أي لعنة حلت بهذا البلد, وأي جُرم أقترفة البسطاء فيه ليعاقبهم الفاسدون بهذا الشكل القاتل والمميت, وأي (ذنب) فعلوا للتوالى عليهم المصائب والرزايا والمحن, وتتكالب عليهم من كل حدب وصوب.. لا أظن أن البسطاء ممن لاناقة لهم ولاجمل هم سبب كل ما يحدث لهذا الوطن, ولا أظن أن المسحوقين تحت براثن المستبدين منذ عقود لهم ذنب فيما يحدث الآن, ولا أظن أن الفقراء ممن لايجدون (كسرة) خبز يابسة هم سبب البلاء الحاصل لهذا.. فأي (خطأ) فادح أرتكبه الشعب كي يصل به الحال إلى ما وصل إليه من جوع وفقر وموت وإنسحاق ودمار وفوضى وتسول؟ حتماً هي ضريبة أخطأ (الفرقا) ولعنة المقهورين الذين أتت عليهم السياسة الرعناء ومزقتهم وسلبت منهم الكثير وحرمتهم من أقل (القليل).. اليوم يموت الكثيرين (تعففاً), وقبلها جوعاً وفقراً وضياع وتمزق وشتات بين فرقا المشهد الأرعن الذين لايكترثون (البتة) لِم يحدث, ويحتوي التعفف وعزة النفس الكثيرين, وتأبى الكرامة والكبرياء للكثيرين أن يسألوا الناس (إلحافاً) أو حاجة رغم ظنك العيش وقسوته.. مشاهداً وقصص وحكايات لأناس (يقتل) الجوع والفقر والحاجة والعوز فيهم معنى الحياة, وقبل ذلك قتلت فيهم هذه الهمجية والمناكفات العقيمة بين المتناحرون (سياسياً) معنى (الوجود) والإنتماء والهوية والإنسانية, وباتوا على مشارف (الموت) ينتظرون أن تحل بدارهم (المنايا) ويتخطفهم الموت من كل مكان.. مشاهد تدمي القلوب (المتحجرة) , وتُدمع (المقل) المتصحرة , وتُؤلم الضمير الإنساني, ولكنها للأسف لم تحرك (ساكناً) في تلك الأجساد الخاوية من الإنسانية وذات (الكروش) المتدلية أكان في حكومة (الفنادق), أو في من يدعون (حبهم) للجنوب أرضاً وإنسان, والجنوب منهم براء.. أعوامٌ مضت وممن تقطعت بهم (السبل) وفقدوا الحيلة والوسيلة (يموتون) بصمت, تحتويهم جدران منازلهم, وتلتحفهم المعاناة, وتكبلهم (العزة) والكرامة والكبرياء, ولم يلتفت إليهم أحد, ولم يستشعر بعد (الفرقا) ذلك الوجع (العميق) الذي يحفر في دواخلهم منذ أن دقت طبول الحرب ودارت رحاها في هذا الوطن (المتشظي).. أكرموا عزيز قوم (ذل), وأشيحوا عن ملامح البسطاء علامات الأسى والحزن, وأرفعوا عن (كاهلهم) المعاناة التي نآءت منها نفوسهم (العفيفة), فقد مل الشعب هذا العناء, وإلا فالرحيل أرحم من بقائكم لمجرد (تصفية) حساباتكم مع خصومكم..