نسمع في هذه الأيام تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية، في حال تعرّض إيران لهجوم عسكري من جانب «إسرائيل» أو الولاياتالمتحدة أو من جانب الدولتين معاً، وهناك خشية في «إسرائيل» من اندلاع حرب تشارك فيها جبهات مختلفة، إيران، سوريا، حزب الله وحماس. الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني كثّفت خلال الشهور الأخيرة إصدار تعليماتها للسكان عبر الإذاعة والتلفزيون والمواقع الإلكترونية بشأن كيفية التصرف في حال وقوع حرب، بل ذهبت نحو توزيع كمّامات واقية على الإسرائيليين. ضباط إسرائيليون يتدرّبون في أميركا على التعامل الحيّ مع المواد الكيماوية ضمن تمارين أخرى تحاكي حرباً غير تقليدية. مضيق هرمز هو المنفذ البحري الوحيد لمعظم دول الخليج إلى العالم الخارجي، فعن طريقه تتم عملية التصدير والاستيراد، وتعود تسمية هذا المضيق نسبة إلى جزيرة هرمز الواقعة على ساحل إقليم مكران التابع لإيران عند مدخل المضيق الشمالي، وهو ما يعطي الإيرانيين أرضية استراتيجية هامة في الإشراف والتحكم في هذا الممر البحري إلى جانب سلطنة عمان، حيث تقع محافظة مسندم العمانية عند المدخل الجنوبي للمضيق، وتقع الجزر الإماراتية الثلاث التي احتلتها إيران عام 1971 عند مدخل مضيق هرمز. وقد اشتهر المضيق باسم باب الشرق السحري، وهو يعدّ واحداً من أهم المضايق من بين 120 مضيقاً في العالم. هرمز ممرّ مائي طبيعي ضيّق، يصل بين جزأين من البحار العالية وهما مياه الخليج ومياه بحر العرب. والمضيق تتوافر فيه ثلاثة شروط نص عليها القانون الدولي من حيث أنّه ممر طبيعي ضيّق، ويصل بين بحرين، ويستخدم للملاحة الدولية عادة، وقد ذهبت محكمة العدل الدولية إلى إصدار قرار يعتبر مضيق هرمز ممراً دولياً يخضع لقواعد القانون الدولي كما هو الحال في مضيق باب المندب الذي تشرف عليه اليمن، فاليمن لا يستطيع منع أيّ سفينة من العبور من المضيق لأنّه ممر ملاحي دولي، وذلك بعكس مضيق قناة السويس الذي تشرف عليه مصر، حيث إنّ قناة السويس لا تعتبر مضيقاً دولياً طبيعياً لأن المصريين هم الذين قاموا بحفر القناة وتوسيعها. وتتفاوت أهمية مضيق هرمز من دولة إلى أخرى من دول الخليج، فهو يشكّل أهمية قصوى بالنسبة إلى قطر والبحرين والكويت والعراق، في حين أنّه يشكّل أهمية أقل بالنسبة إلى سلطنة عمان، حيث يتوافر لها منفذ على بحر العرب، وكذلك الإمارات العربية المتحدة فإن لها منفذاً على خليج عمان حيث أقيم لها ميناء في خورفكان المطل على بحر العرب، والسعودية لها منفذ على البحر الأحمر، كما أنّ إيران لها منفذ عبر خليج عمان المطل على بحر العرب.
أما بالنسبة إلى ما يشكّله مضيق هرمز، للدول المستهلكة لنفط الخليج فهو بالنسبة إليها حياة أو موت، فعبر هذا المضيق يمر 40 في المئة من النفط إلى الدول المستهلكة، وكذلك تمر أكثر من هذه النسبة من الغاز الطبيعي. على سبيل المثال، فإنّ اليابان تستورد 90 في المئة من احتياجاتها من البترول من منطقة الخليج، وقس على ذلك بقية الدول مثل الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة الأميركية وكذلك الدول الآسيوية، وخاصة دول جنوب شرق آسيا. وفي حالة إغلاق هذا المضيق أمام الملاحة الدولية فإنّه سيترك على دول الخليج تأثيراً ضاراً اقتصادياً وأمنياً، كما سيؤثّر على الدول المستهلكة، وسيؤدي بالتالي إغلاقه إلى إدخال المنطقة في حرب لا يعلم مداها وتأثيرها على المنطقة حاضراً أو مستقبلاً إلاّ الله. وفي هذا الجو المشحون بالتوترات والتراشقات والتصريحات بين إيران من جهة و«إسرائيل» والولاياتالمتحدة من جهة أخرى، وهنا يمكن أن تستفيد القيادة السياسية في إيران من الأخطاء التي وقع فيها العراق، وأن تُجنِّب دول الخليج العربية الحرب مرة أخرى. مطلوب من الدول العربية والإسلامية والولاياتالمتحدة التوقف عن التهديد بالحرب وبالضغط على حليفتها «إسرائيل» بعدم توتير الأجواء، لأن ذلك لا يخدم الأسرة الدولية، إنّ إيران ثاني أكبر بلد منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، إذ قد تسعى الى عرقلة حركة السفن عبر الممر المائي الاستراتيجي إذا لجأت الولاياتالمتحدة إلى شن عمل عسكري كما صرّح قائد الحرس الثوري: إيران ستغلق مضيق هرمز إذا تعرّضت لتهديد. * جريدة الأمان