كلمة حافة شائعة ومشهورة في عدن وهي تعني في مدلولها المحلي شارع أو حي سكني يضم عدد من المنازل المتلاصقة والمتجاورة قربت أو بعدت طالما يجمع هذه المنازل مدخل ومخرج واحد . وحوافي الشيخ عثمان اشتهرت بأسماء أصبحت تميز كل حافة عن غيرها من الحواف وهذه الأسماء تنبثق من عائلة عريقة تسكن الشارع كحافة الأصنج العائلة المعروفة التي سكنت إحدى حواف الشيخ عثمان وأشتهر بعض أبنائها بالعمل السياسي وكانت لهم أدوار نضالية وتقلد بعضهم بعض المناصب الحكومية في وزارات ما بعد الاستقلال، وكذا حافة السيد علي شخصية اجتماعية معروفة وكذا حافة المسلميوهو فنان معروف تنسب الحافة إلى اسمه, وكذا حافة الباشا أسرة معروفة في الشيخ عثمان. وقد تنسب الحافة إلى مهنة أشتهر بعض سكان الحافة كمهنة الصباغة فتسمى الحافة بحافة الصباغين أو حافة الحواكين لمن يمتهنون في حياكة المعاوز والصوف وحافة الطيري وهي أسرة امتهنت صباغة الملابس. وقد تنسب الحافة إلى القرية التي نٌزح منها كحافة الدبع وحافة القريشة وحافة لودر فيكون سكان هذا الحافة في الغالب من القرية التي تنسب إليها الحافة وحافة كود بيحان وتنسب بعض الحوافي إلى شخصيات رياضية برزت كحافة القيراط وحافة العسل وهما شخصيتان رياضية لأجيال متعاقبة . وبعض الحوافي تنسب إلى أسماء مساجد أو أضرحة مثل حافة الهاشمي وحافة زكو وحافة القاضي وجميعها مساجد أو أضرحة كضريح الهاشمي الذي كان يشهد الكثير من الطقوس الصوفية وأعمال الخفة . وهكذا نجد أنّ الحافة في مدينة الشيخ عثمان قد تنسب لشخصية اجتماعية سواء كانت سياسية أو فنية أو رياضية أو تربوية وقد تنسب لأسرة اشتهرت بالكرم أو بالعلم أو بالثروة أو ممارستها لمهنة معينة. وفي الحافة يجتمع الناس ويختلطون ويعيشون جو الأسرة الواحدة على اختلاف المناطق التي ينتمون إليها ويحصل التقارب والمصاهرة ووقوف الجار إلى جانب جارة وما يحصل من تبادل الاطعمة والوقوف إلى جانب الجيران في الافراح والمناسبات الحزينة وتقديم الدعم المادي والمعنوي. وفي الحافة يلعب الأطفال وتنشأ الفرق الرياضية التي خرج منها الكثير من اعلام الرياضة وخاصة كرة القدم وبعض أنواع من الرياضات ككرة السلة والطائرة. وفي الحافة يجتمع الرجال من كبار السن للعب الدمنة والبطة ( ورق اللعب ) وتشتد المنافسة والخلاف في اللعب بين الفائز والخاسر دون أن يفسد الود وما أن ينتهي اللعب إلا عادت المودة كما كانت في سابق عهدها قبل اللعب. وقد يكون على رأس بعض الحواف مقهى لطباخة وإعداد الشاي العدني ( الشاهي الملبن) وحول موائد الشاي يحتدم النقاش في بعض مواضيع السياسة والحياة العامة اليومية ولا تخلو حافة من كبير يكون أعقل القوم سناً ومكانة يلجأ اليه الناس عند الخلاف ويكون لرأيه تأثير واسع وكلمته مسموعة بين المختلفين والمتخاصمين . وحوافي الشيخ عثمان كانت ولا زالت مع بعض التغيرات والمحدثات التي حصلت اليوم بسبب زيادة الهجرة أي أن الشيخ عثمان صورة حية لحياة الشعبية ولوحة فنية تتجسد فيها كل الالوان المبهجة ومثال رائع للتكافل الاجتماعي ومثال رائع لكل معاني الانسانية.