لم تكن المعركة مرتب لها مسبقا ولم يكن كذلك يستهان بها او صدفه وقوع وقعها في مفارقه لأسباب وقوعها ان قلنا انه قد رتب لها وانما كانت امتداد لبدر الصغرى) التي نجت قريش منها بانحراف مسارها ومسار قافلتها الاولى فلم يكن ذلك وان قلنا أنها أتت بوعد وترتيب مسبق فلم يكن ذلك كذلك. ولكنها إرادة الله جعلت من معركة بدرالكبرى) رسالة أولى ولبنة أولى نحو الوثوب الإيماني لمجتمع المستضعفين في المدينةالمنورة من المهاجرين والأنصار في وجه قوى الكفر والشرك والاستكبار والإنكار لله إلوهيته ووحدانية عبادته. أتت بدر الكبرى وقد ألتم في طيات المؤمنون أكثر من سبب لقيامها ووقوعها في السابع عشر من رمضان بعد عامين من ألهجره النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. توافدت الإخبار عن مجيء قافلة لقريش من الشام وفيها ابى سفيان زعيمها ومرجع أمرها خرج المسلمون بثلاث مائه وبضع إعشار وسبعون جملا من المجاهدين علم أبى سفيان بخروجهم ومقصدهم القافلة فأرسل إلى قريش من يعلمهم ويستحثهم على النجدة والحماية فخرجت قريش بألف مقاتل ومائتين فرس معهم انها مفارقه في العدد والعدة وموازين القوه كان قائد المسلمون الرسول الكريم وكان قائد المشركون ابى جهل عمربن هشام وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة ووقعت المعركة وكرها وفرها وكسب المعركة وانتصر فيها الحق على الباطل استشهد فيها أربعة عشر مجاهدا من جيش الإسلام وقتل من المشركون سبعون رجلا فيهم رؤس الكفر الثلاثة الأشد عداوة للنبي أبى جهل وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة وتم اسر سبعون آخرون منهم وفيهم طليعة قريش من القراء والكتاب ومن زعماء القبائل غنم المسلمون ما أرادوا من غنائم لتعويض المهاجرون عن مأتم حجزه والاستيلاء عليه في مكة من أموالهم وعدتهم وعتادهم العبر والعضة في بدر تتلخص في الأمر الأهم للمسلمون فقد خرج المسلمون في أول معركة بتجربة سياسيه عسكريه اقتصاديه جعلت منهم نواة للدولة التواقين إلى تأسيسها في المدينةالمنورة فقد باتت ركائزها متوفرة وشرط قيامها قد بلغ حقيقته فلها جيش انتصر واكتسب منها قدرات عسكريه وفرز من خلالها قادة وجند مدربون لهم التجربة ولهم الرياده من خلال تلك المعركة وخرج المسلمون بحصيلة سياسيه بارعة في ماحصل من مواقف عند قيادة النبي لهم فقيل يارسول الله أهي الحرب ام الوحي فقال الحرب فأشير عليه باتخاذ موقع البئر مكان لمجريات المعركة وهنا تحقق النبوغ والمشورة السياسية واقتناص ألفرصه من خلال موقع يكون المسلمون هم الأغلب وأصحاب الموقف الأكثر سيطرة على مجرياتها وتحقق فيها مفهوم القيادة الجماعية والإشارة الصائبة وكانت تجربه لتأسيس مجتمع العدل والإيمان والكفاية اقتصاديا خرج المؤمنون منها بتجربة ساعدت على بلوغ ما كان ينقصهم من مال وعدة وعتاد من خلال الغنائم مما جعل منهم محل اهتمام قبائل العرب وزادهم شهره وللدعوة تبليغ ورسالة قامت مقام الإعلام والإشهار لدولة الإسلام وقائدها النبي محمد تلك اذا عبرها وجني ثمارها ...فأين العضة أنها في طيات كل ذلك من عددا لايساوي إمام الخصم الا ثلثه وانتصر ومن عدة لاتبلغ الاسبعون جملا اما مائتين فرس بما يعني من تفوق في قدرة الخصم على الحركة والصولة والجولة ومع ذلك انتصر المؤمنون ومن عددا قليلا من الشهداء امام عددا كبيرا من قتلا المشركون والعضة الأبرز الثبات ورسوخ العقيدة الايمانيه والجهادية ثلاثة من رؤؤس الكفر قتلوا انها عضة لقلة عدد وغلبة إيمانيه انها عضه إمام فئة قليله غلبت فئة كبيره . انه الإسلام وعقيدة الإسلام وستضل معركة غزوة بدر (الكبرى) دروس وعبر وعضات إمام الآتين إلى يوم الدين في نبوغ التخطيط العسكري والدهاء السياسي لجني ثمار الانتصار ليكون انتصار متكامل في كل شتى متطلبات ألدوله وإنشاءها وتأسيسها .