نسمع في هذه الأيام تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية، في حال تعرّض إيران لهجوم عسكري من جانب «إسرائيل» أو الولاياتالمتحدة أو من جانب الدولتين معاً، وهناك خشية في «إسرائيل» من اندلاع حرب تشارك فيها جبهات مختلفة، إيران، سوريا، حزب الله وحماس. الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني كثّفت خلال الشهور الأخيرة إصدار تعليماتها للسكان عبر الإذاعة والتلفزيون والمواقع الإلكترونية بشأن كيفية التصرف في حال وقوع حرب، بل ذهبت نحو توزيع كمّامات واقية على الإسرائيليين. ضباط إسرائيليون يتدرّبون في أميركا على التعامل الحيّ مع المواد الكيماوية ضمن تمارين أخرى تحاكي حرباً غير تقليدية. مضيق هرمز هو المنفذ البحري الوحيد لمعظم دول الخليج إلى العالم الخارجي، فعن طريقه تتم عملية التصدير والاستيراد، وتعود تسمية هذا المضيق نسبة إلى جزيرة هرمز الواقعة على ساحل إقليم مكران التابع لإيران عند مدخل المضيق الشمالي، وهو ما يعطي الإيرانيين أرضية استراتيجية هامة في الإشراف والتحكم في هذا الممر البحري إلى جانب سلطنة عمان، حيث تقع محافظة مسندم العمانية عند المدخل الجنوبي للمضيق، وتقع الجزر الإماراتية الثلاث التي احتلتها إيران عام 1971 عند مدخل مضيق هرمز. وقد اشتهر المضيق باسم باب الشرق السحري، وهو يعدّ واحداً من أهم المضايق من بين 120 مضيقاً في العالم. هرمز ممرّ مائي طبيعي ضيّق، يصل بين جزأين من البحار العالية وهما مياه الخليج ومياه بحر العرب. والمضيق تتوافر فيه ثلاثة شروط نص عليها القانون الدولي من حيث أنّه ممر طبيعي ضيّق، ويصل بين بحرين، ويستخدم للملاحة الدولية عادة، وقد ذهبت محكمة العدل الدولية إلى إصدار قرار يعتبر مضيق هرمز ممراً دولياً يخضع لقواعد القانون الدولي كما هو الحال في مضيق باب المندب الذي تشرف عليه اليمن، فاليمن لا يستطيع منع أيّ سفينة من العبور من المضيق لأنّه ممر ملاحي دولي، وذلك بعكس مضيق قناة السويس الذي تشرف عليه مصر، حيث إنّ قناة السويس لا تعتبر مضيقاً دولياً طبيعياً لأن المصريين هم الذين قاموا بحفر القناة وتوسيعها.وتتفاوت أهمية مضيق هرمز من دولة إلى أخرى من دول الخليج، فهو يشكّل أهمية قصوى بالنسبة إلى قطر والبحرين والكويت والعراق، في حين أنّه يشكّل أهمية أقل بالنسبة إلى سلطنة عمان، حيث يتوافر لها منفذ على بحر العرب، وكذلك الإمارات العربية المتحدة فإن لها منفذاً على خليج عمان حيث أقيم لها ميناء في خورفكان المطل على بحر العرب، والسعودية لها منفذ على البحر الأحمر، كما أنّ إيران لها منفذ عبر خليج عمان المطل على بحر العرب. أما بالنسبة إلى ما يشكّله مضيق هرمز، للدول المستهلكة لنفط الخليج فهو بالنسبة إليها حياة أو موت، فعبر هذا المضيق يمر 40 في المئة من النفط إلى الدول المستهلكة، وكذلك تمر أكثر من هذه النسبة من الغاز الطبيعي. على سبيل المثال، فإنّ اليابان تستورد 90 في المئة من احتياجاتها من البترول من منطقة الخليج، وقس على ذلك بقية الدول مثل الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة الأميركية وكذلك الدول الآسيوية، وخاصة دول جنوب شرق آسيا.وفي حالة إغلاق هذا المضيق أمام الملاحة الدولية فإنّه سيترك على دول الخليج تأثيراً ضاراً اقتصادياً وأمنياً، كما سيؤثّر على الدول المستهلكة، وسيؤدي بالتالي إغلاقه إلى إدخال المنطقة في حرب لا يعلم مداها وتأثيرها على المنطقة حاضراً أو مستقبلاً إلاّ الله. وفي هذا الجو المشحون بالتوترات والتراشقات والتصريحات بين إيران من جهة و«إسرائيل» والولاياتالمتحدة من جهة أخرى، وهنا يمكن أن تستفيد القيادة السياسية في إيران من الأخطاء التي وقع فيها العراق، وأن تُجنِّب دول الخليج العربية الحرب مرة أخرى. مطلوب من الدول العربية والإسلامية والولاياتالمتحدة التوقف عن التهديد بالحرب وبالضغط على حليفتها «إسرائيل» بعدم توتير الأجواء، لأن ذلك لا يخدم الأسرة الدولية، إنّ إيران ثاني أكبر بلد منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، إذ قد تسعى الى عرقلة حركة السفن عبر الممر المائي الاستراتيجي إذا لجأت الولاياتالمتحدة إلى شن عمل عسكري كما صرّح قائد الحرس الثوري: إيران ستغلق مضيق هرمز إذا تعرّضت لتهديد. * جريدة الأمان