إخواني وأحبابي من أبناء الجنوب المرابطين والمجاهدين والمقاتلين الأبطال في جبهة الساحل الغربي والذين بتم على مشارف دخولكم إلى مدينة الحديدة، اقول لكم ربنا يثبت أقدامكم وينصركم على عدوكم ومن ظلمنا وظلمكم ويربط على قلوبكم ويشد على أيدكم ويقوي عزائمكم، وبإذن الله من نصر إلى أخر تنالونه بفضلٍ من الله وعزةٍ وتوفيقٍ منه...أنتم من عاهد فصدق، ووعد ولم ينكث الوعد، وصرتم تتنافسون يوماً بعد يوم على نيل إحدى الحُسنيين (فإما النصر او الشهادة ). وها أنتم في كل يوم يمر عليكم بساحات الوغى تلقنون فيه عدو الله وعدكم أعظم الدروس في الجهاد والبطولات والعزة والشرف والكرامة وتلحقوا بهم الهزيمة تلو الهزيمة، ووهبتم أنفسكم وأرواحكم لهذا الحظة التي تعيشونها الآن، تاركين خلفكم أهاليكم وبيوتكم، تاركين الأم والأب والإخوة، تاركين الزوجة والأبناء، تاركين الأصحاب والأخلاء، تاركين هم الدنيا ومتاع الدنيا ومقبلين ليس مدبرين على أعظم فوزين وهم النصر او الشهادة، تاركين كل ذلك ولستم مبالين بالعودة وتقولون في أنفسكم ربما لن نعود أليهم أحياء، ولكن سوف نعود بإذن الله منتصرين او نعود شُهداء او جرحى فمن سلك طريق الجهاد فلا أظن بأنه يسأل نفسه كيف سيرجع إلى أهله ففي كل الحالات هو يرجع منتصراً مهللاً بالنصر او يزف عريساً إلى الجنة فيرتقي إليها شهيدَ. لن نقول لكم ليتنا معكم حتى لا يقع علينا حكم الخوارج او الذين تعذروا بأن بيوتهم عورة وما هي بعورة او نكون كالذين تخلفوا عن أمر الله ورسوله في حق الجهاد وأجبروا عليه وهم كارهون، فمن أمثالكم في زماننا هذا قليلون تركوا الأهل والأولاد تركوا الأم والأب والزوجة والمال والإخوة تركوا الأصحاب تركوا وتركوا وتركوا، وذهبوا إلى هناك إلى تلك الأرض لينصروا أهلها ويعلوا كلمة التوحيد ويرفعوا رأية التوحيد ويجعلوا كلمة الله وكلمة الحق هي العليا، وكلمة اولئك الذين بدلوا دينهم وتبعوا هواهم هي السفلى. إيُها الأبطال الشُرفاء أنتم اليوم وفي هذه المواقف العظيمة والملاحم التاريخية التي تسطروها وتخوضوها جميعكم... تقفون صفاً وأحداً تجسدون حكمة القول (ترأهم كقلب رجل واحد)، وننظر إليكم نظرة رجل واحد بعيداً عن إنتمائكم للقوة الفلانية او الجيش الفلاني او اللواء الفلاني فأنتم هناك تسيرون على نفس الدرب وتمرون في نفس الطريق وتسلكون الممرات والعقبات نفسها، درب من سبقوكم في الدفاع عن الدين والأرض والعرض، على درب من سبقوكم ونالوا إحدى الحُسنيين دفاعاً عن عدن والجنوب في أيام الحرب تلك ومنكم الكثير اليوم من قاتل وأستبسل وجاهد دفاعاً عن أرض الجنوب الطاهرة أرض العزة والكرامة، ولايزال حتى اليوم يوجد من بينكم من يدافع عن هذا الدين وهذه الأرض يدافع عن عزتها وشرفها وكرامتها ، فأنتم على نهج من سبقوكم سائرون لا تهابون عدواً ولا تخافون قوةً، وأنتم الأعلون بإذن الله، والله يختار منكم ويصطفي منكم الشُهداء الذين قال فيهم أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، فتضحياتكم تلك وبطولاتكم تلك بإذن الله لن تذهب هبائاً ولا هدراً فأنتم المنصورون وأنتم الفائزون وأنتم الغالبون بإذن الله. وأسمحوا لي في ختام رسالتي هذه أن أقول لكم إنكم أنتم على الحق تسيرون لأنكم في لعدوكم ظاهرين وللحق ناصرين، تلعمون من تُقاتلون وتعرفون لأجل ماذا تُقاتلون، وإن لم تذهبوا إليهم وتُقاتلوهم أين ما وجدتموهم وأين ما تقفتموهم، فأنهم سوف يفكرون في يومٍ من الأيام لو وجدوا في نفسهم القوة والقدرة وسنحت لهم الفرصة بان يعودوا لأرضنا أرض الجنوب هذه لعادوا اليها، فأمثال هؤلاء لا يُثمنوا ولا يوخذ منهم عهد ولا ذمة، فقطعوا شوكتهم وأستأصلوا شئفتهم، فدابر هؤلاء مقطوع بإذن الله. نسأل الله أن يشد على أيديكم ويثبت أقدامكم وينصركم على عدوهِ وعدوكم إنهُ ولي ذلك والقادر عليه.