هناك من يحاول ان يصور للناس عقب كل جريمة تحصل بأن عدن كانت قبل سيطرة الوحدات الجنوبية تضاهي دولة من دول الكومنولث في الجانب الأمني،والحقيقة التي لايمكن يختلف عليها اثنين هو أن عدن فقدت خاصيتها المدنية ومزاياها الحضارية حين تم اختطاف قرارها شمالا،عندما أرى والمس محاولات توظيف كل جريمة تحصل باستهداف أمن عدن أدرك ألأهداف السياسية لهذا التوجه الرخيص. اليوم وبينما انا أتصفح في الشبكة برزت في ذهني جريمة ضمن سجل حافل بالجرائم والانتهاكات وهذه الجريمة كنت شاهد قرب عن تفاصيلها، قلت في نفسي زمان كان الأمن في عدن هو من يرتكب الجرائم واليوم نحن نلوم أمن عدن ع التقصير مما يفسر بأن عشم الناس في الأمن بات كبير وهذا حق مشروع ،بالرغم ان جريمة قتل شاب قبل أسبوع في جولة كالتكس تم الكشف عن مرتكبيها بل تم الكشف عن عصابة منظمة تتكون من خمسة عشر عنصر،والقي القبض على مرتكب جريمة الشهيدة الدكتورة نجاة وعائلتها رحمة الله عليهم،قبل يومين قتل شخص في المعلا والقي القبض ع الجاني،بالرغم من تلك الجهود الأمنية والتضحيات الجسام لأفراد وقيادات الأمن إلا إننا ندرك بأنه لن يصل إلى المرتبة المنشودة للناس إلا من خلال جهود مجتمعية موازية للإجراءات الأمنية،هو بحاجة إلى طمس الثقافات الدخيلة على عدن،هو بحاجة إلى ترسيخ ثقافة عدن المدنية الذي تنبذ كل سلوك نشاز يتنافى مع مدنية عدن وثقافتها كمدينة حضارية ترمز إلى السلام والتعايش، وفي كل الأحوال من حق الناس ان ترفع سقف مطالبها الأمنية إلى ماهو أبعد من ذلك ،لكن الغير صحي بأن تظهر أصوات وأقلام تعمل حثيثة لتبييض صفحة سوداء حافلة بالجريمة والفوضى والانتهاكات والفساد والنهب والبلطجة والظلم والسطو ،وفي خضم تلك الممارسات يبرز الدور الغير سوي والذي يستهدف كل الجهود الرامية باتجاه تمكين جنوبي وأبرزها الوحدات الأمنية الجنوبية وعلى رأسها أمن عدن ورمزها اللواء شلال شائع.
عودة إلى تفاصيل أحد الجرائم التي ارتكبت في عهد منظومة الاحتلال من قبل الأمن بل ومن كبيرهم ورمزية أمنهم،هذه الجريمة حصلت في عدن قبل أكثر من ستة أعوام ولأنني كنت شاهد عيان على تفاصيلها عندما هاجم المدعو عبدالحافظ السقاف قائد الأمن المركزي آنذاك بنفسه حي السعادة وقتل الشهيدة عافية مشبح بدم بارد في منزلها بطلقة دوشكا لترديها شهيدة أمام أطفالها الذي لم يتجاوزا حينها الخمسة أعوام بينما الطفلة الصغيرة كانت لاتزال رضيع ،قتلت الشهيدة عافية وهي تقوم بطهي الطعام لأطفالها وعندما قرأت الخبر يومها أوجعني ألمه وعزمت على النزول إلى مسرح الجريمة لإعداد تقرير ميداني مفصل عن حيثيات الجريمة وتفاصيلها،وذهبت بنفسي إلى حي السعادة والى منزل الشهيدة عافية وقابلت زوجها وشقيقة وعدد من الجيران وصورت المنزل والأطفال وتحدثت مع المسعفين الذي باشروا وقوع الجريمة وعملت مقابلات مع الجميع ،وتم نشر التقرير حينها في صحيفة المحور الجنوبية،مع العلم بأن هذه الجريمة لم تكن فرادا بل هناك المئات من الجرائم الأكثر بشاعة وفجاجة .