قال الدكتور سيجمان: "لقد كان العامل المشترك الذي اتفق عليه جُل الخبراء والمحللين يتمثل في أن "الإرهاب" هو نتاج أجواء البؤس والفقر والتخلف التي تعيشها بلدان العالم الثالث، هذه الأجواء التي تجعل الشباب عرضة لعمليات غسيل الدماغ واللحاق بركاب الإرهابيين". المشكلة الأكبر التي تواجهها البلاد الآن ليست الإرهابيين العابرين للأوطان، فهم لا يشكلون حتى سبباً أساسيّاً في المشاكل السياسية التي تشل البلاد. فالمسائل الرئيسة، على المدى الطويل، هي الجفاف والمجاعة والفقر المستشري، والسكان الذين تتسع في أوساطهم الفئة العمرية الشبابية ويتعاظم قنوطهم. لكن المساعدات ليست الحل الوحيد،.
وقد شهدنا في هذه الفترة ازدياد الاخبار بخصوص القاعدة او ما يطلق عليها انصار الشريعة وقد تزامن هذا بعدد من المواقف والاحداث اهمها تغيير مسئول المنطقة الجنوبية وتغيير مدير امن عدن وكذلك المحافظ بالتزامن مع تحرك السفينة الأم او القاعدة البحرية العائمة التي من المرجح ان تكون من مهامها محاربة القاعدة (انصار الشريعة) , القراصنة الصوماليين وكذلك مواجهة تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز لذا فأن السفينة الأم ستكون في منطقة وسطية ماقبل مضيق هرمز وماقبل باب المنذب حتى تكون داعم في حالة نشبت حرب ايرانية في بحر الخليج وكذلك محاربة القراصنة الصوماليين ودعم محاربة القاعدة (انصار الشريعة) لذا من المرجح ان تكون منطقة السفينة الأم هي على الحدود البحرية اليمنية ( جزيرة سقطرى) .
ومن الاشياء الغريبة للقاعدة في اليمن بأنها قد قامت بتغيير اسمها الى انصار الشريعة وهذا سابقة غريبة حيث انها في العراق او في دول المغرب دوما ماكانت تلصق اسم القاعدة بالمنطقة يعني قاعدة المغرب العربي , قاعدة الجزيرة لكن في اليمن لماذا صار هذا التحول , القاعدة ادركت بأنها اخطأءت في افغانستان حيث انها كانت مدة 10 سنوات في افغانستان لكنها لم تقدم مشروع دولة وانما قدمت مشروع لتدريب قتلة وهذا يتنافى مع التاريخ الاسلامي العريق الذي رسخ مفهوم الدولة الحديثة قبل الجميع, الم تكن هناك دولة اسلامية اسمها الدولة الامويية والعباسية والاندلسية وكذلك العثمانية الم يسطرو انفسهم من ذهب بثقافتهم وعلومهم ومدنيتهم وعدالتهم وقوتهم . الم تسوق تلك الدول للعالم كيفية بناء الدول مما جعلهم قدوة للاخرين .
ومن خلال ادراك القاعدة بهذا الخطأ بأن الفرصة تأتي مرة واحدة ولم يستغلو بأن العالم كان يدعمهم لمحاربة المد الشيوعي وكان من الممكن ان نرى دولة اسلامية حديثة تقدم نموذجاً يبهر الجميع , لكن للاسف المقاتليين المجاهدين انذاك لم يخلعو عباءة القتال وظلو متمسكين بمبداء القتال والدم تأتي بعده دماء, لذا جأءت الفكرة بأن يقدمو مشروع جديداً لهم في اليمن وقامو بتغيير اسمهم الى انصار الشريعة لخلق مؤيدين لهم وكذلك استقطاب اطفال يقومون بصناعتهم كمقاتليين على نفس مبادءى قاعدة افغانستان كل هذا من أجل خلق شبح ووهم الإسلام الإرهابي، لكي يكون المسلم هدفا للكراهية والحقد من طرف شعوب العالم والغريب ان انصار الشريعة يبدون في كثير من الأحيان تنظيما انتقاميا وليس تنظيما قياديا يريد فعلا توحيد الأمة والخروج بها من نكباتها والمفترض أنه يريد أن يكون وكيلا يدافع عن حقوق العامة والبسطاء لكن يتفاجيء الناس أنهم أصبحوا أحد ضحاياه المحتملين إما بعمليات تفجير عشوائية يكون الهدف فيها هو ضابط شرطة يمر في الشارع , فيتم اسباحة دماء عشرة أشخاص من المارة باعتبارهم يمشون بالصدفة بجانب الضابط المستهدف!!,, أو حتى من خلال استعمال الأحياء السكنية كثكنات عسكرية يتم الانطلاق منها .
الحل العسكري المنفذ حاليا عقيم حيث ان القاعدة (انصار الشريعة) متخصصين بصناعة المقاتلين مستغليين صغر سن المنظمين لهم وكذلك استخدام العقيدة واخبارهم بان الجنة لمن استشهد , لذا في حالة انه يجب بأن يكون حل عسكري يجب ان يتحرك الجيش اليمن بكل الويته فليس هناك اعداء لنا مع الدول الحدودية لكن عيب هذا الحل بأن الدماء اليمنية التي سئمنا من رؤيتها تذهب هدراً ستكون هي المشهد وقد جربته من قبل امريكا في افغانستان والعراق لكن دون تحقيق النتائج المرجوة.
الحل السياسي وهو اشبه بأن يكون غير ذو جدوى فأن القاعدة(انصار الشريعة) تسوق بأن الجيش وكل من ليس منهم كفرة ملحدين فكيف يقوموا بالتوقيع او بالأتفاق مع من يدعون بانهم كفره فهذا سوف يسبب لهم انشقاقات كبيرة في داخل صفوفهم لذلك لن تقوم لهم قائمة .
الحل الاجتماعي اذا جردنا القاعدة من غطاء الدين التي هي بعيدة عنه كل البعد لوجدناهم عبارة عن قتلة مأجورين يتبعون اميرهم بشكل اعمى مستغل ضعفهم بمعرفة الدين لذلك الحل اولا بأن يتم تنضيب مصادر المقاتلين للقاعدة في اليمن وهم عرب الجزيرة وغير العرب حيث ان العرب قلة من هم من دول الخليج والاغلبية هم من اليمن لذلك الحل الاجتماعي لمقاتلي انصار الشريعة سيكون ذو فائدة مرجوة اذا نفذ ضمن استراتجية طويلة الامد وهنا يأتي دور التواصل المباشر مع القبائل.
ويجب ألا يتم توزيع المساعدات من خلال صنعاء، بل عن طريق القادة المحليين، مما يتيح التخلص من الطبقات التي تمر عبرها عملية التوزيع، وقطع الطريق أمام السرقة مما يسمح هذا بتعزيز الثقة بين الأطراف، ويساهم في تقويض القاعدة. ومن هذه الحلول فتوى تصدر من علماء الدين السلفيين في اليمن وكل بقاع العالم .وبالتالي، إذا كانت القبائل تؤمن ملاذاً للقاعدة، فالدافع ليس بالضرورة اصطفافاً ايديولوجياً، بل لأن القاعدة تتقيد بالقوانين المحلية، وتعرف كيف تتقرب من العشائر، فلديهم ما يقدّمونه للقبائل؛ وكذلك الدولة أيضاً لديها ما يمكن أن تقدمه.بإمكان القاعدة أن تؤمّن المياه والطعام والأدوية إنما ليس بالقدر الذي تستطيع الدولة بالاضافة الى العالم تأمينه. هذا هو المفتاح لهزيمتهم.