للمكونات من خلال مؤتمر جنوبي يرعاه المجلس الانتقالي ولا خلاف أن يكون المجلس الانتقالي هو الممثل والقائد للقضية الجنوبية ،